بجعبة سلام الكثير من المشاريع القطرية, ولكن!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
اتسمت زيارة وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام إلى دولة قطر بالكثير من الإيجابية الأهمية للبنان، لما حملته من مشاريع لبنان بأمس الحاجة اليها في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، وأهمها بناء ثلاثة معامل للطاقة وتقديم باصات وغيرها من الأمور التي تساهم في مساعدة لبنان ودعمه ..
وقال سلام في حديثه للديار: زيارتي إلى قطر تتميز بعدة أمور لها طابع سياسي بامتياز إضافةً إلى الطابع الاقتصادي والأخوي ببن دولتي لبنان و قطر، التي تحتضن لبنان في ظل فترة يُعد فيها لبنان أنه (متروك ) من قبل الكثير من الدول، مشيراً إلى أن زيارته إلى دولة قطر كانت لشكرها على كل ما تقدمه للبنان سيما لجهة دعمها للجبش اللبناني وثقتها بمستقبل لبنان من خلال الاستثمارات في قطاع االنفط و الغاز، فضلاً عما يقوم به القطاع الخاص القطري الذي يشتري عقارات في لبنان بشكل غير معلن وهو لديه أمل بأن القطاع السياحي في لبنان قطاع واعد وله مستقبل زاهر، إضافةً إلى ما تقوم به قطر في إطار اللجنة الخماسية في محاولة لحل ملف رئاسة الجمهورية، معتبراً أن كل هذه الأمور تستحق عدة زيارات من الجانب اللبناني .
واستغرب تساؤل البعض عن علاقة وزارة الاقتصاد بالوزارات التي التقى مسؤوليها ، “فهؤلاء يجهلون حقيقة الاقتصاد و لا يعلمون بأن ٣٠% أو ٤٠% من اقتصاد لبنان متضرر من موضوع الطاقة”، مشيراً إلى ضياع الكثير من فرص العمل بسبب أزمة الكهرباء والنقل والشؤون الاجتماعية في البلد الذين هم عصب الاقتصاد وبنية تحتية لنهوضه ،”ولذلك فان واقع القطاعات في لبنان صعب جداً نتيجة تأثرها بعدم توافر الطاقة و النقل، الذي يؤدي إلى زيادة الكلفة التشغيلية من ناحية التصنيع والنقل والطاقة والكلفة التشغيلية للمعامل “.
و تحدث سلام عن أهم اللقاءات التي قام بها خلال زيارته لقطر التي بدأت بزيارة لوزارة المال “لما لها من أهمية بالنسبة للوضع اللبناني في نطاق الاستثمار ودعم لبنان مالياً ” لافتاً إلى أن اللقاء مع وزير المال كان مميزاً جداً حيث أعرب عن إيمان دولة قطر بأن لبنان بالرغم من كل الصعوبات و مع تنفيذ بعض الإصلاحات قادر على جذب الاستثمارات،والقطريون سيكونون السباقين في هذا المجال، مشيراً أن هناك عدة صناديق استثمار في قطر تابعة لوزارة المالية وهي معنية بالعقارات وقطاعات مختلفة ودعم مشاريع لا تخطر في بال .
كما تحدث سلام عن لقائه بنظيره القطري الذي اتفق معه على تفعيل عمل اللجنة المشتركة اللبنانية القطرية التي تعمل تحت رعاية وزارة الاقتصاد وتعنى بعدة مواضيع كالنقل والطاقة والشؤون الاجتماعية والكثير من الملفات الأخرى الإنمائية والاستثمارية وغيرها، كاشفاً أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع في مطلع العام ٢٠٢٤ لهذه اللجنة التي لم تجتمع منذ ١٤ عاماً من أجل إعادة تفعيلها.
وكشف سلام أن بعد يوم من وصوله إلى قطر أُعطيت أوامر على مستوى عالٍ بالاهتمام الكبير بالوفد وفتح أبواب كل القطاع الخاص اللبناني للقاء مجموعات كبيرة من القطاع الخاص القطري لبحث فرص التعاون والبحث في مشاريع لمساعدة الشركات اللبنانية لتحسين وضعها من أجل الاستمرار وتوسيع نطاق أعمالها، لافتاً أنه تم الاتفاق مع أربع مؤسسات لبنانية منها في قطاع المفروشات وقطاع التكنولوجيا والاتصالات، كاشفاً عن زيارة تمت من وفد من رجال الأعمال القطري إلى بعض المعامل في لبنان تعمل في قطاع المفروشات والتكنولجيا للبدء الجدي بالعمل على “شراكة” مع قطر.
بناء ثلاثة معامل كهربائية
وفي موضوع نية قطر على بناء ثلاثة معامل للطاقة في لبنان قال سلام : لم نبدأ بعد بالتنفيذ الجدي للمشروع بالرغم أنني فور وصولي من قطر أبلغت رئيسي الحكومة ومجلس النواب بأن القطريين مستعدين لبناء ثلاثة معامل للطاقة فوراً شرط أن تقدم الدولة اللبنانية الأرض المطلوبة وهي مساحات صغيرة وفي أي منطقة من لبنان ، مشيراً أن كل معمل يُعطي ١٥٠ ميغاوات كهرباء أي بمجموع ٤٥٠ ميغاوات الذي يشكل ٢٠% من حاجة لبنان للطاقة.
وبتابع سلام بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من عودتي من قطر لم أتلق أي جواب شافٍ من المسؤولين معتبراً أن هذا الأمر محزن و” انا لن أسكت عن هذا الموضوع وسأتابعه وأنا بصدد تحضير ورقة تتضمن كل المشاريع التي حصلت عليها من قطر وسأقدمها في أول جلسة ستعقد لمجلس الوزراء وسأطلب بكل وضوح البدء بتنفيذها “، مستبعداً أن تُعقد جلسة قبل رأس السنة إلا إذا تم الاتفاق على موضوع رئاسة الأركان والمجلس العسكري مؤكداً أنه سيتم أيضاً خلال أول جلسة لمجلس الوزراء إقرار الزيادات المرتقبة لموظفي القطاع العام.
ورداً على سؤال حول أسباب عدم تجاوب رئيسي الحكومة و مجلس النواب في موضوع إنشاء معامل للطاقة في لبنان قال سلام: أنا ذُهلت من إستغراب الوزير القطري من التأخير في البت بهذا الموضوع مع أن التكلفة صفر على الدولة اللبنانية وهو يؤمن اربع ساعات إضاقية للتيار الكهربائي لبنان بأمس الحاجة اليها .
ولفت سلام إلى الاجتماع الإيجابي مع وزير النقل القطري الذي تعهد وجهز كتاباً لطرحه على الحكومة القطرية يقضي بتقديم باصات إلى لبنان تعمل ضمن البنية التحتية وعلى المازوت وهذه الباصات تُستعمل في قطر للمؤسسات الصحية والتربوية ويتم تغييرها كل خمس سنوات بحيث تتم صيانتها وتقديمها للدول المحتاجة، كاشفاً أنه سيتم تقديم بين ٥٠ و ١٠٠ باص إلى لبنان وسيُبحث الموضوع في مجلس الوزراء القطري في وقت قريب لتقديم هذه الباصات فوراً إلى لبنان “مئة باص مجاناً شرط ان يساعدونا في تشغيلها”.
وأعلن سلام أنه سيعقد إجتماعاُ مع وزير النقل اللبناني من باب البروتوكول كونه هو الوزير المعني مؤكداً أن الوزير حمية سيتلقف الموضوع بإيجابية كما اجتمع مع وزير الاوقاف القطري .
ومن الباب الإجتماعي اجتمع سلام مع وزيرة التمنية الاجتماعية والأسرة القطرية المميزة وهي على دراية بالشأن اللبناني ومعجبة بالصناعات والحرفات اللبنانية، والتي رحبت ووعدت بزيارة إلى لبنان للإطلاع على أمور لها علاقة بالتنمية الريفية، بحيث سيتم العمل على شراء المنتوجات اللبنانية سيما الحرفية لتسويقها في قطر، معتبراً أن هذه الخطوة تعطي جرعة أوكسيجين للبنانيبن الذين يعانون من عدم توافر فرص للعمل مشيراً أن هذا الأمر ينعكس أيضاً على واقع الأسر اللبنانية.
وكان لافتاً وفق سلام اللقاء المميز مع مجلس الشورى القطري المهم جداً والذي يدل على اهتمام القطريين بهذه الزيارة مشيراً ان هذا اللقاء كان له طابع سياسي إضافةً إلى الطابع الاقتصادي “ووعدونا بزيارة إلى لبنان خلال العام المقبل “.
التعدي على صلاحيات الغير
ورداً على سؤال حول اعتبار البعض أنه يتعدى على صلاحيات غيره من الوزراء خلال كل هذه اللقاءات التي عقدها في قطر يقول سلام أنا أفكر في البلد وأعمل على الاستحصال على مشاربع تفيد البلد و تصب في مصلحته مشدداً على ضرورة تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة وعدم النظر من منظار ضيق إلى الأمور.
كما أشار سلام إلى لقائه مع رابطة رجال الأعمال القطريين الذي زار وفد منهم من المهتمين بصناعة المفروشات والتكنولوجيا لبنان بعد ثلاثة أيام من عودته من قطر حيث زاروا بعض المصانع في بيروت و طرابلس و المكلس و غيرها من المناطق ، لافتاً أن هذه الرابطة تضم أكبر رجال القطاع الخاص في قطر وهي من أهم المجموعات التي تضم العائلات الأكثر نفوذاً في قطر ” معتبراً أن التحدي الكبير هو إقفال المصارف متأملاً أن تحل الأزمة ويتم إقرار الإصلاحات في مطلع العام المقبل وإلا ستكون النتيجة تدمير البلد.
وختم سلام بالقول رغم السوداوية المسيطرة على البلد انا متفائل بسنة ٢٠٢٤ لأن لبنان غير متروك ،و أنا خلال ثمانية الأشهر الفائتة قمت بزيارات إلى الإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر، وأنا على تواصل مع باقي الدول العربية وقد لمست أن لبنان غير متروك، وكل الدول العربية مستعدة لمساعدة لبنان شرط أن نقوم بترتيب بيتنا الداخلي، مشيراً أن كل الأمور في عهدة أصحاب القرار والسياسيين في لبنان “ونحن نقوم بمبادرات ونفتح الأبواب وأحد نقاط القوة عند تعييني وزير هو علاقاتي مع الدول العربية وطُلب مني أن تكون إحدى مهماتي إعادة العلاقات مع الدول العربية وهذا جزء مما أقوم بالعمل عليه”.
المصدر: اميمة شمس الدين – الديار