وثائقي It’s Ok على Netflix… زيادة في رصيد نجومية إليسا

صدى وادي التيم-فن وثقافة/

كشف وثائقي it’s ok الذي عرضته «نتفليكس» أمس الأول النقاب عن جوانب مختلفة من حياة إليسا… النجمة التي أضاءت سماء وطنها والعالم، المحاربة التي هزمت السرطان، المرأة الرافضة للذكورية، الحنونة التي تهتم بعائلتها والملهمة التي ينتظرها جمهورها. وليس غريباً أنّ يحتل المرتبة الأولى في لبنان ومصر والسعودية في أقل من 24 ساعة على «نتفيلكس» ويتصدر وسم #اليسا الترند على «إكس» أيضاً.

صدقت إليسا حين قالت في مقطع فيديو نشرته عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ الوثائقي المؤلف من ثلاث حلقات، قد يجعل مَن هو ليس من جمهورها يحبّها قليلاً. وإن لم يحبّها، فبالتأكيد يقدّرها ويحترم تجاربها التي تعلن عنها في «حكاية لم تروَ بعد» من إنتاج Different Productions. وكان من المفترض أن يتزامن الوثائقي مع إطلاق أغنيتها المنفردة الجديدة «بتمايل على الـBeat» (التي تصدّرت قائمات الأغاني في كلّ أنحاء العالم العربي) ضمن أوّل ألبوم مستقلّ لها ولشركتها الخاصّة للإنتاج E-Records، لولا مشاكل مع شركات التوزيع ولا سيّما Rotana، بعد غياب دام ثلاث سنوات منذ «صاحبة رأي» الذي لم يأخذ حقّه إذ أُطلق قبل بضعة أيّام من تفجير الرابع من آب 2020، ولم يعد وضع لبنان قابلاً لتسويق الألبوم، ولا حتّى حالة إليسا النفسية نتيجة الصدمة التي عانت منها مثل الكثير من اللبنانيين.

خلال الحلقات الثلاث المؤلّفة من 40 دقيقة، تجول الكاميرا مع إليسا مقتحمةً لقاءها مع عائلتها وأصدقائها، مسافرةً معها الى باريس، مرافقةً لها خلال تسجيلها في الستوديو مع الفنان الشامل مروان خوري، زائرةً معها بلدتها دير الأحمر، وغيرها من تفاصيل حياة النجمة المخفية، التي كشفت عن مشاعرها وآرائها بكل صدق في كل محطة تناولها الوثائقي من خلال مقابلة توزّعت أجزاؤها على الحلقات الثلاث، إلى جانب مقابلات أخرى مع أصدقائها وعائلتها وأشخاص تعاملت معهم لتوثيق محطّات حياتها المختلفة، أبرزهم صديقتها المقرّبة إليان عاد، صديق الطفولة وديع نجّار، شقيقها كميل خوري، بسام فتوح، جان نخول وغيرهم.صدمة رحيل والدها

وراء كل نجاح قصة كفاح ومثابرة؛ هذه الجملة تمثل بالضبط مسيرة إليسار خوري (اسم إليسا الحقيقي)، التي عكسها الوثائقي مجسداً المصاعب التي فرضتها عليها الحياة منذ طفولتها، بدءاً من وضع عائلتها المادّي الذي أجبرها على العمل في سنّ مبكرة، مخصصةً أوّل أجر تقاضته لشراء دهان للبيت. ولم تخفِ إليسا علاقة والديها التي لم تكن مثاليّة في الكثير من الأحيان. أمّا أمّها فتشير إلى أنّ ابنتها هي «أمّ العيلة»… تهتّم بالجميع ولا سيّما من الناحية المادّيّة، وتنشر الفرح أينما حلّت.

توفّي والدها عام 2004، ما ترك في قلبها حسرة لم تطيب بعد، وتعتبر رحيله واحداً من الأحداث الثلاثة الأكثر تأثيراً عليها. تعترف النجمة بهذا الموضوع الذي يتطلّب وعياً كبيراً ومعرفة للذات، مؤكدةً أنّها ليست متصالحة مع فكرة الموت بعد، خصوصاً أنّ والدها كان بالنسبة إليها الرجل المثالي لكرمه وحنّيّته وكلّ ما ضحّى به من أجل أولاده. ولهذا السبب، تصمّم على بناء بيت في بلدتها دير الأحمر في نفس المكان الذي كان فيه منزل أهلها الذي ولدت فيه وهُدم لاحقاً، وقرب مقبرة أبيها التي تزورها في الوثائقي.

في المدرسة الداخلية

طبعت طفولة ابنة دير الأحمر المدرسة الداخليّة التي عاشت فيها فترة طويلة في فيطرون مع شقيقتها نورما (الأقرب اليها بين أشقائها)، قبل أن تتزوّج عن عمر 14 عاماً وتهاجر إلى كندا… تنتهي الحلقة الأولى أمام باب الدير حيث تقيم الأخت سميرة التي اكتشفت موهبة إليسار خوري خلال ترنيمها في الكنيسة، ورافقتها طوال تواجدها في المدرسة. تسعدها غرف النوم والأروقة وملعب المدرسة القديم، الذي يؤثّر فيها أيضاً ويعيدها إلى ذكريات قاسية. لكنها تعي جيّداً أنّ الماضي جزء من الحاضر والمستقبل.رحلتها مع السرطان

شاركت إليسا المواقف التي أحاطت بمرضها وإصابتها بالسرطان عام 2018، مسلّطةً الضوء على القساوة التي رافقت هذه الرحلة من تعثّرات صحّيّة وانتقادات ولا سيما عندما أغمي عليها مثلاً على المسرح. لم تستوعب مرضها ولم ترد الاستسلام له. جازفت واستمرّت في الحفلات والمقابلات والاجتماعات رغم كلّ شيء. وفيما ترافقها آثار العلاج الجانبية حتّى اليوم، تروي النجمة صعوبة هذه المرحلة خصوصاً أنّ والدها عانى التجربة نفسها قبل موته.

يفنّد it’s okay أيضاً علاقة إليسا مع عمليّات التجميل التي وصلت إلى تحويل ملامح وجهها كلّياً، حتّى قرّرت أن تسحب كلّ الموادّ التي ضخّتها وأن تعود قدر الإمكان إلى تكاوينها الحقيقيّة. وتكشف الفنّانة للمرّة الأولى أنّها خضعت لعمليّة تجميل في صدرها قبل أن تصاب بالسرطان، تسبّبت لها بالتهابات ومشاكل كثيرة.ولم تقتصر المشاكل الصحّيّة على الجانب الجسديّ فحسب بل طالت صحّتها النفسيّة أيضاً. فأدمنت على أدوية الأعصاب والمهدّئات. وتمكنت من اجتياز هذه المرحلة ولو جزئيّاً، بعزيمتها وإرادة وجلسات لدى الطبيب النفسي.

حلم الأمومة

أبرز ما يعبّر عن إليسا الإنسانة، هو حلمها في الأمومة التي كانت قد أعربت عنه في مقابلة قديمة. هذه الرغبة دفعتها في مكان ما إلى الدخول والبقاء في علاقة سامّة قبل أن تصاب بالمرض الخبيث. وتشير إلى أنّها في حال تزوّجت في المستقبل، لا مشكلة لديها في التبنّي، إذ إنّها غير قادرة على الإنجاب بعد كلّ العلاجات الهرمونيّة التي خضعت لها. وحين سألتها الأخت سميرة عن زواجها وأمومتها، قالت: «الحياة ما بتعطينا كلّ شي». وعلى الرغم من ذلك، وجدت هذه المرأة الصلبة والحنونة في آن، شعور الأمومة مع أنجيلا السيسي مستشارتها الماليّة اليوم، وهي فتاة مصريّة تعتبرها إليسا بمثابة ابنتها التي لم تلدها.

ولم تخف إليسا ندمها حيال مشاركتها حياتها العاطفيّة مع الجمهور الكبير، إذ إنّها لم تجد أي نقطة إيجابيّة في هذا الأمر. فاختارت اليوم أن تترك علاقتها العاطفية التي تعيشها منذ نحو 5 سنوات بعيداً عن الأضواء. وحين سُئلت عن «سعيد الحظّ»، قالت إنّه لا أشقر ولا أسمر، بل شائب، شابّ شائب، وتطلق عليه اسم «واليس» لتجمع بين اسميهما، معتبرةً أنّها تنال اليوم الحبّ الذي تستحقّه بعد علاقات سامّة كثيرة وخيانات كسرت قلبها.أضواء حرقت أحياناً

لم تكن مسيرة إليسا الزاخرة التي بدأت مع ميداليّة فضّيّة من «استديو الفنّ» وأنتجت حتّى الآن 12 ألبوماً، معبّدة وسهلة. ورغم أنها تعتبر من الفنّانات الأكثر مبيعاً في لبنان والعالم العربيّ، تعرّضت خلال مسيرتها للكثير من التنمّر والانتقادات بسبب مظهرها وصوتها ومواقفها. إلاّ أنّها اختارت الاستمرار، وحازت ثلاث مرّات على جائزة World Music Awards مع أنّ البعض شكّك في نزاهة حصولها على هذه الجائزة العالميّة.

«When it’s not okay, it’s not the end»… بهذه الجملة ختمت إليسا الحلقة الثالثة والأخيرة. وفي حين أنّ بعض الأمور عُدّلت حتّى تليق النتيجة النهائيّة بالمنصة العالمية، إلّا أنّ الصدق والعفويّة كانا طاغيين على غالبية المشاهد… فالهدف لم يكن إظهار النجمة بأبهى صورتها، بل إيصال تجاربها وحقيقتها كما هي، بجمالها ومرّها. فإليسا التي واجهت نفسها من خلال هذه التجربة، واجهت أيضاً محرّمات المجتمع بجرأتها وصدقها.

المصدر: نداء الوطن -ستيفاني غصيبه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!