أطفال “تيك توك” في مهبّ الريح
صدى وادي التيم-متفرقات/
دخلت سارة، وهو إسم مستعار، في حالة اكتئاب شديد بعد سرقة حسابها على “تكتوك” الذي كانت تعتبره مصدر دخلها، بحسب ما تقول لـ”النشرة”، فهو كان يدرّ عليها المال، ولو أنها تعترف بتخطّي بعض الحدود الأخلاقية في أوقات معينة، حيث تكشف أن التطبيق كان يدرّ عليها حوالي ألف دولار شهرياً، دون أي مجهود يُذكر.
بالنسبة الى زينب كان المردود أفضل، لدرجة أنها كانت تشتري هاتفي “أيفون” كلما طًرح الإصدار الجديد بالأسواق، هاتف للتكتوك الذي يستحوذ على حوالي 10 ساعات من يومها، وبشكل سرّي قبل أن تُكتشف، وآخر للإستعمال العادي.
تكشف زينب أن إدمانها على التطبيق بدأ بالصدفة بعد تعرفها عليه لدى إحدى صديقاتها، فأثر عليها بشكل كبير، فكانت البداية بالابتعاد عن تعاليم عائلتها وتحديداً “الحجاب” الذي شكل عائقاً أمام “تطوّرها” على التطبيق. وتقول: “بدأت بخلع الحجاب خارج المنزل دون علم أحد، ومن ثمّ بدأت بتقديم عروض لبث مباشر خاص مع أشخاص من الخليج العربي، لم تصل الى حد الإباحيّة، لكنها تضمنت بعض التصرفات الطائشة، ومن ثم كانت تخوض تحدّيات يمكن تصنيفها بالخارجة عن الآداب العامة”، مشيرة الى أن هذا الأمر استمر حتى علمت عائلتها بما تقوم به، فحصلت المشكلة التي جعلتها تعود الى وعيها.
في العام الماضي تسبب أحد التحديات على التطبيق المذكور، والذي يتضمن كتم الانفاس لأطول فترة ممكنة بوفاة أحد المراهقين، ومنذ أيام توفي المراهق الأميركي هاريس ولوباه، البالغ من العمر 14 عاما، بعد مشاركته فى تحدي “تيك توك” لتناول رقائق مصنوعة من الفلفل الحار للغاية، حسبما نشرت نيويورك بوست، وهذه التحديات التي تصنف خطراً على الحياة ليست الوحيدة التي يمكن أن تسبب بإذية مستخدمي التطبيق.
لا ينكر أحد أن “التكتوك” قد يكون مصدراً للمال الوفير، وهناك ثلاثة طرق للحصول على المال، سنتحدث عن إحداها، وهي التي تكون من خلال “الدعم” الذي يحصل عليه المستخدم خلال خدمات البثّ المباشر، وهنا يكون السؤال مشروعاً عن سبب تقديم هذا الدعم ومقابل ماذا؟! والطريقة التي تجري بها الأمور تكون من خلال شراء عملات معدنيّة داخل التطبيق باستخدام بطاقات الدفع، ومن ثم تستعمل العملات المعدنية لشراء “الهدايا” التي تكون على شكل “أسد” و”سيارة” وغيرهما، وتُقدّم الى من يقوم بـ”اللايف” الذي قد يبثّ منفرداً، أو يخوض التحديات التي تنتهي بفرض الأحكام على الخاسر الملزم بالتطبيق، وعندها يمكن لمتلقي الهدايا التي هي عبارة عن عدد معين من العملات المعدنية الإفتراضية اللجوء الى أشخاص معينين في لبنان لاستبدالها بأخرى ورقية بالدولار، مقابل عمولة.
اما الشخص الذي يعمل على تبديل العملات الافتراضية بالمال، فيملك حساباً خارج لبنان للاستبدال من قبل إدارة تطبيق تكتوك التي تحصل على الأرباح بهذه الطريقة.
يطرح هذا الأمر تساؤلات جدية حول “تبادل المال” هذا، فما يحصل فعلياً هو حصول أحدهم على دفعات من مصدر مجهول، ولسبب مجهول، من حسابات قد لا تكون حقيقيّة، وبالتالي هناك طرف يدفع وآخر يتقاضى بالاعتماد على وسائل دفع غير تقليدية وغير خاضعة للمراقبة الكاملة، وبحسب معلومات “النشرة” فإن هذه الوسيلة بالدفع قد اعتمدت بالسابق في لبنان لإيصال أموال مقابل عمل مشبوه.
أما بالنسبة الى التحديات التي تحصل خلال البث المباشر، فهي قد بدأت بمقالب لطيفة وتطورت، فأصبحنا نرى “أوامر” مسيئة للكرامة البشريّة، وأخرى مسيئة للأخلاق وغيرها تشكّل خطراً على الحياة، فبعد انتشار “فقش” البيض على الرأس، ورمي الطحين على الوجه، والاستحمام بالملابس أمام الكاميرا، ورش الزيت على الوجه والملابس، هناك أوامر أدّت الى الوفاة كتحدي حبس الانفاس، وأكل الحرّ، ومؤخراً كان أمر “ممارسة العادة السرية” خلال البث المباشر، داخل السيارة.
هذه “الأوامر” ترسم أمام الاهل تحدّيات جسام، خاصة أن الفئة الأكبر من مستخدمي التطبيق هي من المراهقين، وهذه التحديات قد تُفسد الأخلاق، وتخلق المشاكل العائلية، وتسبب الوفاة، وغيرها من المشاكل.
النشرة