هل يقطف قائد الجيش ثمار المصالحة بين المملكة وطهران؟

صدى وادي التيم-أمن وقضاء/

امس اتجهت انظار العالم نحو التطورات الاقليمية المفاجئة، التي اربكت العالم بأسره، تمثلت بالاتفاق السعودي – الايراني الذي جاء بعد مرحلة من علاقة دبلوماسيّة مقطوعة بين اقوى دولتين اقليميتين منذ عام 2016، وكان لدولة الصين الشعبية في هذا التقارب الدور الاكبر، اذ برزت كلاعبة اساسيّة على الساحة الدوليّة، وسط حديث عن خطوات ايجابيّة ستتبعها بعد اشهر قليلة، لا سيما في المنطقة المشتعلة من سوريا الى اليمن والعراق وصولا الى لبنان، ليبقى السؤال: هل سيكون لبنان ضمن الروزنامة الدولية، لوضعه على سكة تسوية وخلق دينامية جديدة لوقف الخضات الاجتماعيّة والهزات السياسيّة؟

مما لا شك فيه، انّه لا يجب استباق الامور او الاستعجال حيال هذه الخطوة المهمة، ويشير المراقبون انّ الانتظار سيّد الموقف راهناً، بمعنى انّ انعكاس المصالحة بشكل ايجابي لن يأتي خلال أسابيع او اشهر، بل سيتطلب وقتا، وبالتالي تبقى ترجمته مرتبطة بمدى تنازل الدولتين، ومدى تطبيقه على دول الجوار. ولكن في الموازاة لا ينكر المراقبون انّه تحول جيّد في المسار الدبلوماسي، قد يفتح أُفقا جديدة في الملف اللبناني، لا سيما في الاستحقاق الرئاسي النائم منذ اكثر من خمسة اشهر.

وامام هذه المستجدات، في اطار رسم التسويات المرتقبة، لربما تنجح المملكة بفرض ملفاتها على الطاولة، خصوصا بعد اعلان الذراع المسلح الابرز لطهران – ايّ الحزب- صراحة ترشيحهُ للوزير السابق سليمان فرنجية، كخيار اساس تماماً كما فعل رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، على الرغم من انّ السعودية ترفض فرنجيّة كخيار رئاسي، لإرتباطه بالحزب، وبالتالي فان أجواء “سليمان بيك الرئاسيّة” ملبدة جدا، لا سيما بعد كلام السفير السعودي وليد البخاري، الذي أكد للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي، اثناء زيارته لبكركي مطلع الاسبوع، أن السعودية ليس لديها شخصية معينة تدعمها للرئاسة لكنها تتحدث عن رئيس انقاذي ليس منغمسا بالفساد السياسي والمالي، وقد علم في هذا الاطار انّ الراعي يلتقي مع المملكة على المواصفات السيادية والاصلاحية بالدرجة الاولى.

مقابل ذلك، ثمة من يعتقد انّه بالتوازي مع التقارب السعودي الايراني، ستكون هناك مبادرة حسن نيّة، قد تلجأ اليها طهران في النزول عن شجرة تمدد نفوذها وفرض اجندتها، ما قد يستدعي تفاهما سريعا على مرشح يرضي المملكة، والذهاب الى خيار التخلي عن مرشحين التحدي الى رئاسة الجمهورية، وعندها يمكن الانتقال الى المرحلة الجديّة بعيداً عن المسرحية الهزلية، وقد تكون مرحلة قائد الجيش جوزاف عون، الذي السعوديّة كما الحزب ليس لديهما ايّ مشكلة معهُ، لكن يفترض ان تعكس هذه الامور طابع التنفيذ لا ان تبقى مجرد أُمنيات.

المصدر:mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!