الإضرابُ مستمرٌّ ووزارةُ التربية تحضّر للامتحاناتِ الرّسميّة…!
صدى وادي التيم – لبنانيات /
لم ينتهِ العام الدّراسيُّ الحاليُّ في لبنان بعد من التداعيات الكارثيّة؛ بسبب تأجيل وتسويف وتأخيرٍ كانت سِمات العام الفائت، ويبدو أنّ هذه الأزمات انتقلت إلى مشهد العام الدّراسي الجديد، ليضعوا الطلّاب والأساتذة أمام هاجس خسارة عامٍ دراسيّ.
مرّ ٨٧ يومًا على إضراب رابطة التّعليم الرّسمي، والدّولة هي الغائب الأكبر عن إيجاد الحلول، والاستمرار ُبالتّسويف بحقوق الأساتذة، وخصوصًا المتعاقدين في التّعليم المهنيّ والتّقنيّ الذين يشكّلون ما نسبته أكثر من ٩٠% من الأساتذة. في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع (مستشار وزير التّربية والتّعليم العالي) ألبير شمعون الذي قال: “الأساتذة يقرّرون الإضراب وليست الوزارة، أمّا بالنسبة للامتحانات الرسميّة فلا تزال قائمةً، ونحن بصدد التّحضير لإجرائها، وبالنّسبة للأُمور اللوجستيّة قُمنا بترتيبها، وفي حال استمرّ الإضراب ستّتخذ الوزارة الإجراء اللّازم، وأمر الإضراب يرتبط بموافقة الأساتذة على الحلول المطروحة، لا سيّما ثمن الخمس ليترات بنزين لكل يوم عملٍ فعلي إضافة إلى بدل الإنتاجية، ولكننا ننتظر قرار وزير الطاقة حول آلية الدّفع ومجلس الوزراء بخصوص بدل الإنتاجيّة، آملًا موافقة الروابط على هذه العطاءات والعُدول عن استمرار الإضراب”.
إن لجنةَ الأساتذة المتعاقدين في التّعليم الرّسمي في لبنان، تُحمّل المسؤوليّة كاملةً للمسؤولين عن التّربية لما آلت إليه الأمور في هذا القطاع، وتُطالبهم بضرورة الإسراع في إيجاد الحلول لإنقاذ العام الدّراسي الحالي، خصوصًا بعد إصدار وزارة التّربية تعميمًا عن بدء قبول طلبات التّرشيح للامتحانات الرّسميّة في الشّهادتين المتّوسطة والثّانويّة. في هذا الصّدد، تحدّث (مدير ثانويّة بدنايل الرّسميّة) الدّكتور بلال سليمان إلى موقعنا الذي قال: “بحسب أوساط الوزارة، هناك امتحانات رسميّة من حيث المبدأ، كما أنّ مجموع أيام الإضراب لا تزال أقل ممّا كانت عليه عندما حصل الإضراب لإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وتمّت الامتحانات الرّسمية آنذاك”.
ورجّح سليمان: “أن تُلغى امتحانات البروفيه لهذه السَّنة فقط، لكنه ليس قرارًا نهائيًّا ولا يمكن الاستناد إليه، وفي حال استمر الإضراب لفترة أطول هناك احتمالات عدّة منها تقليص البرامج أو إتمام الامتحانات بدورة واحدة أو تمديد العام الدراسيّ، وتقليص المدّة بين الدورتين، وذلك من أجل الحفاظ على الامتحانات الرسميّة؛ لأنها ضروريةٌ للتقييم، ولا يُمكن الجزم بإلغاء الامتحانات الرسميّة إلّا إذا استمرّ الإضراب حتى نهاية شهر آذار”.
الأساتذةُ غيرُ متفائلين بما يخصّ الامتحانات الرّسميّة وهُم غير معنييّن بها قبل تحقيق مطالبهم.
وفي حديثٍ خاصّ لموقعنا مع (مدير ثانويّة قب الياس الرّسميّة) الأستاذ فادي حلّاق قال: “لغاية اليوم الامتحانات الرسميّة قائمة، إلّا في حال استمرَّ الإضراب حتى نهاية شهر آذار، حتّى لو أنهت المدارس الخاصّة البرنامج، فلا يُمكن أن تُقيم المدارس الخاصّة امتحاناتها من دون المدارس الرّسميّة التي يبلغ عدد طلابها في الشّهادة المتوسطة والثانوية نحو ٦٦ ألف طالب”.
في كلِّ الأزمات يدفعُ المُواطن الثّمن، ويدفع جيل المُستقبل الثّمن الأكبر، فهل نحنُ أمام نهاية لبنان الذي نعرفه ونهاية ما تميّز به في العِلم والثّقافة؟
المصدر: أماني النجار – خاصّ الأفضل نيوز