منفذ الاغتيال قذفه بصاروخ من إحدى أبعد الولايات بأميركا

ملايين يعلمون كيف قتل الأميركيون قاسم سليماني ومن كان معه في موكب من سيارتين قرب مطار بغداد في الواحدة والنصف فجر أمس الجمعة، وأقل منهم بكثير يعلمون أن الصاروخين اللذين استهدفاه، كانا في طائرتين طراز MQ-9A Reaperمن دون طيار، انطلقتا من قاعدة “العديد” البعيدة في قطر 1100 كيلومتر جوي عن المكان الذي مزق أحد الصواريخ سيارته طراز Toyota SAU وجعل أجسام ركابها أشلاء على الطريق.

أما قاتل الجنرال سليماني الحقيقي من لحم ودم، فمعروف فقط لقلة من العسكريين الأميركيين، وتمكن منه، وفقا لما تتصور “العربية.نت” سيناريو القتل، وهو جالس مرتاح على مقعد في قاعدة جوية، بعيدة في أقصى الغرب الجنوبي الأميركي، أكثر من 11700 كيلومتر عن بغداد، هي Creech Air Force Base بولاية نيفادا، وكانت الثانية والنصف بعد ظهر الخميس بتوقيتها، حين عاين صورة للموكب بثتها إليه الطائرتان.

وبدأ المكلف بالقتل يتعامل مع الصورة التلفزيونية إلكترونيا، طبقا لما يتطلبه عمله، وأهمه الضغط على أزار جهاز يبث الأوامر للطائرة من القاعدة، وبها قذف كل سيارة بصاروخ AGM-114 Hellfire الموجه طرازه بالليزر أو الرادار، وأراده بطريقة سهلة تبدو في الفيديو المعروض كمن يتسلى بلعبة Video Game عادية، إلا أن سلاحها هذه المرة صاروخ أنتجوه شبيها بالقلم في 1971 كمضاد أصلا للدروع، ثم طوره حتى أصبح أخطر سلاح للاغتيال الصعب في العالم.

سيرة الصاروخ قصيرة، كطوله البالغ مترا و60 سنتيمترا، فمداه 8000 متر، وهو كماسورة قطرها 18 سنتيمرا فقط، إلا أن ثمنه 117 ألف دولار، وبالإمكان إطلاقه من أي منصة، بحسب ما ألمت به “العربية.نت” من الوارد عنه “أونلاين” وأخطره أنه ينطلق بسرعة 1600 كيلومتر بالساعة من “درون” مسيّرة بلا طيار، تباغت المستهدفين بالقتل وتقذفهم برأس مزود بما زنته 8 كيلوغرامات متفجرات، حارقة ومدمرة معا.

“وأنا عطش لأن أريق دمي”

أما الجالس على مقعد للتعامل مع المسيّرة وأهدافها وما فيها من سلاح، فيربطها راداريا بالمكان المتوجهة إليه لتقوم بتصوير الهدف حين تصل، ثم يتعامل مع ما يراه في الصورة ليحدد الهدف بالليزر أيضا، وفي اللحظة المطلوبة يعطي أمرا لصاروخ منها موجه من جهازه بالليزر أو الرادار، لينهي بهذه السهولة مهمة يمكن أن تكون من أصعب المهمات بالطريقة التقليدية، ومنها القتل بسيارة مفخخة على ما فيه من قتل للأبرياء، وفي الغرافيك المنشور أدناه، وهو من صحيفة “التايمز” البريطانية، شرح لكيف قضى سليماني بطريقة رخيصة ومن أسهل ما يكون.

كان سليماني يعرف أن الولايات المتحدة تسعى وراءه، وفي عهد ترمب بالذات، خصوصا أنه ألقى خطابا في يوليو 2018 من نوع ناري، هدد فيه ترمب وتوعده وأهانه، وقال إن البحر الأحمر “لم يعد آمنا بعد اليوم لتواجد الأميركيين” ونصح ترمب بأخذ العبرة من تجارب أسلافه، وقال إن أدبياته “هي الملاهي ودور القمار، وأن حكومته لا تألو جهدا في ارتكاب أي جريمة (..) وخصه حين قال: “أنت تعلم أن هذه الحرب ستدمر كل ما تمتلكه، أنتم ستبدأونها لكن نهايتها نحن من سيفرضها (..) أتهددنا؟ نحن عشاق الموت، وأنا عطش لأن أريق دمي في هذا المجال (..) أنتم تعرفون قوتنا في المنطقة” وغيرها من عبارات يسهل العثور عليها في خطابه المؤرشف بالإنترنت.

العربية نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!