الإعلاميّون العرب في مرمى الاس/تهدافِ

صدى وادي التيم-متفرقات/

في خطوةٍ جديدةٍ من التّضييق على حريّة التّعبير، استهدفت مؤسّسات إعلاميّة غربيّة وشرق أوسطيّة عددًا من الإعلاميين العرب الذين عبّروا عن دعمهم للقضية الفلسطينية.

ففي الشّرق الأوسط، تلقّت مجموعة من العاملين في قناة “بي بي سي عربي” رسائل بريديّة تبلّغهم بإيقافهم عن العمل، وذلك على خلفيّة مواقفهم المؤيّدة لفلسطين. كما أبعدت شبكة “MSNBC” الأميركية ثلاثة من أبرز مذيعيها المسلمين عن الشاشة، بسبب تغطيتها للقضية الفلسطينية.

وبحسب صحيفة “الأخبار”، فإنّ موقع “camera” الذي يتّخذ من الولايات المتحدة الأميركية مركزاً له وتديره مجموعة من المطبّعين العرب، تولّى مهمّة إعداد لائحة بأسماء الصحافيين في “بي بي سي عربي” الّذين أعلنوا تأييدهم لفلسطين مع اندلاع “طوفان الأقصى”. وقدّم الموقع للقائمين على “بي بي سي” قائمة أسماء علّقت أو عبّرت عن دعمها للفلسطينيين الذين يواجهون التّرسانة الإسرائيلية.

وبعد ساعات على تجسس “camera”، نشرت صحيفة “تلغراف” البريطانية الشهيرة، تقريرًا حول أداء الصّحافيين لدى “بي بي سي عربي” تجاه التّطوّرات الفلسطينية. وكشفت أنّ القناة تُجري تحقيقًا عاجلًا، بعدما رصدت نشاط مجموعة من موظفيها في الشرق الأوسط الذين احتفوا على صفحاتهم بهجوم حماس الذي خلّف نحو 1300 قتيل إسرائيلي.

وأشارت إلى أنّ الصّحافيين هم: اللّبنانيتان سناء الخوري وندى عبدالصمد، والمصريون سلمى خطاب، وسالي نبيل، وآية حسام، ومحمود شليب. ولفتت “تلغراف” إلى أنّ المراسلين “أيّدوا التّعليقات التي تدافع عن حماس، وتحديدًا التّعليقات التي كتبوها بداية “طوفان الأقصى” ووصفوا العملية بأنّها صباح الأمل”.

وأكّدت “بي بي سي” أنّها تجري تحقيقًا بشكلٍ عاجلٍ، معتبرة أنها “تتعامل مع الادّعاءات المتعلّقة بانتهاكات إرشاداتها التحريريّة ووسائل التواصل الاجتماعي بمنتهى الجدّيّة. إذا وجدوا انتهاكات فسيتحرّكوا، بما في ذلك اتخاذ إجراءات تأديبيّة”.

وعلى الصّعيد نفسه، تكشف المعلومات أنّ الصّحافيين العرب تلقّوا مساء الجمعة الماضي رسائل بريديّة من إدارة القناة، طالبة منهم حذف تغريداتهم وتعليقاتهم الداعمة لفلسطين. كما طلبت إدارة “بي بي سي” من موظّفيها السّتّة عدم التّعليق نهائيًّا على صفحاتهم الافتراضية، مبلّغة إياهم بأنهم توقّفوا عن العمل، على أن يُحالوا قريبًا إلى القضاء.

وتعدُّ هذه الخطوة الجديدة من التضييق على حريّة التّعبير في العالم العربي، حيث تسعى الأنظمة الاستبداديّة إلى إسكات كلّ صوت معارض أو منتقد. كما تُعدّ دليلاً على أنّ الإعلام الغربي ليس مستقلاً عن المصالح السياسية للدول الغربية، حيث يسعى إلى خدمة أجنداتها ومصالحها.

المصدر: نانسي اللقيس – الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى