إفراغ دور اليونيفيل من مهماته

صدى وادي التيم-لبنانيات/

منذ عملية “7 اكتوبر” وحتى يومنا هذا، سجلت الساحة الدولية انقسامًا حادًا في المواقف ازاء القضية الفلسطينية ودعم اسرائيل وشرعية الحرب في غزة ما بين مؤيدين ومعارضين كل بحسب مصالحه وارتباطه الجيوسياسي والتاريخي ازاء الاطراف المتنازعة.

وما بين المراحل المختلفة التي مرت بها هذه الحرب، لم تبقَ شتى المواقف على حالها ذلك ان التداعيات والممارسات التي اقدم عليها مختلف الاطراف لاسيما العدو الاسرائيلي دفعت ببعض الدول وفرنسا منها الى تعيدل حدة موقفها تماشيًا مع واقع الامور.

في هذا السياق، أشار أمين سر “لقاء مستقلون من اجل لبنان” الدكتور رافي مادايان الى انه “بعد موقف الرئيس ماكرون المنحاز لاسرائيل بعد عملية حماس في غلاف غزة وهو امتداد للموقف الاميركي وللحكومات الغربية المتعاطفة مع اسرائيل ويجب الا ننسى ان ماكرون ووزراء الحكومة الفرنسية يعتبرون حماس تنظيما ارهابيا وبالتالي اصبح هناك اعتبار بأن حماس نفذت مجزرة في غلاف غزة”، مضيفًا انه “لاسباب داخلية فرنسية بما أن هناك حوالي مليون مواطن يهودي فرنسي يهم الرئيس ماكرون رأيهم وتأييدهم، من هنا اتخذ ماكرون هذا الموقف المنحاز لنتنياهو”.

وشدد في حديث لـ vdlnews على انه “مع المجازر التي نفذها الاسرائيليون والابادة و”الترانسفير” الذي حصل في غزة وقتل الاطفال من قبل الاسرائيليين اضطر ماكرون بعد التحركات الشعبية التي حصلت في شوارع باريس ولندن وفي اسبانيا والشوارع الاوروبية، وامام الضغط الشعبي والرأي العام العالمي والفرنسي طبعا ان يغير في موقفه ويذهب باتجاه الموقف الوسطي الذي يسمح لحكومة ماكرون وللايليزيه للعب دور في المرحلة المقلبة في مجال التوصل الى وقف اطلاق نار وترتيبات امنية وسياسية خاصة في جنوب لبنان”.

ولفت مادايان الى أنه “نتيجة الحرب الاسرائيلية الدائرة في غزة ومع جنوب لبنان تم افراغ دور اليونيفيل ولم يعد لها وللقرار 1701 مضمون ومعنى كما تبدلت قواعد الاشتباك بين المقاومة اللبنانية واسرائيل والمعطيات الجيوسياسية”، موضحًا أن “الفرنسيين المعنيين اكثر من غيرهم بقوات اليونيفيل بجنوب لبنان بما انهم يعتبرون أن اليونيفيل لديها دور سياسي وليس فقط امني الى جانب اعتبارها مدخل لنفوذهم السياسي في لبنان وبالتالي من اجل التوصل الى ترتيبات امنية وسياسية في جنوب لبنان، الفرنسيون كما الاميركيون مضطرون الى التعديل في موقفهم حتى يستطيعوا ان يتحدثوا الى حزب الله والحكومة اللبنانية”.

وتابع مادايان، “شكل ماكرون في الفترة الاخيرة لجنة رسمية فرنسية فيها اعضاء من الخارجية الفرنسية ووزارة الدفاع والاستخبارات الخارجية وقد اتت الى بيروت قبل عدة ايام برئاسة برنار ايمييه والذي قام باتصالات في بيروت بما في ذلك مع حزب الله”، مضيفًا “حتى الموفد الفرنسي لودريان عندما جاء الى بيروت التقى النائب الحاج محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة وأحد قادة حزب الله وتطرق معه الى موضوع الجنوب”.

وأكد ان “الفرنسيين اليوم وكي يتمكنوا من التحدث الى حزب الله مضطرين الى أن يغيروا في مواقفهم المنحازة السابقة، فهم كما ينقلون اليوم المطالب الاسرائيلية، علما ان هذه اللجنة ذهبت الى اسرائيل للتحدث الى الحكومة الاسرائيلية، حيال الترتيبات الامنية التي تطالب بها القيادة الاسرائيلية في جنوب لبنان الى الجانب اللبناني من قيادة الجيش وحزب الله والحكومة اللبنانية كذلك تنقل اللجنة ايضا رأي حزب الله واللبنانيين الى الجانب الاسرائيليين، لأن الاسرائيليين يطالبون بشكل اساسي بإخلاء مقاتلي المقاومة منطقة جنوب الليطاني وانتشار القوات الدولية على الحدود بعد ترسيم الحدود وترتيبات سياسية وليس فقط امنية، فيما أن حزب الله يرفض حتى الآن كل هذه المقترحات الاسرائيلية”.

وختم مادايان “ماكرون كان مضطرا إلى أن يعدل في مواقفه وفي خطابه حتى يستطيع ان يتحدث الى حزب الله والحكومة اللبنانية والى الاطراف العربية المعنية بالصراع الدائر في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى