الموسيقى نغمة تتدفّق في عروق الحياة: بقلم سلام اللحام

صدى وادي التيم-رأي حر باقلامكم/

الموسيقى نغمة تتدفق في عروق الحياة . إنّها زهرة تنمو في القلب والروح، وتنغرس في الأفكار وتُترجم في يوميّات الإنسان ، إنّها سِفر من السّماء إلى الرّوح ، وهي الّلغة الوحيدة التي تخاطب جميع الأمم. فهي تنقّي النّفوس البشريّة الهائمة في الظّلام، وتنير الأرواح المتعبة من ظلمة الأقدار. فكلما عزفت الموسيقى أيّها الإنسان أو سمعتها، تعاظمت فيكَ جماليّة الحياة وارتقت روحك إلى جنّات الخلود وأكثر!
الموسيقى هي التّجسيد الملموس للجمال المسموع، دونها سيغدو الإنسان كائنًا جافًا مُتصحرًا خاوياً. وقد اهتمّت الحضارات عبر التّاريخ الإنساني بالموسيقى، كونها حاجة ضرورية ومُلحة للإنسان؛ وهذا أدّى إلى تَطور الموسيقى حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من خلال عباقرةٍ آمنوا بهذا الفن، وعملوا على تطويره والإضافة إليه.
في هذا المقال أودّ أن أتحدّث عن أهميّة الموسيقى لدى الأطفال ، وانعكاسها الإيجابي على مختلف جوانب حياتهم .
فالموسيقى تنمي الإدراك الحسّي للطفل، وتزيد قدرته على الملاحظة والتّنظيم المنطقي، وتساهم في تنمية وتحفيز الذّاكرة السمعية لديه، كما تزيد قدرته على الإبداع والابتكار،و تسهّل عملية تعلّم المواد التّعليميّة والدّراسيّة، وتنميّ التّوافق العضلي والحركي في جسم الطفل، و تدرّب الأذن على التفرقة بين الأصوات المتنوّعة المختلفة، وتعزّز الذّوق الموسيقيّ لديه ، الأمر الذي يجعله يستمتع بالاستماع للغناء ، و تخلّصه من القلق والتوتر. الأمر الّذي يجعله أكثر توازنًا وتحفيزًا وإثارة للكثير من الإنفعالات في شخصية الطفل مثل: القوة، والفرح، والحزن، والشجاعة. وهذا يزوّد عالم الطفل بالعديد من المشاعر والأحاسيس التي تنميّ الحسّ الإنساني لديه ، إضافةً إلى الجوانب الاجتماعيّة عنده، فالألعاب الموسيقيّة والغناء -على سبيل المثال- تزيد من ثقته بنفسه، الأمر الذي يجعله يعبّرعن مشاعره دون خجل، كما تقوي علاقاته بأصدقائه وأقرانه في بيئته ومحيطه .
باختصار، الموسيقى – يا أصدقائي – تنشّط أجزاء من الدّماغ، تختص بالحركة، الانتباه، التخطيط والذّاكرة. حيث أكدت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يدرسون الموسيقى لا يتمكنون من العزف على آلة موسيقيّة فقط، بل إنّ أدمغتهم تتعامل مع الّلغات بشكل أفضل . فالاستماع إلى الموسيقى يحسّن القدرة العقليّة ويعزز الصحة البدنية لدينا بشكل مدهش، بالإضافة إلى أنّ الموسيقى ترفع من معدل الذّكاء لدينا…
في الختام نؤكد على أنّ الموسيقى هي نبض الحياة ،وهي لغةٌ لا يُمكنُ لأحد أن يفهمها ويحسُّ بها إلا إذا كان لديه فيضٌ من الحب والإحساس ، لما لها تأثير ملموس على النّفوس . فهي تنقل الإنسان من حال إلى حال ، وتجعله أكثر صفاء وأقدر على الإنصات والفهم . فالموسيقى وحيٌ يعلو كل الحِكم والفلسفات في هذه الدّنيا….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى