إنجاز طبي لبناني جديد.. إكتشاف مرض تسبب بوفاة ثلاثة اطفال!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
يواصل “برنامج تمويل المدارس والمستشفيات الأميركية في الخارج (ASHA)” التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية تعزيز إنتاجية الجامعة اللبنانية الأميركية LAU وحضورها في قطاعات العلوم الأساسية والبحوث، رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان. وهذا ما أثمر مطلع العام 2023 عن تمكن فريق من الباحثين من قسم الوراثة البشرية في كلية جيلبير وروز ماري شاغوري لـ الطب في LAU من إكتشاف مرض جيني جديد ونادر تسبب بوفاة ثلاثة اطفال من عائلات لبنانية. وهكذا ينكب فريق الباحثين لمتابعة هذا الموضوع على مدار الساعة وتمكن من اكتشاف سبب هذا المرض الذي تبين انه يعود الى نقص في جين POLD3 ، وتمكن تالياً من إنقاذ طفل يبلغ من العمر خمس سنوات قبل ان يلقى مصير الأطفال الآخرين.
وأفادت الجامعة اللبنانية الأميركية في بيان أن “فريق الباحثين في LAU تمكن من تحقيق هذا الإنجاز عبر إستخدام افضل تجهيزات المختبرات التي قدمتها الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) بواسطة “برنامج تمويل المدارس والمستشفيات الاميركية في الخارج (ASHA)”، في منحة بلغت قيمتها 1.3 مليون دولار اميركي. وبفضل كرم الشعب الاميركي فلقد تمكنت الجامعة اللبنانية الاميركية LAU بواسطة العطاءات التي بلغت قيمتها اكثر من 4.9 مليون دولار من الحصول على تجهيزات حديثة ومتطورة للابحاث والتطوير في قطاعات الادوية والتسلسل الجيني ومشاريع الواقع الممتد والتدريب السريري. وترافق تقديم (ASHA) لهذه التجهيزات مع اعتماد الممارسات الحديثة، على غرار تلك التي أنشأتها المؤسسات الأميركية الكبرى، الى جانب دمج أساليب التدريس الجديدة، وتعزيز فرص التعلم التجريبي للطلاب ولا سيما أولئك الذين يتخصصون في المواد العلمية والهندسة والرياضيات”.
وقالت الجامعة: “إضافة الى تجهيز مختبرات الجينات في كلية الطب، فلقد اتاحت المنحة الاخيرة اقامة مختبر نموذجي جديد للحيوانات في حرم جبيل الجامعي تنسجم جميع الأبحاث فيه والتي تتضمن نماذج حيوانية مع المعايير الأخلاقية التي يفرضها المكتب الأميركي لرعاية حيوانات المختبرات (OLAW)، وهذا ما يشرع الباب امام الباحثين في LAU لفرص جديدة لمقترحات بحث تتنافس على المنح الفيدرالية الأميركية. مع الاشارة الى ان “لجنة مؤسسية مخصصة لرعاية الحيوان واستخدامه (IACUC)”، تشكلت وفقًا للشروط الأخلاقية مع أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين، ستتولى تقييم بروتوكولات جميع المقترحات البحثية التي تتضمن نماذج حيوانية”.
وقال الأستاذ المساعد في الكيمياء الحيوية ومدير “مجلس المراجعة المؤسساتي (IRB)” الدكتور جوزف ستيفان: “إن المنشأة الجديدة تعزز مدى التأثير البحثي للجامعة اللبنانية الأميركية، وتزيد من قدرة طلابنا على إجراء أحدث أبحاث النماذج الحيوانية”. أضاف: “ستتاح الفرصة أمام طلابنا أيضاً للتعرف على العديد من مجالات التركيز حيث تمتلك الجامعة اللبنانية الأميركية خبرات قوية، مثل علم الأعصاب الإدراكي، الذاكرة والتعلم، وعلم الأيض والسموم”. وشدد ستيفان على ان “كل الموظفين والاساتذة والطلاب وكل شخص معني باستخدام هذه المنشأة الحيوانية سوف يحصل على تدريب على العناية الاخلاقية (الرحيمة) بالحيوانات، والاداء المسؤول للأبحاث من خلال استخدام نماذج بالتعاون مع “برنامج مبادرة التدريب المؤسسي التعاوني (CITI)” لضمان الالتزام الصارم بالمعايير الأخلاقية”.
وذكرت الجامعة أن حفل تدشين المنشأة الذي تم في 27 حزيران الفائت، حضره كل من رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية LAU الدكتور ميشال معوض، مديرة الوكالة الاميركية للتنمية الدولية في لبنان إيلين ديفيث، عميد الدراسات العليا والابحاث في LAU سامر صعب، مساعد عميد الدراسات العليا والابحاث وليد مروش، الدكتور جوزف ستيفان، مدير المنح والعقود في الجامعة ماريو ربيز، اعضاء مكتب الرئاسة في LAU، عمدة الكليات واساتذة وموظفين. وبعد جولة لرئيسة “اللجنة المؤسساتية المخصصة لرعاية الحيوان واستخدامه (IACUC)” الاستاذة المشاركة في الكيمياء الحيوية سما سليمان مع المشاركين في الافتتاح على اقسام المنشأة الجديدة لإطلاعهم على محتوياتها ومهامها، كانت كلمة للدكتور معوض الذي اعتبر ان “يوم افتتاح المنشأة مميز لأنه يشكل فرصة للجامعة للتعبير عن اصدق معاني الامتنان والشكر الى الشعب والحكومة والسفارة الاميركية على عطاءاتهم اللامحدودة والتي تحظى بعميق التقدير”.
وقال: “امتناننا وإحساسنا بالشكر لهم لا يقابلهما سوى تصميمنا على الافادة من دعمهم الثمين إلى أقصى حد ممكن”. اما السيدة إيلين ديفيث فقالت، “ان المنشأة نموذج عن شراكة حكومة الولايات المتحدة الاميركية مع الجامعة اللبنانية الاميركية LAU وسعينا المشترك لأعلى المعايير والقيم”. وشددت على “أن المساعدة الأميركية متجذرة بعمق في رؤيتنا المشتركة لتوسيع نطاق الابحاث العلمية والحفاظ على أداء وترتيب مؤسساتي عالي الجودة، والمساعدة في تخريج المفكرين الناقدين والفاعلين”.
وأشارت الجامعة أخيرا، الى ان مختبراتها التي جهزتها ASHA”” وأبرزها المنشأة الحيوانية الجديدة “تحظى بالقدرة على جذب الباحثين من خارج الجامعة، وتعزز فرص التعاون بين الجامعة وكل المعنيين”.