هل لبنان على موعد مع حرب موسّعة بعد الأعياد؟

صدى وادي التيم-لبنانيات/

صحيح ان لبنان وبقرار مباشر من حزب الله نجح حتى الساعة في تجنب حرب واسعة ونجح في حصر القتال لدعم غزة والمقاومة هناك بالمنطقة الحدودية الجنوبية المتاخمة للاراضي المحتلة. الا ان تطورات كثيرة دخلت على الخط مؤخرا تجعل احتمال الحرب الموسعة بعد الاعياد قائما وان كان لا يزال محدودا.

وتشير المصادر الى ان “الحزب قال بصراحة لسائليه ان العمل مجمد بالقرار 1701 ما دامت الحرب قائمة في غزة… اما ما بعد وقف اطلاق النار فعندئذ لكل حادث حديث، من دون ان يحسم العودة للالتزام ببنود القرار”.

ولا يبدو الحزب مستعجلا ابدا لاعطاء اجوبة مرتبطة باليوم التالي بعد انتهاء الحرب، خاصوصا اذا كانت اجوبة من شأنها أن تطمئن العدو والمستوطنين خاصة ان اي قرار سيتخذه سيكون مبنيا على النتائج التي ستنتهي اليها الحرب.

من جهتها، تدرس تل ابيب خياراتها للتعامل مع اجوبة حزب الله الصارمة، فاما تتواصل الحرب بشكلها ووتيرتها الحالية على الحدود الجنوبية او تتخذ قرار السعي الى فرض تطبيق الـ١٧٠١ اليوم بالقوة ما يؤدي الى حرب موسعة على لبنان. وتقول المصادر: “الا ان العدو المنهك على جبهة غزة كما في الضفة الغربية، لا يجد مصلحة على الاطلاق بفتح جبهة لبنان اليوم وهي جبهة تستلزم استنفار كل قواته للقتال عليها… هذا اذا لم تؤد اي مغامرة اسرائيلية في هذا المجال الى حرب تشمل دول المنطقة ما يعني تهديد مصير اسرائيل ككل”. وتعتبر المصادر “ان العدو لو كان قادرا على خوض حرب موسعة قي لبنان وتوجيه ضربة قاسية لحزب الله لما تردد ولا انتظر كل هذا الوقت… اضف ان الموقف الاميركي الحاسم في مجال رفض هكذا حرب يشكل عاملا اساسيا رادعا لإسرائيل التي ارتأت استخدام كل الطرق الدبلوماسية لتحقيق غاياتها ذات الابعاد الاسرائيلية”.

وترى المصادر ان “باريس وبالتحديد برنار ايمييه اخطأ في وساطته وفي مقاربة الملف بالتهديد والوعيد متبنيا ليس فقط الاجندة والشروط الاسرائيلية انما ايضا الطريقة الفجة والوقحة”، لافتة الى ان “مسؤولين اميركيين أبلغوا مسؤولين لبنانيين انهم لا يؤيدون الطريقة الفرنسية في مقاربة الملف ويعلمون انها لا تنفع مع حزب الله”. وتضيف المصادر: “ليس خافيا ان تل ابيب تأخذ كل الاحتمالات على محمل الجد ومنها توسعة الحرب بعد الاعياد، الا انها لن تتحرك من دون غطاء وضوء اخضر اميركي.. وما دامت واشنطن لا ترى مصلحة راهنة بذلك، ستبقى قواعد الاشتباك على حالها بانتظار  ما سيقوله الميدان في غزة”.
المصدر: بولا مراد-الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى