الدراجة النارية هي وسيلة نقل تحوّلت الى وسيلة موت
صدى وادي التيم-لبنانيات/
حوادث الدراجات النارية إلى ارتفاع، فمن يوقف مسلسل الموت في منطقة النبطية؟ تجاوزت العدد الـ40 حادثاً يوميّاً، والحصيلة مرجّحة للمزيد، مع تزايد أعداد الدراجات النارية على الطرقات، وقد دفعت الأزمة الإقتصادية الشبان والشابات إلى ركوبها، بحثاً عن وسيلة توفير، ويكاد لا يخلو منزل من دراجة أو اثنتين.
تحوّلت هذه الدراجة من وسيلة نقل وتسهيل للحياة إلى وسيلة موت، أكثر من 40 إصابة تُسجّل شهريّاً جراء حوادث الدراجات النارية، وبعضها قاتل. لم تنسَ بلدة عدشيت خسارتها شابين بسبب حادث دراجتين وقع في الأول من حزيران الجاري، وما زال حادث التصادم بين دراجتين في حاروف شاهداً على المأساة، ومصابو حادث النبطية الفوقا ما زالوا يخضعون للعلاج في المستشفى. هل من يدقّ ناقوس الخطر؟
لم يعد بمقدور أحد تعداد حوادث السير اليومية في منطقة النبطية، حياة الشباب باتت في خطر. إذ أشار خبير السير قاسم المصري إلى أنّ «نسب الاصابات قد ارتفعت نحو 30 إصابة في حوادث السيارات، و37 إصابة في حوادث الدراجات النارية شهريّاً». ولفت إلى أنّ «حوادث الدراجات نسبتها أعلى». وقال «أعاين يوميّاً بين 5 و6 حوادث تقريباً في منطقة النبطية». تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة «جروح ووفيات»، في ظلّ طرقات غير مطابقة للمواصفات العامة، وسرعة في القيادة.
لا تهدأ حركة سيارات الإسعاف في منطقة النبطية، فالحوادث شغلها اليومي، والنصيب الأكبر منها يقع بين الدراجات النارية. المسعف علي حلال قال: «كل أسبوع تسقط ضحية أو اثنتان ونحو 20 جريحاً، أغلبها حوادث دراجات نارية، خصوصاً في مسافة 2 كلم من جسر حبوش في اتجاه النبطية، بسبب الحفر والإنخسافات ورداءة الطريق. وما زاد حوادث السير هو غياب صيانة السيارات، كما الدراجات، نظراً لكلفتها العالية».
ليس أوتوستراد الزهراني- حبوش- النبطية وحده غير مؤهل للسير، بل أيضاً خطّ النبطية – الدوير- أبو الاسود، وطريق النبطية مرجعيون الرئيسي. وما «زاد «الطين بلّة» وفق الخبير المصري هو «تزايد أعداد الدراجات النارية التي تقلّ عائلات سورية وعلى متنها 3 أشخاص وأكثر». وقال إنّ «عشوائية القيادة وعدم احترام قوانين السير وعدم ارتداء الخوذة وتوقف الصيانة الدورية، شكّلت كلها فرصة للفلتان الحاصل».
وتعدّ الضائقة الإقتصادية سبباً مهمّاً للتوجّه نحو الدرّاجات النارية. ورأى المصري «أننا دخلنا منطقة الخطر فالأعداد الكبيرة تدفع بنا لدق ناقوس الخطر»، وحض الدولة على تطبيق قانون السير، موضحاً أنه «يجري العمل على إجراء دورات تثقيفية وتوعوية في الثانويات والمهنيات بشكل مجاني للإضاءة على هذه الإشكالية الكبيرة التي نواجهها». وشدّد على أنّ «المطلوب هو تأهيل الطرقات وصيانتها ووضع إشارات مرورية، وإقامة جسور المشاة، أضف إلى ذلك إخضاع القوة الأمنية وشرطة البلديات لدورات تثقيفية».
كل شيء في لبنان «زفت» إلا الطرقات، حقيقة مرّة، تحصد مئات الجرحى شهريّاً، فيما الصيانة والقوانين غائبة. متى يتوقّف مسلسل الموت المجاني على الطرقات؟ ومتى تتدخل وزارة الأشغال للحدّ منها؟.
المصدر:رمال جوني- نداء الوطن