الغرب أضعف من أن يقاتل “حماس”

صدى وادي التيم-متفرقات/

تُشكل خطوة شنّ حرب ضدّ حماس تحديا عسكريا كبيرا، تماماً كما أظهرت الحملات الأخيرة التي شنتها القوات الغربية لهزيمة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وبحسب صحيفة “The Telegraph” البريطانية، “إن هزيمة حماس من قبل الغرب سوف تتطلب العزم والتضحية والتصميم، بغض النظر عن مدى صعوبة القضاء على مثل هذه الحركة. فقد استغرق تدمير شبكة أسامة بن لادن أكثر من عقد من الزمن، في حين مرت ثلاث سنوات قبل أن ينجح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في القضاء على الخلافة المزعومة التي أسسها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في مدينة الرقة السورية. وعلى نحو مماثل، ونظراً للوقت والموارد التي استثمرتها حماس في بناء أنفاقها في غزة، فإن الإسرائيليين يواجهون مهمة شاقة”.
وتابعت الصحيفة، “إن إحجام قوات الدفاع الإسرائيلية عن شن غزو بري واسع النطاق لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس أمر مفهوم تماماً، لأن الحركة، كانت ستتوقع رداً إسرائيلياً على الهجوم الذي شنته في السابع من تشرين الأول. ومن أجل الحد من الخسائر غير الضرورية، اختار جيش الدفاع الإسرائيلي بدلاً من ذلك تبني نهج أكثر اعتدالاً، فعمل تدريجياً على إضعاف البنية الأساسية لحماس، وبالتالي تقليص التهديد الذي تشكله على أمن إسرائيل”.
ورأت الصحيفة أن “هناك سببا آخر يجعل هدف الحكومة الإسرائيلية المعلن المتمثل في محو حماس “من على وجه الأرض”، كما هي الحال مع الحملات العسكرية ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، يتطلب المهارة والصبر والوقت. وقد أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أنهم لن يكتفوا بمجرد هزيمة حماس. وكما أوضح غلعاد إردان، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة في مقابلة أجريت معه مؤخراً، فإن إسرائيل عازمة أيضاً على مواجهة إيران والشبكة المعقدة من المجموعات الإسلامية التي تدعمها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بمجرد انتهاء عملها مع حماس. وقال: “إن نظام آية الله هو رأس الأخطبوط، وحماس ما هي إلا واحدة من مجساته. بمجرد أن ننتهي من هذه الحرب، سنتعامل مع هذا التهديد العالمي الذي تشكله إيران”.”
وبحسب الصحيفة، “إن العقبة الحقيقية الوحيدة التي تواجهها إسرائيل في هزيمة حماس، فضلاً عن الجماعات الأخرى، مثل حزب الله المدعوم من إيران في جنوب لبنان والذي يهدد وجودها، تتلخص في الشعور المتزايد بالحساسية بين زعماء الغرب بشأن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد تعرضها لأسوأ هجوم في تاريخها. ففي الواقع، يشعر عدد متزايد من السياسيين الغربيين، خاصة اليساريين، بالتردد في تقديم الدعم المطلق لإسرائيل، ويطالبونها بوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من المعاناة الإنسانية. وهذا الأمر لم يحدث عندما كانت قوات التحالف تقصف مخبأ أسامة بن لادن في تورا بورا في شرق أفغانستان أو خلافة داعش في الرقة، على الرغم من أن كلتا العمليتين تسببتا حتما في وقوع خسائر في صفوف المدنيين”.
وتابعت الصحيفة، “يكشف هذا الموقف أيضاً عن فهم أساسي خاطئ حول حجم التهديد الذي تشكله الجماعات الإسلامية مثل حماس. إن مشهد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وهم يخرجون إلى شوارع المملكة المتحدة ويدعون إلى انتفاضة جديدة ضد القيم الليبرالية الغربية ليس المشهد الذي يثير قلق الغرب فقط. وكما أبلغ كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، مجلس الشيوخ الأميركي في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن حماس تشكل أكبر تهديد إرهابي يواجهه الغرب منذ ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014”.
وختم الموقع، “إن الحملة الرامية إلى هزيمة حماس لا تقع على عاتق إسرائيل وحدها وإنما على عاتق الغرب أيضاً. فهل الغرب قادر على هذه المهمة؟”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى