في لبنان.. عمليّات التجميل تشهد تراجعًا بسبب غياب العرب والأجانب
صدى وادي التيم-لبنانيات/
صحيح أنّ لبنان يعاني منذ أكثر من 3 سنوات من أزماتٍ اقتصاديةٍ متعددةٍ، إلا أنّ الإقبال على عمليات التّجميل لم يتوقف بل لا يزال قائمًا لاسيّما للبنانيين المحليين.
يتميّز أطباء لبنان بمهارتهم واتقانهم عمليّة تجميل الأنف، جراحة الأنف بالليزر، عمليّة زراعة الأسنان، عمليّة زراعة الشعر، عمليّة شفط الدّهون، وعمليّة شدّ البطن، وعمليات شدّ الوجه التي أصبحت “موضة” العصر.
ولأنّ الفنانات اللبنانيات اشتهرن بعمليات التجميل، هذا ما جعل الفتيات بشكلٍ عامٍّ يأخذنهن قدوةً لهن ويرغبن في تحقيق جمال يتنافس مع جمال النجمات. الأمر الذي زاد من نسبة إجراء عمليات التّجميل في لبنان.
ويعود السبب الثاني إلى صور الفيلتر والفوتوشوب على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تنحت الوجه وتزيده جمالًا على حسب تعبير البعض وبحسب معايير الجمال اليوم.
ولأنّ جيل اليوم لم يعد يؤمن بالجمال الرّباني، ساهمت السوشيل ميديا في تغيير أشكال الناس لتختلف المعايير وتكون ملامح الوجه كبيرة وشكل الجسم منحوت.
هي منهجية اعتمدتها الرقمنة ودخلت بيوتنا منذ تأسيس انستغرام وغيره. ووفقًا للبحوث التي أجراها البنك الدولي، فإنّ حقل السياحة العلاجية يبلغ 40 مليار دولار في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 10 مليارات دولار لمنطقة الشرق الأوسط ولبنان، التي تعتبر منصة إقليمية للرعاية الطبية، وتمثل الجراحة التجميلية أكثر من 70% من السياحة العلاجية فيها.
الجمال حاجة أساسية.. ولو كانت الأزمة خانقة
سينتيا، فتاة عشرينية تقضي معظم وقتها على انستغرام وتيكتوك. وتقول إنّ صور النّجمات والتيكتوكرز جعلتها تفكّر مرّتين في تغيير شكلها. تسجّلت في النادي الرياضي، من ثمّ قامت بشفط بعض الأماكن الزائدة من جسمها. ورغم أنّ أنفها لم يكن يزعجها، على حدّ تعبيرها، لكنّها خضعت لعملية أنف لتواكب الموضة مثل صديقاتها. غيّرت لون شعرها للأشقر، وطريقة لباسها لكي تنشر صورها على انستغرام وهي بأفضل “حلّة”.
أمّا رودولف، خضع لعمليّة زراعة شعر، على الرغم من الضائقة الماليّة. ويفسّر: صحيح أنّ الأزمة الإقتصادية عصفت بلبنان، لكنّ الترتيب والجمال يبقيان حاجة أساسيّة بالنّسبة للعديد من الناس، وأنا واحد منهم.
ويضيف: قمت بإجراء هذه العملية لمدّة يومٍ كاملٍ (تقريبًا 9 ساعاتٍ مع الاستراحات) مقابل مبلغ لا يتعدّى الـ 800 دولار في بيروت. ومع كل بداية شهر، أعاود زيارتي إلى هناك لإجراء حقن البلازما الغنيّة بالصفائح الدّمويّة في مناطق في فروة الرأس التي تحتاج إلى زيادة نمو الشعر.
ويختم: لستُ الوحيد الذي يدخّر القليل من راتبه لتحسين مظهره الخارجي، بل معظم أصدقائي خاضوا هذه التجربة وهم متفائلون بالنتيجة.
عدم الانضباط في الجراحة التجميلية
يؤكّد الدكتور رياض أبي صالح، بروفسور مساعد في الجراحة التجميلية، لموقع “الأفضل نيوز” أنّ الفكرة السائدة في المجتمع لا نلمسها في العيادات، بعد سؤالنا له عمّا إذا أصبحت عمليات التجميل “ترند” أكثر من حاجة.
وقال: ونحن، كجراحي تجميل معتمدين من قبل الجمعية اللبنانية والعالمية لجراحة التّجميل، لا نجري إلّا العمليات التي نراها طبيًّا وأخلاقيًّا ضرورية. دائمًا نسمع في المجتمع أنّه هنالك مبالغة في عمليات التجميل تتخطى الحدود، لتصبح استنساخًا، لكنّ الفكرة الأساسية من هذا الموضوع هو معرفة مكان إجراء هذه العمليات، لأنّنا للأسف نشهد أناسًا غير اختصاصيين يجرون عمليات تجميلية غير محترفة وغير علميّة، هذا ما شوّه صورتنا.
واعتبر أنّ مشكلة عدم الانضباط في الجراحة التجميلية موجودة في كلّ البلاد وليس فقط في لبنان.
وعن سؤال ما إذا كانت عمليات التجميل خطيرة لأعمارٍ معينةٍ، أكّد الدكتور أنّه لكل عمرٍ عملية تجميل معيّنة. مثلًا عدم اكتمال الثدي لفتاةٍ عشرينيةٍ ما يسبب لها بعض المشاكل النّفسية، أو تشوه في الأنف، نحن نقوم بهذه العمليات في هذا العمر. عكس عملية شدّ الوجه المشترط أن تكون ضمن نطاق عمر معين.
ويفيد بأنّ عملية الأنف يسمح القيام بها عن عمر الـ16 عامًا لدى النساء و17 لدى الرجال، عمليات الثدي يسمح بإجرائها بعد الـ18 عامًا.
أما مثلًا عملية شدّ الوجه قانونيًّا، علينا القيام بها في آخر الأربعينات أوائل الخمسينات. وهنالك عمليات لا عمر لها مثل عمليات الأذن يمكننا القيام بها عن عمر الـ7 سنوات.
عمليات التجميل بالفريش دولار.. ولكن!
وعن الأزمة الاقتصادية، أكّد الدكتور أبي صالح أنّ الأسعار تُحتسب بالفريش دولار.
ولكن، من الجيّد أنّ الأسعار تدنّت نسبةً للماضي (تحديدًا 2019-2020-2021) هذا ما جعل البعض يندفع ويتفاءل بما يحصل.
وما زاد الأمور إيجابيةً، وعي النّاس بالعمليات الناجحة، وإعطاء أفضل نتيجة ممكنة بصورةٍ طبيعيةٍ، وهذا ما يفضّله الجميع.
السياحة التجميلية تعتمد على اللبنانيين المحليين
يشير د. أبي صالح إلى أنّ الأزمة السياسية والأمنية السائدة في البلاد، منعت دخول السائح العربي لإجراء عمليات تجميل في لبنان، لذلك بدأت تعتمد السياحة التجميلية على اللبنانيين المحليين بشكلٍ خاصّ.
المصدر: مارينا عندس – الأفضل نيوز