“قد حالها” بقلم ميرنا عمار

صدى وادي التيم-رأي حر باقلامكم/

تأخذنا فتيات اليوم في رحلةٍ بين ماضٍ خلا من أدنى الحقوق والحريّات وحاضرٍ كُسِرَت فيه قيود وعلت فيه أجنحة.
فإذا أردنا أن نعود قليلًا في السنين، نجد أنّ الأغلبيّة السّاحقة من الفتيات يتوقّفن في دراستهنّ عند الصفوف الثّانويّة، أو يُسمح لهنّ بالذّهاب إلى الفروع الأقرب للجامعة حيث تقتصر التخصّصات على التّربية والآداب ولربّما الصّحّة.
ففكرة الانتقال من المنزل إلى المدينة كانت ممنوعة، إلّا في بعض الحالات النّادرة التّي شكّلت مصدر تهديدٍ للسّلطة الأبويّة والذّكورية التّي ردعت معظم الفتيات عن سواهنّ القليلات.
هؤلاء “القليلات” اللّواتي صنعن حالة خوفٍ في المجتمع الرّيفيّ سابقًا، أصبحن السّند الأوّل لعائلاتهنّ ومصدر فخرٍ لهم بسبب ما تحمّلن من مسؤوليّة وتحدّيات في سبيل متابعة الدّراسة وما حَمَلن أيضًا من إرادة وقوّة فتحت لهنّ الأبواب للوصول لأحلامٍ لطالما كانت مقيّدة.
وهذا ما أوصلنا اليوم الى تقبّل وتشجيع فكرة ذهاب الفتاة إلى بيروت أو إلى أيّ بلدٍ آخر من أجل عِلْمِها أو عَمَلِها وأخفض أصوات الاعتراض والمنع عند أهالي القرى حتّى باتوا بمعظمهم مؤمنين ببناتهم وأصبحت كلّ طالبة اليوم متشجّعة على الاستمرار بأحلامها.
فتحوّلت جملة ” كيف بتخلّي بنتَك تتعلّم ببيروت؟” إلى “بنتكن قد حالها!”.

ميرنا عمار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى