لايزال المذياع شغفي الأوّل…بقلم سلام اللحام
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم /
على الرغم من مرور مئة عام وأكثر على أوّل بثّ إذاعي ، إلّا أنّ الراديو لا يزال محتفظًا بمكانته وأهميّته و دوره كوسيلة إعلاميّة موثوق بها ، رغم انتشار السوشيال ميديا و القنوات المفتوحة في العالم.. فقد حافظت الإذاعة على رسالتها السّامية في متابعة الأحداث ونقل الوقائع في زمن السّلم وفي وقت الشّدائد . إنّها رفيقة صباحاتنا الأولى وجليستنا في أماكن عملنا وبيوتنا ومكاتبنا ، وعلى الطّرقات وفي السّيارات ، رغم وجود بثّ مباشر للميديا في الهواتف المحمولة و الذّكية في جميع دول العالم ،إلا أنّ البث الإذاعي المباشر أو المُسجّل له مكانته الخاصّة في قلوب المستمعين الذين يشاهدون الأحداث عبر الصوت والمعلومة لحظة بلحظة.
البثّ الاذاعيّ ليس له حدود فهو يتخطّى البحار و المحيطات و الجبال و ينتشر في كل مكان ، تتابعه كل الأجيال كبارًا وصغارًا لتنوّع البرامج الإخباريّة العلميّة الأدبيّة الثّقافية الدّينية الوثائقيّة الرّياضية والتّرفيهيّة . فالجميع يجد ميوله و هواياته وأنشطته من خلال البثّ الإذاعيّ والتّواصل المباشر مع مذيع أو مذيعة الفترة ،وما يرافق ذلك من معلومات وأخبارومداخلات لأهل الإختصاص أو المستمعين بالإضافة إلى تعابير وألفاظ و لكنات مختلفة ممزوجة بأفكارنا وثقافتنا بطرق متنوّعة فيها مزيج من الخلطة السّحرية لمكنونات ذواتنا من حبّ وصدق ، ضحك وحزن ،فرح وألم ….
نعم يا سادة ،إنّ المذياع هو شغفي الأوّل ،حيث تعرّفت من خلاله على ذاتي أولاً ، وعلى وجوه وشخصيات من مختلف المجالات قابلتها في حياتي المهنيّة ، ولا يزال أرشيف ذاكرتي محتفظًا بها ،موثّقًا حوارات ومواقف حقيقيّة صادقة عبر الأثير، ما برح صداها نغمات في البال .