أوسع قصف بين سوريا والعدو منذ حرب 1973

دبابات \”ميركافا\” من الجيل الرابع متمركزة في هضبة الجولان السورية المحتلة. (أ ف ب)

أوسع قصف بين سوريا والعدو منذ حرب 1973

 أثارت الغارات الاسرائيلية المكثفة على أهداف ايرانية مفترضة في سوريا والتي قدمت على انها رد على اطلاق غير مسبوق لصواريخ على الجولان المحتل، مخاوف من الانزلاق أكثر نحو مواجهة اقليمية.

وأعلنت إسرائيل أنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا تقريباً، بعدما قالت إن قوات إيرانية أطلقت صواريخ على أراض تحتلها وذلك للمرة الأولى في قصف متبادل هو الأوسع نطاقاً بين الخصمين.

وكان هذا أعنف قصف إسرائيلي في سوريا منذ حرب عام 1973، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الاسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً على مواقع سورية وإيرانية في سوريا، مضيفة ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت نصف تلك الصواريخ ودمرتها.

وحصلت المواجهة بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني بتحريض من إسرائيل.

وصرح الناطق العسكري الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس بأن إسرائيل دمرت عشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، إلى وحدات سورية مضادة للطائرات حاولت من دون جدوى إسقاط طائرات إسرائيلية.

ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الغارات الجوية الإسرائيلية “مناسبة” لأن إيران “تجاوزت خطاً أحمر”. وقال: “نحن في خضم معركة طويلة وسياستنا واضحة: لن نسمح لإيران بترسيخ وجودها عسكرياً في سوريا”.

وأفاد أنه “مررت أمس رسالة واضحة إلى نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد: عملياتنا موجهة ضد أهداف إيرانية في سوريا، ولكن إذا تحرك الجيش السوري ضدنا، سنتحرك ضده. وهذا ما حصل بالتحديد أمس حين أطلقت بطاريات دفاع جوي سورية صواريخ أرض – جو على طائراتنا فضربناها”.

وتوعد بأن “من يضربنا نضربه سبعة أضعاف، ومن يستعد لضربنا سنعمل لضربه استباقياً. هكذا عملنا وهكذا سنواصل العمل”.

وقالت إسرائيل إن إيران أطلقت 20 صاروخاً من طرازي “غراد” و”فجر” أسقطها نظام القبة الحديد للدفاع الصاروخي أو لم يصل مداها إلى الأهداف في الجولان. وأضافت أن فيلق القدس الذراع المسؤولة عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني هو الذي أطلق الصواريخ.

وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدو ليبرمان في مؤتمر هرتسيليا للأمن قرب تل أبيب أن إسرائيل قصفت “تقريباً كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا… آمل أن ننتهي من هذا الفصل وأن تكون الرسالة وصلت الى الجميع”.

ونسبت صحيفة “الجيروزاليم بوست” الاسرائيلية التي تصدر بالانكليزية الى ضابط رفيع في سلاح الجو الإسرائيلي أن إيران لا تزال تملك قدرات بعيدة المدى لضرب إسرائيل على رغم أن “كل الأهداف المقصودة أصيبت ودمرت” خلال الهجوم ليل الخميس. وقال إن العشرات من المواقع والأهداف التابعة لقوات فيلق القدس الإيراني في سوريا، بما فيها منصات إطلاق صواريخ، دمرت خلال ساعة ونصف ساعة هي الفترة التي استغرقتها الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.

وقال وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت، عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، في بيان أنه التقى 26 سفيراً وديبلوماسياً من مختلف الدول لشرح العمليات الإسرائيلية فى سوريا وأبلغهم انه “يتوقع منهم دعماً في مواجهة طموحات ايران النووية والعسكرية. لا ينبغي بيع المستقبل مقابل هدوء قصير الأجل”.

وأوردت وسائل إعلام سورية رسمية أن عشرات من الضربات الصاروخية الإسرائيلية أصابت موقع رادار ومواقع للدفاع الجوي ومستودعا للذخيرة.

وأعلنت قيادة الجيش السوري أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين. بينما قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 23 عسكرياً بينهم سوريون وغير سوريين.

وندّد البيت الأبيض في بيان بـ”الهجمات الصاروخية الاستفزازية” الإيرانية من سوريا. وقال إنه يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن موسكو أكدت لتل أبيب رفضها الاستفزازات الإسرائيلية والإيرانية المتبادلة، ووصف التصعيد الأخير بين البلدين بأنه مقلق.

ومن غير أن يتطرّق مباشرة الى الغارات الاسرائيلية على سوريا، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن إيران لا تريد “توترات جديدة” في الشرق الأوسط. وأضاف: “لقد عملت إيران على الدوام على تخفيف التوترات في المنطقة، في محاولة لتعزيز الأمن والاستقرار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!