ما هي حقيقة أن واشنطن تنفذ خطة “ترك لبنان ينهار بالكامل ليتم إعادة بناء دولته من جديد”؟!

صدى وادي التيم-لبنانيات/

قبل سنة كان متابعون للملف اللبناني في الولايات المتحدة الأميركية يسمعون كلاماً صريحاً داخل الأروقة السياسية الأميركية عن أنه لا يوجد إلا حلاً واحداً ممكناً للأزمة اللبنانية، ومفاده ترك بلد الأرز ينهار كلياً، وبعد ذلك تتم إعادة بناء لبنان على أسس جديدة.
وخلال عهد ترامب كاتت هذه النظرية تتردد في واشنطن؛ وكانت تسمى حينذاك بنظرية وزير الخارجية الأميركية بومبيو؛ ولكن ذات هذه النظرية التي تدعو إلى ترك لبنان ينهار بالكامل ليتم إعادة بنائه، ترددت خلال العام الماضي ولا تزال داخل كواليس الحزب الديموقراطي، وأطلق البعض عليها تسمية نظرية باربرا أي ليف نائبة وزيرة خارجية إدارة بايدن.
واللبنانيون الذين تابعوا هذا الكلام الأميركي الخطير خلال عهد ترامب، عادوا ليسمعوا نفس هذا الكلام يتردد خلال عهد الرئيس الحالي بايدن، مما يعني أن فكرة تدمير لبنان – ولو تحت مبرر إعادة بنائه على شكل صحيح – باتت موجودة كسياسة أميركية مستمرة من عهد الى عهد داخل البيت الأبيض، ولدى الجمهوريين كما لدى الديموقراطيين…
.. ما يجب التأكيد عليه بخصوص هذا الأمر الذي يجب أن ينظر إليه في لبنان بعين الخطورة البالغة، هو أمران اثنان:
الأمر الأول هو أنه لأول مرة يتم سماع نظرية يقول بها أعلى مستوى في أميركا؛ وهي تتحدث عن ضرورة ترك لبنان ينهار بالكامل وذلك الى حد تدميره، ليتم بعد ذلك إعادة بنائه من جديد..
والواقع أن خطورة هذه النظرية هي انها من جهة تصدر عن بيئة مركز القرار في أميركا (وزارة الخارجية)؛ وهي أنها من جهة ثانية تصدر عن الإدارة الجمهورية وأيضاً عن الإدارة الديموقراطية، ما يعني أن هذه النظرية بات لها منزلة أنها أصبحت “سياسة اميركية عامة”، وليست مجرد سياسة للحزب الجمهوري أو سياسة للحزب الديموقراطي.
..وما يلفت النظر في هذا المجال هو أن الخارجية اللبنانية التي بالتأكيد وصل إليها العديد من التقارير التي تتحدث عن تبني واشنطن لنظرية ترك لبنان ينهار أو ” تدمير لبنان”، لم يصدر عنها أي رد فعل؛ علماً أن توفر مثل هذه المعلومات لها، كان يجب أقله أن يدفعها إلى استدعاء سفيرة أميركا في بيروت لاستيضاح مدى صحة هذه المعلومات وعما إذا كانت واشنطن فعلاً تتبنى نظرية تدمير لبنان من خلال تركه ينهار لاعادة بنائه من جديد؟؟..
الأمر الثاني الذي يتوجب التركيز عليه – وهو الأهم – يتم طرحه من قبل لبنانيين يتابعون هذه النظرية الاميركية؛ على شكل سؤال يفيد بأنه لا يزال غير واضح لهم على وجه الدقة ما الذي يقصده الاميركيون من استخدام مصطلح “ترك لبنان ينهار” حتى يبلغ مستوى “تدمير لبنان”؛ فهل المقصود “تدمير مؤسسات البلد” الفاسدة والمنهارة بنيوياً والتي يصعب اصلاحها؛ ليتم لاحقا اعادة بنائها على أسس قابلة للحياة؛ أم المقصود “تدمير الطبقة السياسية” التي من المستحيل بنظر واشنطن تنفيذ الإصلاحات في ظل وجودها(؟؟)؛ أم ان المقصود “تدمير الأثنتين معاً: أي المؤسسات المعطوبة والمنظومة السياسية الفاسدة؟؟..

المصدر:خاص الهديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى