تجارب تتسبّب بتفاقم الصدمات النفسية عند اللبنانيين… “في أو ما في حرب”؟!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
“في حرب أو ما في حرب”، سؤالٌ يجول في عقل اللبناني طوال النهار والليل على وقع التوترات الأمنية التي تشهدها الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، حتى بات القلق المرافق الدائم للمواطنين. فما سبب هذا القلق الطارىء وكيف يمكننا مواجهته؟
في هذا الإطار أشارت الأخصائية النفسية والإجتماعية لانا قصقص, أن “هذا الموضوع يتضمنّن جزئين, الأوّل يتعلّق بماضي اللبنانيين, الذين يحملون بالعقل الباطني وباللاوعي الجماعي هذا القلق من الحرب, ما يعني أن صدمة الحرب حاضرة معهم”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قالت قصقص: “هذه الأمور تدفع اللبنانيين, أن يعيشوا مشاعر الحرب والذنب, ومشاعر القلق بشكل أكبر بكثير من شخص يختبر الحرب للمرة الأولى”.
أما الجزء الثاني, هو عدم اليقين مما سيحصل, هل سيكون هناك حرب أم لا, مشيرةً إلى أن “هذا الأمر يضع الأشخاص باحباط وقلق متكرر, وبتفكير زائد غير مبرّر وهل يجب تجهيز الحقيبة أم لا”.
وأشارت إلى أن “هناك أمر مهم جداً, وهو الخوف والقلق من فقدان ما يملكون, خصوصاً أن اللبنانيين اختبروا خسارات متكرّرة عبر السنين الفائتة, وهذا يضعهم تحت خوف شديد من فقدان الممتلكات، بالإضافة إلى المشاعر الطبيعية التي يمكن أن نشعر بها, كالتعاطف مع الأشخاص, وسيطرة مشاعر الحزن على ما نراه من مشاهد مؤلمة جراء الحروب”.
وشدّدت على أن “تجارب العنف, وتجارب الصدمة, والموت والحروب التي عشناها, بالتأكيد تتسبب بتفاقم الصدمات النفسية, وتُضاعف القلق والمشاكل النفسية, لعدم القدرة على التأقلم والتقبّل في الوقت الحالي, فهذه الأسباب المتعدّدة تؤدي إلى وضع غير مستقر نفسياً عند اللبنانيين”.
وعن طرق التعمال مع القلق الجماعي؟ أجابت قصقص: “من المهم كعائلة وأصدقاء أن نتبادل الدعم العاطفي, والأمور التي تريحُنا في الوقت الحالي, وأن لا نركّز أثناء أحاديثنا على الأمور السلبية, والحروب, وعلى الأخبار والتطورات الحالية”.
وأكّدت في الختام, أنه “في حال تطورت حالتنا النفسية, من المهم اللجوء إلى معالج أخصائي, لأنه في هذه الحالات الإستشارة النفسية أمر هام جداً للمحافظة على التوازن النفسي”