آخرُ الحروبِ الإسرائيليّة في غزّة!
صدى وادي التيم-متفرقات/
باتَت منطقةُ “الشّرقين الأدنى والأوسط” ميدان حرب، والبحر الأبيض المتوسط ساحة لقاء للبوارج الحربيّة، فحضرت البارجتان الأميركيتان “جيرالد فورد” و “إيزنهاور”، وعززت روسيا قاعدتها البحرية في طرطوس السورية ، ومطار حميميم عند السّاحل السّوري، بالبواخر والطّائرات الحربيّة كما بالعناصر البشريّة، حيث تعيش المنطقة على فوّهة بركان، قد ينفجر في أيّة لحظة، مع التّطوّر العسكري في غزة، كما على الجبهة اللّبنانيّة مع فلسطين المحتلّة، إضافة إلى دخول “الحشد الشّعبي العراقيّ” في الحرب، وأرسل صواريخه وقذائفه باتجاه، القوّات الأميركية في عين الأسد وقاعدة “حرير”، وهدّد بتوسيع المواجهة مع قوّات الاحتلال الأميركيّة للعراق وشمال وشرق سوريا، حيث تسيطر أميركا على منابع النّفط في المنطقة، وتموّل وتسلّح تنظيم “قسد” المكوّن من غالبيّة كرديّة، الّتي تسيطر على أجزاء من سوريا في شمالها وشرقها، لا سيّما في دير الزّور والحسكة.
فهذا الحشدُ العسكريُّ الدّوليُّ، كما الإقليميُّ، وتحريك إيران لحلفاء لها، من ضمن “محور المقاومة” يؤشّر إلى أنّ العالم العربيّ وتحديدًا مشرقه، الّذي تواجه دولة فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، العدوّ الإسرائيليّ، وإن كانت الحرب تركّز على غزّة من قبل الاحتلال الإسرائيليّ، الّذي أصيب بنكسةٍ لا بل هزيمة، نتيجة عمليّة “طوفان الأقصى”، الّتي نفّذتها “كتائب القسّام” التّابعة لحركة “حماس” الّتي تؤكّد في بيانات شبه يوميّة يذيعها “أحلا مسؤوليها” “أبو عبيدة” بأنّ المعركة مستمرّة، وقد تكون طويلة، لأنّ العدوّ الإسرائيليّ أعلن هدفه وهو “سحق حماس” وإنهاء وجودها التّنظيميّ العسكريّ والسّياسيّ وضرب بنيته التّحتيّة، لكنّه لم يحقّق من أهدافه إلّا القليل جدًّا، إذ بدأ الأسبوع الثّالث للعدوان، وما زالت الصّواريخ تطلق على المستوطنات الصّهيونيّة في فلسطين المحتلّة، وهو ما يؤكّد بأنّ العدوّ الإسرائيليّ، يعمل حسابًا لأيّ عمل عسكريّ برّيّ، قد يلجأ له، لأنّ المفاجآت ستكون في انتظاره، وهو لذلك يؤخّر عمليّته العسكريّة في غزة، وقد لا يقوم بها، لأنّ خسائره ستكون كبيرة، في عديده من الضّباط والجنود كما في آليّاته العسكريّة.
فالحربُ العدوانيّةُ الإسرائيليّة على المقاومة في غزة، وعلى المدنيّين فيها من أطفال ونساء وعجزة، يدلّ على عجز العدوّ الإسرائيليّ عن التّقدّم في البرّ، لذلك هو يعتمد التّدمير عبر القصف جوًّا وبرًّا وبحرًا، ولن يتمكّن من إسقاط غزّة في البرّ، لأنّ الأرضَ ما زالت تعجُّ بالمقاومين، الّذين سيلقّنون العدوّ درسًا بليغًا، وسبق أن خرج من غزة عام ٢٠٠٥، ولم تكن المقاومة بهذا الحجم من الأعداد والتّسليح والتّدريب، وأنّ عمليّة “طوفان الأقصى” أثبتت للعدو، بأنّ عمليّاته العسكريّة لم تعد نزهة لا في لبنان ولا في فلسطين، وهذا ما يؤكّد تآكل قوّة الرّدع عليه، وأخطر إلى استدعاء الاحتياط الذي يبلغ حوالي ٣٥٠ الفاً، ولم يلتحق الألف منهم، وأنّ حوالي ٢٠٠ ضابط طيّار في الاحتياط، رفضوا التّجاوب مع طلب وزارة الدّفاع الصّهيونيّة.
من هنا، فإنّ الحكومة الإسرائيليّة برئاسة بنيامين نتنياهو متردّدة في اتخاذ قرار بغزو برّي لغزة، وكذلك في القيادة العسكريّة الصهيونية، وهذه المرّة الأولى الّتي تمرّ بها إسرائيل في هذا الانقسام لا سيّما في معركة وجوديّة بالنّسبة لها، والّذي كان بدأ، منذ نحو ستّة أشهر في التّظاهرات الّتي انطلقت في تل أبيب ومدن أخرى، حيث يعيش الصّهاينة في مرحلة نهاية الكيان الصّهيونى الّذي يمرّ في “الخراب الثالث”، الّذي يمهّد ” لسَبي اليهود” من فلسطين.
فالهزيمةُ لحقت بإسرائيل، الّتي لن تنفع المساعدات الأميركيّة لها، كي تبقى، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الّذي حضر إلى تل أبيب ليُطمئن المسؤولين الإسرائيليين والشّعب الإسرائيلي، بأنّ أميركا إلى جانبهم مع حلفائها في أوروبا، لا سيّما فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، الّذين يحاول الأميركي زجّهم في الحرب، كما فعل بهم في أوكرانيا وحربها مع روسيا.
فالحربُ في غزّة، هي غيرها في كلّ الحروب الإسرائيلية العربية، فالانتصار الّذي حقّقته المقاومة في لبنان في عام ٢٠٠٠ وتكرّر في ٢٠٠٦، هو الّذي سهّل على المقاومة في فلسطين أن تسلك الطّريق.
المصدر: كمال ذبيان – الأفضل نيوز