رسالة من طلاب الشريط الحدودي في جنوب لبنان .

صدى وادي التيم-لبنانيات/

جانب معالي وزير التربية والتعليم حفظكم المولى

في ظل الحرب القائمة بكل ما تعنيه هذه الكلمة والتي تطال جنوبنا الحبيب ، وتحيط حياة السكان بالخطر.
اضطرت المدارس في القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة للاقفال قسرا، ما أدى الى حرماننا من أبسط حقوقنا في التعليم.

في ظل هذه الظروف الصعبة بادرت وزارة التربية التي تمثلونها مشكورة بطرح الحلول الممكنة حتى لا نخسر عامنا الدراسي.

إلا أن تطبيق ما قدّرتموه لم يصل إلى حد الضغوطات التي نعيشها والتي تقف حائلاً امام قدرتنا لنواكب مسيرتنا التعليمة وذلك لأسباب عديدة نذكر بعضها :

أولاً_ اعتمدتم التعليم عن بعد للطلاب عموماً، وللذين لم يتمكنوا الخروج من قراهم على وجه الخصوص، وأنتم على معرفة تامة بالجدوى المتدنية لهذه الوسيلة.
استطراداً ان نسبة ليست بالقليلة من الطلاب لم يتركوا قراهم لضيق السبل أمامهم وعدم قدرتهم على تأمين مآوى او لضيق اوضاعهم المعيشية، وانتم على علم ان المناطق الحدودية في هذا الظرف لا انترنت فيها ولا اتصالات، بالاضافة الى أثر القصف اليومي على قرانا.

ثانياً_ أما من تمكن من النزوح القسري ، فمعظمنا يعيش في بيوتٍ جماعية مع الأهل والأقارب وعائلاتنا الكبيرة والصغيرة ولكم ان تتخيلوا حالنا ومدى قدرتنا على التركيز.

ثالثا : بسبب التوتر الذي يعيشه الطالب ربطاً بالأحداث اليومية التي تحمل الكثير من العنف والقلق على أهلنا وأقاربنا وبيوتنا وقرانا .
رابعاً_ أما الإلتحاق بمدارس أخرى ، فلم يتمكن جميع الطلاب الالتحاق (بسبب القدرة المالية الضعيفة و توقف أهلنا عن العمل ، بُعد المسافات، الحالة النفسية…) أضف الى ذلك ان العديد من المدارس لم تتمكن من استقبال الطلاب النازحين عن قراهم، بسبب الأعداد الكبيرة الموجودة في صفوفهم خاصة المدارس الخاصة.

نُثمن محاولاتكم الحثيثة ونُدرك جيداً أن ما لا يُدرك كُله لا يُترك جُله .

لذلك نأمل من جانبكم الكريم أن نبقى في صلب اهتماماتكم خاصة لجهة التعويض عن الايام الدراسية التي خسرناها في مدارسنا وعلى مقاعدنا الدراسية خاصة لطلاب الشهادات الرسمية والطلاب عموماً ، مهما طالت الحرب لكنها ستنتهي ولو بعد حين .
وإنطلاقاً من حق المساواة بالحصول على العلم والمعرفة كجميع الزملاء لنا في الوطن .
ننقل لكم حالنا بكل شفافية وتجرد ، من أعماق قلوبنا لتلامس كلماتنا وجدانك وعقلك وقلبك .

ٱملين ان تصلكم رسالتنا و ان لا تردونا بخيبة أمل .

طلاب الشريط الحدودي جنوب لبنان
13\12\2023