سلام الراسي…لئلا تضيع

صدى وادي التيم-أخبار وادي التيم/

سلام الراسي (1911-نيسان 2003) هو أديب لبناني، ولد في قرية إبل السقي من قضاء مرجعيون في محافظة النبطية. ويلقبه أهل الجنوب ب”أبي علي”. والده القس الإنجيلي يواكيم الراسي، مؤسس مدرسة الفنون الأميركية في صيدا أواخر القرن التاسع عشر. يُعدّ من أحد من أعمدة التراث الحكائي وتراث الأمثال والفلكلور وكل ما يخص التجربة الشعبية اللبنانية وتجربة المنطقة اللبنانيّة الريفية الجنوبية بشكل عام. وقد عُرِف سلام الرّاسي بلقب “شيخ الأدب الشّعبي” وتمتاز كتاباته بسلاسة الأسلوب وقدرة المزج ما بين اللغة الفصحى والمحكيّة.كانت مسيرة الباحث الأديب سلام الراسي، رائد الأدب الشعبي في بلاد الشام، خاصة في العقود الستة الأخيرة، مسيرة طويلة وشاقة ومظفرة اسهمت محلياً وعربياً ودولياً في ابراز الأدب الشعبي في بعده الإنساني الواقع، متجلياً في خاطرة رشيقة أو في معلومة طريفة، أو رواية موجزة، أو عبرة يراد منها الموعظة الحسنة أو وخزة للضمير الغافي في ثلاجة، أو شرح ملابسات قصة مثل، أو انتفاضة واعية على السلبيات.
أصدر الأديب سلام الراسي أكثر من عشرين كتاباً في سلسلة الأدب الشعبي، وقد استقبل القراء مؤلفاته استقبالاً طيباً، بل إن شريحة واسعة من القراء أدمنت على قراءة كتبه بشغف واهتمام.
في هذا الكتاب حكايات وطرائف، قصص وأخبار نصائح وأقوال. حِكَم وأمثال، أمضَى سلام الراسي عدة سنوات يحصدها عن ألسنة الناس الذين مات بعضهم وشاخ البعض الآخر منهم، فذبلت في ذاكِرتهم الأحداث والأحاديث، فكان للمؤلف فضل حفظ هذا التراث الشعبي العريق، إذ قام ينفض عنه غبار النسيان ويعيد لقصصه رونقها وجمالها، ولأخباره حلاوتها وطراوتها، جمعها في كتابه هذا لئلا تضيع الذي يدل اسمُه على مضمونه، يُقدّم طائفة من الموروثات بأسلوب قصصي تغلب فيه الطرافة وجمال التعبير والذي يؤلف مع روائعه الأخرى في الزوايا خبايا-حكي قرايا وحكي سرايا-شيح بريح الناس بالناس-حيص بيص روعة تُراثنا الشعبي.وقد أجمع النقاد على اعتبار هذه الكتب من أكثر الكتب التصاقاً بالناس ومن أصدقها تعبيراً عن مشاعرهم ومفاهيمهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!