الموحِّدون الدروز عبر التاريخ. المِحَّن والمعارك دفاعاً عن العرض والأرض
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
المُوحِّدون الدروز عبر التاريخ.
المِحَّن والمعارك دفاعاً عن العرض والأرض.
معركة الأقحوانة ……. ( ١٠٢٩م ).
مِحنَّة أنطاكيا …….….. ( ١٠٣٢م ).
معركة عكار … ( ١٥٤٨م )
معركة عين داره .…… ( ١٧١١ م. ).
المقدمَّة التي لا بُدَّ منها :
بعد ان نشرت مُدوَّنتي الموحِّدون الدروز وغريزة البقاء بالرغم من الفتاوى والمِحَّن والمجازر التي واجهتهم، وفيها أتيت على ذكر ( مِحنَّة الدَّجَّال ).
وقبلها كنتُ قد نشرت مُدوَّنتي عن ( معركة عين داره ) وأثرها على تشتُّت العائلات الدرزيَّة من لبنان وانتقال الإمارة من الأسرة المعنيَّة الدرزيَّة إلى الأسرة الشهابية السنيَّة.
طلب بعض الأصدقاء نشر مُدونَّة عن المحَّن الأخرى التي تعرَّض لها الموحِّدون الدروز عبر التاريخ حتى تكتمل عندهم الحقيقة التاريخيَّة التي أعتمدها في مُدوَّناتي لأنها من باب قُل كلمتك وأمشي، وحسبي الله وهو نعم الوكيل.
بادئ ذي بدء أوَّد التوضيح أنَّ المدوَّنة هي قراءات وأبحاث أقوم بها مِن مصادر وكُتُّب موثوقة، ثمَّ أقوم بتلخيصها في مُدونَّة، وبالتالي المُدوَّنة ليست كتاباً.
مِحنَّة الدَّجَّال سبق ونشرتها تراجع المُدوَّنة.
( ١٠٢١ حتى ١٠٢٦م ).
معركة الأُقحوانة : ( ١٠٢٩م ).
بعد ثلاث سنوات من مِحنَّة الدَّجَّال وقعت معركة الأقحوانة في اليوم الثاني عشر من أذار عام ١٠٢٩م أو٤٢٠ هجرية، في سهل الأقحوانة جنوبي بحيرة طبرية بين الموحِّدين الدروز، بقيادة القائد انوشتكين الدزبري من قوَّاد الدولة الفاطميَّة، والأمير رافع بن أبي الليل ضد أعدائهم الفاسدين، وكان أفسدهم صالح بن مرداس الذي قُتل في هذه المعركة.
كان أنوشتكين الدزبري مُخلصاً للخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله حيث أمره باحتلال دمشق ثم طلبه إلى مصر ولزم الخدمة ليصبح والياً على بعلبك ثم ولاية قيساريا وبعدها ولاية حلب.
يقول المؤرخ سليم أبو إسماعيل عن معركة الأقحوانة أنَّه سهل بجوار مقام النبي شعيب ( المُبجَّل والمُكرَّم لدى الدروز عامة وبالأخص دروز الجليل والكرمل والقائم في الاقحوانة ما بين طبريه وحطين.
( يراجع مُدوَّنتي الموحِّدون الدروز والنبي شعيب عليه السلام، وكيف تمكَّن فضيلة الشيخ المرحوم أمين طريف من تثبيت ملكية الارض للطائفة الدرزيَّة ).
محنة أنطاكية وحلب : ( ١٠٣٢م ).
كانت القوى المتصارعة على السيطرة والحكم في منطقة حلب وأنطاكية في شمال غرب بلاد الشام مكوَّنة من الفاطميين والبيزنطيين وأمراء القبائل المحلية. بعد مقتل صالح بن مرداس في معركة الأقحوانة ( قرب طبريا سنة ١٠٢٩م ) تسلم قيادة المرداسيين ابنه نصر بن صالح بن مرداس الذي عمل على اضطهاد الموحِّدين الدروز في جبل السمَّاق قرب حلب بعد أن اصبحوا قوة سياسية وعسكرية من شأنها أن تهدد نفوذ البيزنطيين في المنطقة.
في سنة ١٠٣٢م بادر البيزنطيون بالاعتداء وألقوا القبض على دعاة الموحِّدين الدروز وقتلوهم مما جعل باقي الموحِّدين يفرّون إلى تحصيناتهم ومغاورهم في الجبال حيث تمَّت محاصرتهم وهم في مغاورهم وبقي القتال مدة 22 يوماً.
طلب المُوحِّدون الدروز الأمان وخرجوا من تحصيناتهم، ولكن تتبَّعهم البيزنطيون ونصر بن صالح بن مرداس وقتلوا منهم بالآلاف.
مات الخليفة الظاهر سنة ١٠٣٦م واعتلى الخلافة الفاطمية بعده أبو تميم معد المُلقَّب بالمستنصر لدين الله، وكان لتغيير سياسة الفاطميين في هذا العهد الجديد أن عادت دعوة التوحيد في وادي التيم وجبل لبنان والجليل والكرمل ودمشق وجوارها إلى سابق عهدها واستطاعت أن تسفر وتكشف عن وجهها.
واقتضت مصلحة الموحِّدين الدروز أن يوالوا الخليفة الجديد حرصاً على سلامة الدعوة وأملاً بأن تواصل مسيرتها بعد ان أصابهما ما أصابها في عهد الخليفة الظاهر من الصعوبات والعراقيل.
جهَّز القائد الفاطمي الدزبري جيشاً من أجل قتال نصر بن صالح بن مرداس والي حلب.
بعد احتلال الفاطميين حلب وانتصارهم على المرداسيين نَعِمَ المُوحِّدون الدروز بفترة من الهدوء والاستقرار.
بقيَّت الدعوة لمذهب التوحيد مستمرة وواصل الدعاة نشاطهم يأخذون المواثيق على المستجيبين حتى سنة ١٠٤٣م. حين توقفت الدعوة وودع أقطابها الموحِّدين بعد أن أوصوهم بحفظ أصول الدين وتعاليم الموحِّدين.
لم يكن تثبيت اقدام الموحِّدين في بلاد الشام بالأمر السهل، فقد جابهوا الكثير من الصعوبات والعراقيل وتعرضوا إلى محاولات إفناء وإبادة ذهب ضحيتها الآلاف منهم وكادت أن تقضي عليهم.
حافظ المُوحِّدون الدروز على عقيدتهم بالكتمان وهاجر الكثير منهم إلى الجبال المرتفعة الخالية من السكان وكان عددهم في منطقة انطاكية وحلب ( الجبل العلى أو جبل السماق ) لوحدها يقدَّر بسبعمائة ألف نسمة في السنوات الأولى للدعوة قبل بدء المِحَن والكوارث. وبقي حتى أيامنا هذه في تلك المناطق بعض القرى التي يسكنها الدروز مثل كفتين، علاتا، عرشين، جدعين، معرة الإخوان، البير، كفر بنى تلثيثا.
يؤكد المؤرخ سعيد الصغير أن ما حدث في منطقة حلب وأنطاكية حدث كذلك في قرى جبل صفد والكرمل وشاغور عكا ومنطقة طبريا وغيرها من المناطق التي استجاب سكانها لدعوة التوحيد وتواجد فيها المُوحِّدون الدروز منذ القدم.
مِحنَّة عكار بالأراضي اللبنانية : سنة ١٥٨٤م.
في سنة ١٥٨٤م سلب مجهولون الأموال الأميرية المجباة من مصر وهي بطريقها إلى خزينة السلطنة العُثمانيَّة في اسطنبول في منطقة عكار بالأراضي اللبنانية.
وكعادة حُثالَّة بني عثمان في عدائهم التاريخي للدروز، قاموا بتجهيز حملة قوامها عشرين ألف مقاتل بقيادة حاكم مصر لكسر شوكة السيادة الدرزيَّة في لبنان واستئصال الأمراء المعنيين.
إنضم الى هذه العداء الكثير من الحكام والولاة في بلاد الشام الناقمين على الأمراء الدروز تحت شعار :
” القضاء على الرافضين الدروز”.
وصل عدد ضحايا حادثة عكار إلى عشرات الآلاف، هذا بالإضافة إلى الدمار والخراب الذي حل في البلاد وقضى على عشرات القرى الدرزيَّة الآمنة.
معركة كسروان من لبنان :
فتوى إبن تيميَّة لأسياده المماليك لضرب الموحِّدين الدروز في كسروان ( عاش في الفترة ما بين ١٢٦٣م الى ١٣٢٨م ). يراجع بذلك مدونتي الموحِّدون الدروز وغريزة البقاء، بالرغم من الفتاوى والمِحَّن التي واجهتهم.
معركة عين داره .…… ( ١٧١١ م. ).
سبق ونشرت.
الخاتمة ..
هذا هو حال التهم الباطلة والكاذبة والدسائس والأحقاد الموجهة للموحِّدين الدروز.
دائماً وأبداً كانت الفتاوى الفقهية سبباً لهذه المصائب والكوارث في الماضي والحاضر.
لا عجباً أنَّ مؤرِّخي المصاطب في لبنان وبلاد الشام أمعنوا في تزوير الْكُتُب المدرسية وأغفلوا أنَّ الإمارة الدرزيَّة إمتدت حتى شمال بلاد الشام ( أنطاكيا ) وجنوباً حتى فلسطين.
فيصل المصري
أُورلاندوا / فلوريدا
حزيران ٢٠٢٣م
المراجع :
المُدوَّنات الفيصليَّة كتاب :
المُوحِّدون
المصدر:
فيصل المصري