“هقّة” الحشيشة في أدنى مستوياتها… والمساحات المزروعة أيضاً!

صدى وادي التيم-لبنانيات/

منذ عام 1991، مع «عودة» الدولة إلى سياسة تلف حقول حشيشة الكيف، لم تشهد سهول وجرود غرب بعلبك وشمالها، وصولاً إلى الهرمل، تراجعاً في زراعة هذه النبتة كما تشهده هذا الموسم، في وقت سُجّل فيه انهيار لافت في سعر «الهقّة» (وحدة وزن للحشيشة تزن 1200 غرام) من 100 دولار إلى 30 دولاراً.

على مدى هذه السنوات، وحتى مع «فورة» مكتب المخدرات المركزي عام 2012 في إتلاف حقول الحشيشة بمؤازرة الجيش اللبناني، شهدت هذه الزراعة ازدهاراً عاماً بعد عام ووصلت ذروتها بين 2014 و2018. ولم تحل عمليات الرصد الأمني، والخطط السرابية للحكومات السابقة التي سُمّيت «زراعات بديلة» دون الإقبال على زراعتها، حتى إن مزارعي البطاطا والبصل والخضر تخلّوا طوال الأعوام الماضية عن هذه الزراعات وأكلافها المرتفعة، وارتضوا ان يكونوا «طفاراً» بجرم زراعة الحشيشة نظراً الى أكلافها المتدنّية. الأزمات التي عصفت بالبلاد منذ عام 2019، بدءاً بجائحة كورونا، وما تبعها من انهيار الليرة والسطو على أموال المودعين وتراجع القدرات المالية، بقيت زراعة الحشيشة «القرش الأبيض للأيام السوداء». غير أن هذا الموسم شهد تراجعاً في المساحات التي كانت تزرع بحشيشة الكيف، فتقلّصت واستبدلت بالقمح والشعير والبطاطا والبصل، رغم أن «المغامرة مع الزراعات التقليدية أقسى من مخاطر زراعة الحشيشة وملاحقة الأجهزة الأمنية»، بحسب مزارع ستيني يعمل في زراعة النبتة الخضراء منذ 25 عاماً. ويوضح أنه لم يزرع الحشيشة هذا الموسم «لتراجع الطلب على النبتة الخضراء بسبب كساد الموسمين الماضيين لدى المصنعين والتجار». ويلفت إلى أن «المزارعين يتلقّون كلمة السر من التجار والمصنّعين الذين يتسلّمون محاصيل الحشيشة خضيراً من الحقول، وهؤلاء نصحوا بعدم الزراعة بسبب الكساد الذي ضرب إنتاج الحشيشة الموسمين الماضيين».

في جولة لـ«الأخبار» على سهول وجرود في غرب بعلبك، بدا لافتاً تضاؤل المساحات المزروعة بالحشيشة والتي كانت الأجهزة الأمنية تقدّرها بأكثر من 25 ألف دونم. ويشير مزارعون إلى تقلص حقول الحشيشة بما يراوح بين 75% و90%، فيما أكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» تسجيل تراجع كبير في زراعة القنّب الهندي، عازياً الأمر الى العمليات الأمنية التي طالت عدداً كبيراً من أماكن التصنيع ومصادرة آلات ومعدات وكميات كبيرة من الحشيشة المصنعة والموضّبة التي كانت جاهزة للتهريب، فضلاً عن إقفال المطار والمرفأ والمعابر غير الشرعية أمام عمليات التهريب على اختلافها.

أحد التجّار عزا التراجع الكبير الى عوامل عدة دفعت بالمزارعين الى التخلّي عن زراعة الحشيشة، أهمها «عدم تصريف الإنتاج للموسمين الماضيين بسبب عدم القدرة على نقله وتهريبه لإقفال عدد من طرق التهريب وضبط كميات كبيرة. كما أن تكديس إنتاج الحشيشة ساهم في انخفاض سعر الهقة بشكل كبير ليتراوح سعرها اليوم ما بين 20 و30 دولاراً، من 80 – 100 دولار، وهذا الانخفاض الأول منذ سنوات طويلة، ما يجعلها غير مربحة للمزارع أو المصنّع او التاجر».

المصدر:رامح حمية – الاخبار

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى