زلزال نهاية البشرية.. خبير روسي يكشف عن قوته ومكانه المحتمل

صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية/

الحسابات العلمية الدقيقة تبيّن أن مقدار الطاقة التي يمكن أن تتسبب في “تمزيق” الأرض، يمكن أن ينتج عن #زلزال يكون أقوى 53 ألف مرة من أعنف زلزال سجلته البشرية في تاريخها!

أثار الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير، والذي دفن تحت أنقاضه 39 ألف ضحية بين البلدين، وأصاب وشرّد مئات الآلاف، أثار موجة عالمية من الذعر والخوف من مصير مشابه قد يضرب أي جزء من الكرة الأرضية. وأصبحت كلمات “زلزال” و”كارثة” و”هزة أرضية” و”مقياس ريختر” و”تسونامي” هي الكلمات الأكثر بحثاً على محركات البحث حول العالم. وبدأ الجميع يفكر في سيناريوهات الدمار المحتملة، وما إذا كان من الممكن حدوث زلزال قد يتسبب بنهاية البشرية، وسط مخاوف وتساؤلات عما إذا كانت قشرة الأرض قد أصيبت بالفعل بتصدعات لا رجعة عنها.

ويعد زلزال فبراير 2023 الذي بلغ 7.8 درجة على مقياس ريختر، واحدا من أقوى الزلازل التي شهدتها الأراضي التركية منذ عام 1939. وقد هز الزلزال بقوة مناطق سورية عديدة، خاصة محافظتي اللاذقية وحلب، موقعاً آلاف القتلى والجرحى. كما شعر بذلك الزلزال كل من قبرص ولبنان وفلسطين ومصر وجورجيا وأرمينيا وأبخازيا.

وعادة ما تحدث الزلازل بالقرب من حدود صفائح الغلاف الصخري والصدوع النشطة. وتعتبر منطقة صدع شمال الأناضول منطقة زلزالية بشكل خاص في تركيا. وهذا الصدع يمتد من إزميت إلى بحيرة فان، الواقعة على الحدود مع إيران وجورجيا وأرمينيا. وجميع مدن تركيا المكتظة بالسكان تقع تقريبا على الحدود الشمالية لصفيحة الأناضول، التي تجاورها الصفائح العربية والإفريقية.

وتحدث الهزات الأرضية في كثير من الأحيان أكثر من تلك التي تصلنا أنباؤها، وتقدر بحوالي 100 ألف في العام! لكن بعضها يتحول إلى زلزال مدمر يشكّل تهديدا لحياة الإنسان والمباني، وهي التي جاءت على خلفية حركات كبيرة لقشرة الأرض على عمق ضحل فيما لا يتعدى عدد الزلازل الملحوظة أكثر من مئة أو أقل في العام.

ويوح البروفيسور نيكولاي شيستاكوف، أستاذ قسم مراقبة وتطوير الموارد الجغرافية بمعهد البوليتكنيك بـ”جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية” الروسية، يوضح كيف تحدث الزلازل بطريقة مبسطة بقوله: “لنتخيل أن الأرض عبارة عن شطيرة تتكون من طبقات مختلفة. الجزء العلوي منها قشرة الأرض، لها سمك صغير حوالي 10 إلى 100 كيلومتر، وهو ضئيل بالنسبة لنصف قطر الأرض، أي ما يعادل 6371 كيلومترا. تنقسم قشرة الأرض إلى صفائح، وهذه الصفائح في حركة مستمرة بالنسبة لبعضها بعضا. هناك عدة أنواع من تفاعل الصفائح. في مكان ما تتصادم وفي مناطق تصادم تلك، تميل الجبال إلى الارتفاع، والمثال الحي على ذلك، جبال الهيمالايا”.

وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام الروسية، يتابع الأكاديمي الروسي شرح سلوك الزلازل قائلا: “في مكان ما تتباعد الصفائح.. وهناك مناطق اندساس، وفيها حين تصطدم الصفائح، تغوص إحداها تحت الأخرى، فتحدث الزلازل هناك طوال الوقت. وتتحرك بعض الصفائح بالتوازي مع بعضها بعضا. تحدث الزلازل على طول حدود الصفائح. بداخل الصفائح إذا حدثت الزلازل فهي غير مهمة ونادرة للغاية. تركيا في منطقة التفاعل المعقد لثلاث صفائح في وقت واحد، هي الإفريقية والأناضول والعربية”.

ويشير إلى أن أعمق زلزال في التاريخ حصل في “عام 2013 في بحر أوخوتسك، قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة كامتشاتكا، على بعد 560 كم غرب بتروبافلوفسك كامتشاتسكي. وكان مركزه على عمق أكثر من 600 كيلومتر”.

خلال يومي الزلازل الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 و7 فبراير، وقع، بحسب المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، أكثر من 540 هزة في منطقة البحر المتوسط.

وقبل أسبوع من ذلك، في 28 يناير، جرى تسجيل زلزال بقوة 5.9 درجة في شمال غرب إيران، على بعد 34 كيلومترا جنوب شرق مدينة خوي الإيرانية.

وبداية هذا العام شهدت بشكل عام رقما قياسيا للزلازل، فقد حصلت هزات ارتدادية بلغت قوتها 4.1 درجة في وسط إيطاليا بالقرب من ساحل البحر الأدرياتيكي، وواحدة قبالة سواحل إندونيسيا بقوة 7.6 وثانية بقوة 4.7 قرب مدينة تيرانا الألبانية. وسُجل أيضا زلزال قبالة سواحل فانواتو بقوة 7 درجات، وكان على عمق أكثر من 27 كيلومترا، ونجمت عنه ظاهرة مدمرة أخرى هي تسونامي.

إلا أن ما يبعث على التفاؤل، أن العلماء توصلوا إلى أن الزلازل الضخمة، وخاصة الزلازل العميقة، تطلق الطاقة بسبب احتكاك ألواح الغلاف الصخري.

وتبعا لحسابات علمية دقيقة تبين أن مقدار الطاقة التي يمكن أن تتسبب في “تمزيق” الأرض، يمكن أن ينتج عن زلزال يكون أقوى 53 ألف مرة من أعنف زلزال سجلته البشرية في تاريخها.

فما هو أقوى زلزال سُجل في تاريخ البشرية؟
*زلزال كامتشاتكا وكان بقوة 9.0 درجة، وكان ذلك في نوفمبر 1952. نتيجة لهذا الزلزال، الذي حدث عند الحدود المتقاربة لصفيحتين في المحيط الهادي، تشكل إثر الزلزال تسونامي ضخم، دمر العديد من المناطق في جزر الكوريل وكامتشاتكا.

زلزال شرق اليابان بقوة 9.1 درجة، حصل في عام 2011 وتسبب في واحدة من أكثر موجات تسونامي تدميرا في تاريخ البشرية، وأودى بحياة 20 ألف شخص.

زلزال في ألاسكا بلغت قوته 9.2 درجة، وقع في ربيع عام 1964. لم تحدث خسائر بشرية لأن المنطقة لم تكن مكتظة بالسكان.

زلزال حصل في المحيط الهندي في عام 2004 بلغت قوته 9.3 درجة، وكان له تأثير مدمر على إندونيسيا. نتيجة تسونامي، لقي حتفه ما يقرب من ربع مليون شخص.

الزلزال التشيلي الكبير في عام 1960، بلغت قوته 9.5 درجة، ولم يكن سببا لأقوى الهزات الارتدادية المدمرة فحسب، بل تسبب أيضا في حدوث تسونامي هائل اجتاح ساحل المحيط الهادي بأكمله تقريبا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!