الوزير السابق مروان خير الدين ما نقدمه لمنطقة حاصبيا واجب اخلاقي وإنساني ومن مالنا الخاص… “سليمان فرنجية صديقي ومن الطبيعي أن أكون إلى جانبه”
صدى وادي التيم – لبنانيات /
شكّلت الأزمة الإجتماعية والإقتصادية التي يمر بها لبنان منذ نهاية العام 2019 أعباء كبيرة على المواطن اللبناني، ولا زال الشعب يئن تحت رحمة التدهور الحاصل، بالمقابل تنشط مساعي خيّرة لأصحاب الايادي البيضاء في دعم اللبنانيين في عدة مناطق كي يستطيع هذا الشعب أن يصمد، ولعل أبرز هذه البصمات ما يقدّمه إبن مدينة حاصبيا الوزير السابق الشيخ مروان خير الدين من دعمٍ للمؤسسات والبلديات وأهالي المنطقة وهذه البصمات مشهودٌ لها،
مع التأكيد الدائم على أن كل ما يقدّم هو واجب أخلاقي وإنساني بعيد كل البعد عن اي أهداف شخصية أو غيرها سواء قبل الأزمة ومستمرٌ حتى اليوم.
وكان لموقع “i43news” الإخباري مقابلةٌ مع الوزير السابق مروان خير الدين في جولة أفقٍ تشمل ما يقدم لمنطقة حاصبيا، بالإضافة إلى جولةٍ على ملفاتٍ محليةٍ دقيقة ومن ضمنها ملف رئاسة الجمهورية.
وفي بداية الحوار لا بد من سؤاله فيما يخص ملاحظة الرأي العام أنه بعد انتهاء الانتخابات النيابية ما زال يقدّم المساعدة والمشاريع لأهالي منطقة حاصبيا، ويعطي الأولوية لمستشفى حاصبيا الحكومي،
وما هو الهدف من كل هذه الخطوات؟ كعادته بوضوحٍ وشفافية أشار خير الدين إلى أنه “بعد الإنتخابات النيابية أصبح بعض الأشخاص لديهم الإهتمام بمتابعة ما نقوم به في المنطقة، ونحن فعلياً على مر السنوات لم ننقطع يوماً عن المشاريع الإنمائية وإهتمامات الأهالي، إنما نعمل كما تربّينا في منزل جدنا المرحوم الشيخ أبو إسماعيل سليم خير الدين ونحن لا نجاهر ونقدّم ما إستطعنا تقديمه خدمةً لأهلنا وأبناء منطقتنا بدون أي منّيةٍ أو أي طلبٍ بالمقابل،
وبالتالي بعد الإنتخابات تابع العديد من الأشخاص هذا الدعم ولاحظوا ما نقوم به، وكما قلت سابقاً أثناء جولاتي الإنتخابية أنه في حال الفوز أو الخسارة نحن لن ننقطع عن خدمة المنطقة وأبنائها وهذا أقل واجباتنا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد”.
وتابع، “أما فيما يتعلق بمستشفى حاصبيا الحكومي، أعتبر أن الحاجة اليوم هي للأمور المعيشية والحياتية وإبقاء هذا المستشفى قيد التطوير وعاملاً وخادماً لأبناء المنطقة وهو من الاهداف السامية التي يجب على الجميع أن يعمل لأجلها، من هنا كان دعمنا للمستشفى في الفترة الماضية وسيستمر في المستقبل نظراً لما لهذا الصرح من أهمية في تخفيف الأعباء عن كاهل أهالينا، ونأمل أن يتم تطوير هذا المرفق بالإضافة إلى الخدمات التي يقدمها، ونحن داعمون لفريق العمل بقيادة مديرة المستشفى الدكتورة سماح البيطار وسنستمر بذلك”.
– في ظل الوضع المتأزم في لبنان، هل لديك هواجس بإتجاه أهالي حاصبيا ومستقبل المنطقة، وهل لديك مشاريع تطمح ان تقدمها في المستقبل؟
يحرص خير الدين على رؤيةٍ وطنيةٍ جامعة دون تمييزٍ بين أبناء الوطن الواحد، ولا يخفي خشيته على الشعب اللبناني ككل لأن الأزمة لم تفرق بين مواطن وآخر أو بين منطقة وأخرى، ويشرح قائلاً: “أنا لا أخشى على أهل منطقة حاصبيا بقدر ما أخشى على مستقبل لبنان في ظل التخبط السياسي اللامتناهي بين الأطراف السياسية الذي أنتج خلال الفترة الماضية أكثر من 50% من الوقت فراغاً في رئاسة الجمهورية كما يحصل اليوم أو بحكومات تصريف الاعمال أو بمجلس نواب لا يجتمع لإقرار قوانين ضرورية، من هنا أنا أخشى على الكيان والوطن أكثر بشكل عام،
ويبقى أن منطقة حاصبيا هي منطقة خيّرة وتحت رعاية المشايخ الأجلاء وتتميز بنسيج إجتماعي مساعداً ومسانداً حيث تتضافر الجهود لتأمين الحماية الإجتماعية لكل فرد وعائلة تعيش في المنطقة، والخيّرون كثر والمساعدات تأتي بشكل جيد والإنتاجية موجودة سواء في الزراعة أو قطاعات اخرى وبالتالي لا اخشى على اهل حاصبيا تحديداً إنما خشيتي على مستقبل الشعب اللبناني عامةً في ظل هذا النظام السياسي غير المنتج”. وعلى الرغم من إصرار خير الدين على عدم الإضاءة الإعلامية على ما يقدّم من مشاريع إنمائية، يؤكد جازماً أن “أي مشروع نساهم به إن كان على نطاق الجمعيات أو البلديات أو غيرها، نقوم به خدمةً لأهل المنطقة دون منيّة، فأنا لا اقوم بالخدمة طمعاً بأي شيء، أخدم الجميع سواء كان هناك تقدير أم لا، أقوم بما يمليه علي ضميري ولا استخدم الخدمات كوسيلة لجذب الولاء السياسي او غيره”.
وعن المشاريع المستقبلية التي يطمح بها للمنطقة يجيب خير الدين: “اليوم يمر لبنان بفترة حرجة ونحن نسعى خلالها ان تكون الحياة اللائقة مؤمنة لجميع أبناء المنطقة أي القدرة على الطبابة والإستشفاء وحاجيات المواطن اليومية، وعندما نجتاز هذه المرحلة الصعبة والتي قد تكون من أصعب المراحل التي مرت على لبنان نعمل لمشاريع جديدة كون منطقة حاصبيا فيها الكثير من الميزات عن المناطق الأخرى ويمكن التفكير بعدد كبير من المشاريع سواء كانت زراعية أو سياحية أو غيرها”.
وفي ردٍ على سؤال إن كان لديه إتجاه لإفتتاح مكتب له في حاصبيا بهدف التنسيق والتواصل مع المراجعين، يكشف خير الدين أن “جميع الخدمات التي نقوم بها هي خدمات ذات صفة عامة ولا تستوجب وجود مكتب للمراجعات، وأنا من أحد الاشخاص الذين يفتخرون بإنتمائهم لمنطقة حاصبيا، وليس لدي أي دور سياسي ليكون لدي مكتب، كل ما أقوم به هو للخدمة العامة دون تمييز بين فئة واخرى وبالتالي ليس هناك من توجه لإفتتاح مكتب، أنا من حاصبيا وعائلتي موجودة فيها واقربائي أيضاً موجودين وكل من يريد التواصل يستطيع أن يلتقي بي خلال زياراتي للمنطقة أو عبر التواصل مع أقاربي المعروفين في المنطقة”.
– وحول تساؤل البعض، أن المودعين في بنك الموارد لا يستطيعون استرداد اموالهم كما هو الحال في باقي المصارف اللبنانية، ولكن على رغم ذلك يتم تقديم المشاريع، فما هو مصدر أموال المساعدات التي تقدمها وهل هي من أموال المودعين؟ يرد الوزير خير الدين بكل ثقة على سؤال لا يكاد يفارق أذهان الكثيرين عن مصدر أموال التبرعات والمساعدات قائلاً: “لمَن لا يعلم، ان والدي هاجر من لبنان وأسّس أعمالاً خارج البلد منذ حوالي 50 عاماً، ولنا أعمال في أوروبا وأميركا وغيرها من الدول، وأي “قرش نتبرع به هو من مالنا الخاص وليس لا سمح الله من اي مصدر آخر سواء أموال المودعين أو غيرها”.
ويتابع شارحاً أن “وضع المودعين في بنك الموارد هو تماماً كوضع المودعين في جميع المصارف اللبنانية والسبب واضح حيث توقفت الدولة عن سداد ديونها منذ آذار 2020 حينما أعلن رئيس الحكومة حسان دياب ذلك وقال “سنعلِّق دفع ديون الدولة، والدولة ستباشر في اقرب فرصة بالتفاوض مع دائنيها لكي تتوصل إلى إعادة جدولة تكون مقبولة من الاطراف المعنية”، فحينها توقفت الدولة عن الدفع ولم تفاوض حتى اليوم ولو لمرة واحدة مع أي من دائنيها وعندما تقرّر الدولة التفاوض أعتقد أن الأمور ستصبح أكثر وضوحاً، وأنا من الأشخاص الّذين لم أوفر اي مناسبة وإطلالة إعلامية إلا وطالبت ودافعت عن حقوق المودعين جميعاً ومواقفي واضحة بأن لا يتم تحميل المودع أي خسائر مهما بلغ حجمها وأن تتحملها الدولة ومصرف لبنان والمصارف”.
وبما ان ملف رئاسة الجمهورية من الملفات الساخنة في البلد حالياً، وبعد التطورات التي حصلت في اليومين الماضيين جراء التقارب السعودي الإيراني، يلفت خير الدين إلى أن “أي تقارب بين دول المنطقة هو إيجابي ونأمل أن تكون الإنعكاسات إيجابية على لبنان، إنما اعتقد أن الفراغ الرئاسي الحاصل في لبنان هو نتيجة عناد الأطراف السياسية اللبنانية التي من واجبها أن تجتمع كما دعا رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والبحث في الخيارات والإتفاق لإنتخاب رئيس بأقرب فرصة، لذلك لا اعتقد أن هناك أي مانع من أي دولة لديها حلفاء في لبنان من ان تتم هذه الإنتخابات ولكن على ما يبدو هناك بعض الاطراف في لبنان تعتبر نفسها “إما انا أو الجحيم والدمار” وهذه الأنانية في السياسة اللبنانية والتي لا يعاقِب عليها الناخب اللبناني عبر خياراته، فإذا نظرنا إلى لبنان وأجرينا مقارنة مع باقي الدول العربية التي تطورت فيما بلدنا تراجع بعدما كان يسمّى بسويسرا الشرق”.
ظهورٌ إلى جانب رئيس تيار المردة في أكثر من مناسبة، ما السبب؟
بمتابعة دقيقة، يظهر دائماً خير الدين إلى جانب رئيس تيار المردة سليمان بك فرنجية، فهل يؤيد صديقه إبن زغرتا بترشحه لرئاسة الجمهورية، وهل الطريق سالك امامه للوصول إلى بعبدا؟
يرد خير الدين كاشفاً أن “سليمان بك فرنجية هو من الأشخاص الذين لديهم سمات معروفة أهمها “التسامح والإلتقاء مع الآخر” وبالتالي اعتبر أن سليمان بك هو من الأشخاص الّذين يمكن أن يحدثوا فرقاً في حال وصوله إلى الرئاسة، لأنه أقل ما يمكن أن يفعله هو جمعه للأفرقاء على طاولة حوار ويبحث في مستقبل لبنان، ولديه القدرة أيضاً وهذا أمر أساسي أنه يمكنه فتح مواضيع حساسة قد لا يكون أي شخص آخر لديه القدرة على فعل هذا واعني تحديداً “الإستراتيجية الدفاعية”.
ويضيف، “سليمان بك من أصدقائي الشخصيين منذ ما يقارب 35 سنة وبالتالي من الطبيعي أن أكون إلى جانبه، أما عن وصوله إلى الرئاسة لا يوجد إستحالة بذلك ولكن تم ترشيحه من قبل دولة الرئيس بري ونال دعم الحزب، إنما هو حتى الساعة لم يترشح بعد، ولكن بتقديري خلال الأسابيع القادمة سيقوم بالترشح وسيعلن عن برنامج مفصل”.