عود ثقاب قد يُشعل الوضع في المنطقة

صدى وادي التيم-من الصحافة العالمية/

عندما برر كبار المسؤولين في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش العدو التقييم السنوي للوضع والذي بموجبه تزداد احتمالية الحرب، ذكروا ثلاثة أسباب رئيسة:

الأول: ما تعتبره إي/ران وحzب الله ضعفاً أمريكياً في المنطقة وتراجعاً واضحاً في مستوى المشاركة أو التدخل.
الثاني: الأزمة بين واشنطن وتل أبيب، مع التركيز على العلاقة الهشة بين الرئيس الأمريكي “جو بايدن” ورئيس وزراء العدو “بنيامين نتنياهو”.
الثالث: الانقسام الداخلي الحاد في “المجتمع الإسرائيلي”، والذي أدى إلى دوامة داخل “الجيش الإسرائيلي”.
زيارة رئيس وزراء العدو إلى البيت الأبيض ليست مسألة هيبة، ولا حتى حل لمشكلة الإعفاء من التأشيرة، فهناك قضايا استراتيجية وثقيلة على المحك، والبرود في العلاقة بين الزعيمين يؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي.

في بند الأزمة الداخلية، نرى عودة الاحتجاجات والأسبوع قد بدأ لتوه، ومن المتوقع خروج مظاهرات بارزة في اليومين المقبلين، وبجانبها سمعت دعوات متجددة بعدم الحضور والامتثال لخدمة الاحتياط، حتى هذه اللحظة لا توجد تقارير عن عدم امتثال حقيقي للخدمة، ولكن فقط دعوات في وسائل الإعلام.

ومع ذلك، وجد رئيس أركان العدو أنه من المناسب قول أشياء واضحة ومهمة حول التوترات الأمنية، ودعوات رفض التطوع للخدمة وقال: “هذه الأيام تلزمنا بالتركيز على المهمة الأمنية والتماسك الذي يدعمها، وهكذا سنكون مستعدين لكل تحدٍ وفي أي ساحة، ليس لدينا في الواقع الحالي سلطة أو صلاحية عدم الامتثال للخدمة في مواجهة كل تحد ومهمة”.

من المشكوك فيه أن يكون هناك شخص في الشرق الأوسط بأسره أكثر سعادة بهذه التطورات من الأمين العام لحzب الله حسن نصر الله، الذي أصبح الشخص الثاني في مراتب “محور الشر”، بعد المرشد الأعلى لإيران “علي خامن/ئي”، من المنتظر أن يلقي نصر/ الله الأربعاء القادم كلمة خاصة بمناسبة الذكرى الـ 17 لحرب لبنان الثانية، وهناك كعادته يتوقع أن يستفز “إسرائيل” ويتفاخر أمامها.

في الآونة الأخيرة لم يكتف بالخطب، لقد غيّر هذا العام انتشاره بالكامل على طول خط التماس مع “إسرائيل” لدرجة أن رؤساء السلطات في الشمال يحدقون بأعينهم كيف أن مقاتلي حzب الله مرة أخرى على مسافة قريبة منهم، الأقرب منذ عام 2006.

قادة الجمهور مثل “موشيه دافيدوفيتش” من مستوطنة “ميتي آشر” و”أفيحاي ستيرن” من مستوطنة “كريات شمونة”، و”ديفيد أزولاي” من مستوطنة “ميتولا” يصرخون حول هذه القضية منذ فترة طويلة، لكن لا أحد يستمع إليهم حقاً، حزب الله ينتهك مراراً وتكرارا التفاهمات الدولية، كما جعل حياة سكان مستوطنة “متولا” بائسة، بضوضاء الانفجارات ومضايقتهم بأشعة الليزر بتسليطها على أعينهم.(اعرف عدوك)

والأخطر من ذلك هو الجرأة المتزايدة في النشاطات المحلية، التي تدل عن تآكل “الردع الإسرائيلي”، من التسلل إلى معسكر “غلاديولا” مروراً بإطلاق صاروخ مضاد للدروع على مركبة لـ “الجيش الإسرائيلي” بالقرب من “أفيفيم”، إلى التسلل المزعج لمسلح وصل إلى مفترق مجدو.

وبالطبع هناك أيضاً نصب الخيام في “الجانب الإسرائيلي”، هذه القضية مصحوبة أيضاً بقرار إشكالي للغاية، وهو عدم إخلاء الخيام على الفور، ما كان يجب حله على أعلى مستوى من قبل قائد المنطقة الشمالية، انتقل إلى المستوى السياسي، أي إلى “وزير الجيش ورئيس الوزراء” واستغرق شهوراً… لماذا؟

ولماذا لم يعط “نتنياهو” و”غالانت” توجيهات فورية بالإخلاء (بما في ذلك توبيخ الجيش لعدم قيامه بذلك حتى الآن)؟

لا توجد إجابات جيدة لهذه الأسئلة، والآن أصبحت القصة أكثر تعقيداً، حتى لو تم إطلاق النيران المضادة للدروع من قبل طرف آخر غير حزب الله، فلا يوجد احتمال ألا يكون نصر الله هو من أعطى الضوء الأخضر.

حتى أن حzب الله أوضح بالفعل الخميس الماضي أنه يطالب “إسرائيل” بإلغاء ضم قرية الغجر، بما في ذلك إلغاء إمكانية ادخال “إسرائيليين” بأعداد كبيرة إلى القرية التي أصبحت نقطة جذب سياحي، تهديد حzب الله هو أنه إذا انتهكت “إسرائيل” التفاهمات في الغجر، فإن حzب الله مسموح له أيضاً بفعل ذلك في مزارع شبعا وفي مناطق أخرى.

النيران المضادة للدروع هي تلميح من قبل المنظمة، أنتم ستعيدون إزالة الحاجز في قرية الغجر ونحن سنزيل الخيام، وبطبيعة الحال “إسرائيل” تعارض، وسيكون استسلاماً مجيداً إذا تغير هذا الموقف، وبالتالي فإن المناقشات في الوقت الراهن تتناول مسألة متى وكيف سيتم إخلاء الخيام: هل ستتواصل الاتصالات الدبلوماسية أم نحن ذاهبون للإخلاء القسري ونخاطر بمواجهة.

في قيادة “الجيش الإسرائيلي” يسمع المزيد والمزيد من الأصوات وليس أصوات كتلك التي لم تكن مستعدة لتحمل استفزازات في الماضي، الذين يقولون إنه لن يكون هناك مفر من مواجهة محدودة في ظل كل التطورات على الحدود، وإذا لم تبدأ تلك المواجهة بسبب الخيام، فستكون هناك فرصة أخرى لحzب الله للقيام بعمل استفزازي سينجح أيضاً.

الاستنتاج بالنسبة لهؤلاء المسؤولين هو أن المبادرة يجب أن تكون في “الجانب الإسرائيلي” وأن يكون هدفها إعادة الخط إلى أيام 2006 على الأقل وتطهيره قدر الإمكان من قوات حzب الله.

مثل تلك التي ستشكل في زمن الحرب تحدياً كبيراً للدفاع عن المستوطنات المتاخمة للجدار من نيران وابل كثيف ومن اختراقها، بطريقة أو بأخرى عندما يكون الشمال ساخناً جداً كل عود ثقاب ممكن أن يشعل النار.

المصدر: يديعوت أحرونوت/ “يوسي يهوشوع”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى