ما خلفيات هجوم القائد على “الموتورين”؟

صدى وادي التيم – لبنانيات /

بعيدا عن الحملات السياسية الرئاسية، بادر قائد الجيش الى وضع الكرة في الملعب الذي اختاره للمؤسسة العسكرية والبعيد عن حسابات الاطراف والقوى التي تجاهر بسعيها الدائم الى التدخل بشؤون المؤسسة قبل أن يأتي العماد جوزاف عون و”يقص جوانحها”.
هذا البعض الذي عمد الى شن حملة ممنهجة ضد القائد بذريعة “حرصه” على الدستور والقوانين وتسريب الاخبار عن لقاءات وضعها في خانة تحت الطاولة، سرعان ما انقلبت عليه بعد أن وجد نفسه وحيدا في حرب شنها على نفسه، بعدما تبين أن ما قيل أو أشيع لم يؤثر جديا على الرأي العام الذي تمسك بمعادلة الجيش للجميع وقائده أدرى بمصلحته من الجميع.
مشكلة قائد الجيش مع الـ “system” فالرجل ومنذ توليه القيادة العسكرية اصطدم مع القوى الحزبية التي وجدت بقرار منع أي جهة حزبية أو سياسية التدخل في التشكيلات العسكرية، او الدخول في بازار الوساطات في المدرسة الحربية، حربا عليها لانها اعتادت على هذه الامور من قبل، حتى أنها امتعضت من “بازار” رخص السلاح حيث يشتري النائب والوزير مناصريه بتلك الورقة.
لم يُقحم العماد عون نفسه بالسباق الرئاسي، وهو لا زال حتى اليوم يعمل وكأنه سيعود الى بلدته العيشية لتمضية تقاعده بسلام بعيدا عن كل هذا الضجيج غير المستحب الى شخصه، بل عَكَسَ حرصا كبيرا على مصالح عسكرييه في عز الحملة عليه، وقالها في الفم الملآن وأراد أن يسمع من يدير حملات التشويه ضده، بأن لقمة عيش العسكري وعائلته ان في الخدمة أو الذي استشهد، دين عليه طالما أنه على كرسي القيادة وواجبه تأمين الدواء والراتب الشهري حفاظا على الجندي الصامد بوجه الازمات. وبشهادة الاسلاك الأخرى، فإن الجندي اللبناني أفضل حال من زملائه تلك الاسلاك، فهو لا يزال قادرا على دخول المستشفى الخاصة به، وراتبه الشهري مع المساعدات التي يحصل عليها كفيلة بابقائه واقفا بوجه الازمات، بل يُصر على مواجهة العدو على الحدود وجها لوجه، وعلى محاربة تجار المخدرات ويتدخل عند أي منعطف أمني خطير تتعرض له البلاد.

في المؤسسة العسكرية ثمة معنويات قوية تفرضها طبيعة المواجهة التي تخوضها القيادة العسكرية بوجه الازمات، وشكلت درعا واقيا للجنود. من هنا لا يكترث القائد للتصريحات والمواقف التي تُساق ضده، ويتجنب منذ توليه القيادة العسكرية المستنقعات السياسية ووحولها وهدفه الدائم، تحسين الواقع داخل المؤسسة التي عانت في فترات سابقة من اجحاف عاشه هو عندما كان على رأس عمله في فوج المغاوير أو الالوية، وعلى عكس ما يقوله البعض فان العماد عون يُفضل الخروج من المشهد الداخلي اللبناني ببزته العسكرية لا السياسية، ولكن ان فرضت التطورات أو الاحداث وجوده على رأس عمله في خدمة لبنان فلن يتوانى الرجل عن أداء هذه المهمة المشروطة حكما بإطلاق يده لاعادة بناء دولة المؤسسات.

في مجالسهم الخاصة، يؤكد دبلوماسيون عرب وأجانب، أن شخصية قائد الجيش بعيدة عن المدرسة السياسية اللبنانية التي تعشق المناورة، بل يلمس هؤلاء حرصا كبيرا على المؤسسة العسكرية وعملا دؤوبا لدعم المؤسسة في هذه المرحلة وأن يكون الجيش صامدا وقادرا على المواجهة، وفي تقاريرهم يُثني السفراء على أداء جوزاف عون كقائد للجيش اللبناني، وقد لمس أكثر من سياسي لبناني زار عواصم القرار هذا الامر حيث أبدى مسؤولون غربيون احترامهم لأداء القائد في الميدان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!