كمشة حنين إلى روح سامي كلارك بقلم سلام اللحام

 

 

صدى وادي التيم-رأي حر بأقلامكم/

عامٌ على الوداع  ،والحنين  يتّقدُ شوقًا جمرًا  وحبًّا في لوعة الغياب ، ليقودنا  بحرقة وشغف إلى أغنيات شكّلت ذاكرة جيل كامل من اللبنانييّن الذين تأثّروا بظاهرة فنية غنّت الحب الوطن والإنسان في كل مكان ، خاصةً  أولئك الذين كبروا في سبعينيّات وثمانينيّات القرن الماضي.

 

إنّه الفنان العالميّ سامي كلارك ، الذّي شكّل حالة خاصة بين أبناء جيله بصوته الجميل و”لوكه” العصريّ، فاستحال “أيقونة”بين المراهقين الذين كانت تجذبهم الأعمال الغربيّة آنذاك، تاركاً وراءه إرثًا غنائيًا  ضخماً يزيد عن 800 أغنية بلغات عدّة، منها الفرنسيّة الإنجليزية الروسية الإيطالية الألمانية واليونانية، فنجح في مزج اللغة العربيّة مع أخرى ،بأسلوب سلس سهل الممتنع بعيدًا عن التّزلف والتّصنع، قريبًا إلى قلوب النّاس والجمهور الذّي أحبّه ، فردّد معه شارات بعض مسلسلات الكرتون مثل “غريندايزر”، و”جزيرة الكنز”، ليُتوّج ملكًا على قلوب المحبّين في لبنان ودول العالم ، وذلك تكريمًا لمسيرة  فنّية حافلة بالنّجاح  والعطاء والإنسانيّة ،حيث حصد جوائز عالميّة  في بلدان عدّة بينها بلغاريا ألمانيا فرنسا اليونان النمسا وغيرها ….

 

سامي كلارك اليوم يسرقنا الشّوق إلى وجودك بيننا ، نشتاق إلى حواراتك البنّاءة الهادفة المتمسكة بالوطنيّة الحالمة برؤية نهضوية للأجيال القادمة، نشتاق إلى حضورك على المسرح  منفردًا أو برفقة عبدو منذر والأمير الصّغيرحيث شكلتم The Golden Age ، وساهمت في تشجيع ساندرا وسامي جنيور على الغناء وعشق النّغم والموسيقى .

 

نعم نعم آه على هالإيام ، وبئس هذا القدر الذّي أبعدك عنّا ،لكن  الذي يعزينا هو ذاك الصّوت الأوبرالي المطواع الذي لا يزال صداه ساكنًا القلوب والوجدان ، تاركًا بصمة خاصة لاتشبه إلاّ سامي كلارك وفنّه الذي اختمر سنوات طوال في خدمة الإنسانيّة والجمعيات الخيريّة ،مجسّدًا إيمانك بلبنان  عبر الأناشيد الوطنيّة والبرامج الإذاعيّة الهادفة والأغنيات الراقيّة على مرّ السّنين ….

 

نعم هذه كمشة حنين إلى روحك سامي كلارك … فاقبلها منّا عربون وفاء محبة وتقدير .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى