إسرائيل قلقة… هل استكملت فرقة “الرض.وان” انتشارها على الحدود؟
صدى وادي التيم-متفرقات/
تنصل «اسرائيل» من المسؤولية عن الانفجار الذي وقع في موقع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة قوسايا، يشير بوضوح الى دقة وحساسية الموقف على الحدود الشمالية، في ظل جنوح قوات الاحتلال نحو تصعيد دقيق، لكنه محفوف بالمخاطر، حيث تسعى الى ارسال «رسائل» نارية لردع حزب الله دون الرغبة في حرب شاملة في المنطقة؟! واذا كان البحث عن مسؤولية «اسرائيل» نوع من التفكير العبثي، فان الحدث بحد ذاته يزيد صب «الزيت» على «نار» جبهة، قد تكون قابلة للاشتعال نتيجة حسابات خاطئة او «دعسة» ناقصة» قد تقاس بالامتار، وهي الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا حيث يقع الموقع المحصن في الجبال على الحدود الشرقية اللبنانية – السورية.
وبانتظار تبلور المشهد، تسير «اسرائيل» على «الحافة»، واذا كانت لا تريد الانزلاق الى مواجهة تعرف جيدا كيف تبدأ ولا تعرف ابدا كيف تنتهي، فهي تحاول الحفاظ على ما تبقى من»الردع» المهتز حتى لو كان في حده الادنى. ووفقا لمصادر مطلعة، سبق وابلغت قيادة «اليونيفيل» بذلك عبر رسالة واضحة تم نقلها الى لبنان عشية البدء بالمناورة يوم الاثنين الماضي، ومفادها «ان الحكومة الاسرائيلية لا تريد التسبّب بإشعال مواجهة جديدة في الشمال، لكن هذا لا يعني انها غير جاهزة لخوض هذه المواجهة في حال اندلاعها»؟!واذا كانت التقديرات الاستخباراتية الغربية تشير الى ان الحرب ستقع حتما في حال تنفيذ «اسرائيل» ضربة عسكرية إلى إيران على خلفية محاولة كبح تقدّم برنامجها النووي، وهو امر ما يزال مطروحاً بقوة على «الطاولة»، خصوصا مع عودة الحديث عن احتمال عقد اتفاق نووي مرحلي بين واشنطن وطهران بوساطة عمانية، فان فرضية حصولها نتيجة الحسابات الخاطئة، لا يمكن اهمالها.
وفي هذا السياق، تأتي التحذيرات التي أطلقتها المؤسسة الأمنية «الاسرائيلية» مؤخرا عبر رئيس هيئة الأركان الجنرال هرتسي هليفي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» اللواء أهارون حليفا، وهي ترتبط بقلق جدي لدى المؤسسة الامنية والعسكرية من حجم القوة العسكرية التي يمتلكها حزب الله، من ناحية العتاد والقدرات البشرية والخبرات المتراكمة، قياساً بما كانت عليه حاله في حرب عام 2006. والاهم هو معرفة اذا كانت المؤشرات الميدانية ذات الصدقية، تؤشر الى إلى أن الحزب قد يكون معنيا بمواجهة عسكرية مع «إسرائيل» في الوقت الحالي؟
وتجزم المصادر الامنية «الاسرائيلية»، بحسب «يديعوت احرنوت»، ان حzب الله استقدم غالبية عناصر فرقة «الرض.وان» الخاصة، ونشرها على خط التماس على الحدود الشمالية، وهي خطوة هجومية خطيرة جداً،حسب تقديرها، وهي جاءت تتويجا لاستعدادات بدأت في نيسان 2022، وأُنجزت خلال الاسابيع الماضية. ولفتت الى حصول تطور كبير في قدرات الوحدات البرية لحzب الله، وخصوصاً فرقة» الرضوان الخاصة»، التي راكمت تجربة عملانية في سوريا، ومهمتها في اي حرب مقبلة ارسال وحدات خاصة تتسلّل إلى المستوطنات على خطّ الحدود، وهو امر لا يبدو معقدا بالنسبة لها لانها تملك قدرات مميزة وخاصة جدا،وهي الآن باعداد كافية بالقرب من السياج الحدودي.
ووفقا للتقديرات «الاسرائيلية»، تضم هذه القوة مجموعة أفواج تدربت على اختراق السياج الحدودي والسيطرة على مستوطنات «إسرائيلية»، وأقامت في الآونة الأخيرة عدة مواقع متاخمة للحدود، تجري حولها الكثير من الأعمال اللوجستية: حركة مركبات وتزويد، دوريات مراقبة، والهدف من هذا كله تعويد «الجيش الإسرائيلي» على وجودهم على بُعد خطوة من الحدود وأغلبيتهم من خرّيجي الحرب في سوريا، ولديهم تجربة عسكرية غنية.
والاخطر من كل ما تقدم بحسب «يديعوت»، ان هذه المجموعات تملك الجرأة والاستعداد للمخاطرة بالدخول في مواجهة بعد نجاحها في العملية المعقدة التي في إطارها تسلّل مقاتل 70 كم عن منطقة الحدود، وصل إلى مفترق مجدو وهو يحمل عبوة قوية للغاية.
ومن أجل توضيح اسباب القلق من مواجهة مفترضة مع حzب الله، تشير المحافل الامنية «الاسرائيلية» إلى أن الجهاد الإسلامي خاض المواجهة الاخيرة في غزة وهو يمتلك 6000 صاروخ، معظمها من إنتاج محلي وقصيرة المدى، وأطلق خلال خمسة أيام 1100 صاروخ. في المقابل، فإن حzب الله يستطيع إطلاق أكثر من 3000 صاروخ في اليوم، وهي ذات مدى أبعد بكثير، كما أنها أكثر ثقلاً ودقةً في إصابة الاهداف. وعبّر الرئيس السابق لشعبة «أمان» اللواء احتياط عاموس يدلين، عن الموقف بالقول «أن ما انتهت إليه عملية «درع وسهم» في غزة هو إنجاز تكتيكي في مواجهة عدو ضعيف جداً»، ونصح «بعدم الذهاب الى استنتاجات خاطئة بشأن النجاح في ترميم الردع».
وهو امر حذر منه ايضا، المحلّل العسكري لقناة التلفزة «الإسرائيلية 13 « وصحيفة «معاريف» ألون بن دافيد، الذي كتب يقول «إنه بالرغم من نقاط الضعف لدى حزب الله، فلا يجب الاستهتار به، إذ لديه قوّة برّية مدرّبة، يصل تعدادها إلى آلاف الأشخاص الذين يستطيعون، عند صدور الأوامر، اختراق الحدود واحتلال بلدات إسرائيلية. وخلف هذه القوّة، هناك منظومة قوية من الصواريخ والقذائف تقدم لها تغطية بقوة النار، وتستطيع إلحاق ضرر كبير بالجبهة الإسرائيلية الداخلية، بما في ذلك إلحاق ضرر دقيق وكبير باهداف استراتيجية».
هذا ما يشغل بال «الاسرائيليين» راهنا، تقول اوساط معنية بالملف، يحاولون عبثا فهم كيف يفكر حzب الله ، ويحاولون «جس نبضه» على نحو دائم لاختبار رد فعله. لن تجد «اسرائيل» الاجوبة بسهولة وهي معقدة جدا، وما حصل على الحدود الشرقية يحتاج الى المزيد من الوقت لفهم حقيقته، لكن الثابت يبقى ان «الاسرائيليين» مرتابون جدا وقلقون من انتشار «الرض.وان» على الحدود. حزب الله لن ينفي ولن يؤكد، لكن «اسرائيل» متوجسة. هل هي مجرد خطوة دفاعية ردعية؟ او مقدمة لعملية هجومية باتت كل ظروفها مهيئة على «الورق» وفي «الميدان»؟
المصدر: ابراهيم ناصرالدين – الديار