“هَلِكَ القاتلون وهو الحاضر”.. سياسيّو لبنان يستذكرون تراث “المعلّم” كمال جنبلاط

 

صدى وادي التيم – لبنانيات /

فيما يعيش لبنان مترنّحًا على حافة الحرب الشاملة، مفتقدًا لرجالات حملوا هموم الدولة فوق أكتافهم، وجالوا بها العالم ترسيخًا لحق اللبنانيين بالعيش في وطن حرّ ومستقل وذات سيادة غير منقوصة، لا بسلاح غير شرعي ولا بقرار مصادر على تخوم الحدود، تحلّ اليوم الذكرى السابعة والأربعين لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط، وسط تأكيد من عدد من الشخصيات السياسية على التمسّك بمبادئه الوطنية وبالثوابت التي أرساها.

وقد أحيا الحزب التقدمي الاشتراكي الذكرى بمسيرة رمزية تقدمها رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط وعدد من افراد العائلة ونواب الكتلة ومناصرين، وصلت إلى الضريح حيث وضع المشاركون الورود الحمر. وسبقت المسيرة وتبعتها زيارات وفود عدة روحية واجتماعية وأهلية قصدت الضريح، ولا سيما عشية الذكرى.

وفيما نشر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط على حسابه عبر منصة “إكس” فيديو لأغنية الفنان مارسيل خليفة بعنوان “الذكريات”، شدد النائب تيمور جنبلاط على أن “ذكرى استشهاد كمال جنبلاط ستبقى رمزًا لإرث نضالي متجدد، يجسد القضايا الوطنية والعربية، التي آمن بها واستشهد لأجلها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تمسّ جوهر الالتزام السياسي والأخلاقي للشعوب وتشكّل اختبارًا لعمق الضمير الإنساني والعالمي والنموذج الحي للنضال، في سبيل الحق والكرامة الانسانية التي تمتحن بأفظع الارتكابات”.

جنبلاط جدد “التمسك بتراث المعلم ونتاج فكره الوطني والفلسفي والأدبي والإصلاحي، إلى جانب البرنامج المرحلي الذي طرحه، ليكون جسر العبور لبناء وطن تسوده قيم العدالة والمساواة والديمقراطية، نقيض لبنان اليوم الذي يصارع البقاء والتماس الخلاص الذي يتوق إليه اللبنانيون، وسط هذا الأفق المقفل والمفتقد إلى جمال التسوية، لاستعادة الثقة والاعتبار للمؤسسات وإنهاء الشغور الرئاسي، الذي يبقى على رأس الأزمات المستعصية، للوصول الى حلمه بلبنان السيادة والقرار الوطني المستقل وما دأب لتحقيقه”.

وفي الذكرى السابعة والأربعين أيضًا، كتب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى عبر منصة “إكس”: “نستذكر كمال جنبلاط الزعيم والقائد والمفكّر والشاعر والمثالي الواقعي ورسول السلام.. ونّحيّيه علمًا تقدّميًا عرفانيًا مبحرًا في ما يتعدّى الحرف إلى معنى المعاني ومسافرًا في ما يتجاوز المفاهيم الضيّقة إلى رحاب الحق وآفاق الإنسانية”.

أمّا النائب بلال عبد الله فأشار عبر منصة “إكس”، إلى أنّه “في السادس عشر من آذار من كل عام، نؤكد تمسكنا بالاشتراكية الإنسانية، بقيم العدالة الاجتماعية والحرية والتطور، بحتمية تحطيم أصنام الطائفية، وبأهمية الانتقال إلى الدولة العلمانية، بالانحياز الدائم إلى قضية فلسطين، وبالدفاع عن المهمشين والفقراء، وبحملنا فكر كمال جنبلاط كهوية بفخر”.

بينما كتب النائب أكرم شهيّب: “ذهب كمال جنبلاط في قناعاته حتى النهاية، أغنى الفكر والإدارة والنضال الشعبي، ولم يُساوم. في حياته قاد الجماهير بمعول التحرّر وريشة التقدمية. وباستشهاده، حطَّم السجن العربي الكبير.. هَلِكَ القاتلون وهو الحاضر دائمًا وأبدًا”.

بدوره، اعتبر النائب أشرف ريفي عبر منصة “إكس”، أنّه “في مثل هذا اليوم، اغتال نظام الأسد قامة لبنانية وعربية لم تعترف بالخضوع للوصاية والاستبداد. كمال جنبلاط رمزٌ للاستقامة والكرامة، ونموذجٌ من العلم والثقافة والرؤية. في ذكرى استشهاده كما دائمًا، نؤكد معه: الحياة انتصارٌ للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى