لم يظهر منذ 50 ألف عام…سكان الأرض على موعد مع “المذنب الأخضر”
صدى وادي التيم – من الصحافة العالمية /
سيكون كوكب الأرض على موعد مع حدث فلكي لم يحصل منذ 50 ألف سنة، وقد يكون الأخير الذي يمكن أن يتابعه السكان الحاليون للأرض، وفق ما ذكره تقرير لـ صحيفة “Washington Post” الأمريكية، سلط الضوء على عودة ظهور “المذنب الأخضر”.
حسب تقرير الصحيفة، الذي نُشر السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023، فقد اكتشف العلماء مذنباً خلال مارس/آذار من العام الماضي، وتقدر ناسا أن السكان سيتمكنون من رؤيته في بداية فبراير/شباط المقبل.
رؤية “المذنب الأخضر” من الأرض
كما أوضحت الصحيفة أن أحدث مرة يمر “المذنب الأخضر” بمكان يمكن رؤيته من الأرض تعود إلى ما قبل 50 ألف عام، عندما كانت الصحراء الكبرى رطبة وخصبة، وكان العصر الحجري في إفريقيا ببدايته، واخترعت أول إبرة خياطة في العالم.
حسب ناسا، عاد المذنب الذي نُسي منذ فترة طويلة إلى سماء الأرض ليلاً، ووفق واشنطن بوست لن يكون من السهل إلقاء نظرة عليه، ولكن بالنظر إلى أنها اللقطة الأخيرة (والأولى لجميع سكان الأرض الحاليين)، لذلك فإن الأمر يستحق المحاولة.
يشير الخبراء إلى أن 1 أو 2 فبراير/شباط، هو الوقت الذي سيمر خلاله المذنب بأقرب ممر له من الأرض، لذلك هو الوقت الأنسب لاستخدام منظار أو تلسكوب لمشاهدة المذنب.
تعتبر المذنبات أجساماً كبيرة مكونة من غبار وجليد، وتدور حول الشمس في مسارات بيضاوية، وتتسارع مع اقترابها من الحضيض الشمسي (وهو أقرب ممر لجسم إلى الشمس)، وتتباطأ نسبياً عندما تنحسر إلى أبعد الحدود الخارجية للنظام الشمسي.
لكل مذنب وقت يستغرقه لإكمال مدار وبدء دورة جديدة. وتمر المذنبات قصيرة المدى مرة كل 200 عام أو أقل. وتستغرق المذنبات “طويلة المدى” الأخرى ما يصل إلى 250 ألف سنة، لإعادة الوصول إلى مركز النظام الشمسي، حسب واشنطن بوست.
اكتشف المذنب الأخضر (C / 2022 E3 ZTF) من قبل اثنين من علماء الفلك، في 2 مارس/آذار 2022، حسب ناسا، وكانوا يستخدمون تكنولوجيا دقيقة جداً في مرصد بالومار في سلسلة جبال بالومار بكاليفورنيا.
في تلك المرحلة، كان باهتاً للغاية بحيث لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، أو حتى باستخدام التلسكوبات العادية. وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني، سطع فأصبح مرئياً، لدرجة معينة، للمناظير عالية الجودة من المناطق المظلمة. وقدر أنه لم يكن مرئياً للأرض منذ نحو 50 ألف سنة.
كيف يظهر من الأرض؟
يظهر المذنب باللون الأخضر، وحسب “واشنطن بوست”، يُعتقد أن الكربون ثنائي الذرة موجود في رأس المذنب. وفي مراحل معينة يصدر فوتونات (حزم من الضوء) بأطوال موجية نراها خضراء.
بينما نشر المصور بيتر فوريستر، على تويتر، صورة للمذنب من وسط فيرجينيا، صباح 21 يناير/كانون الثاني 2023، قائلاً “تزداد فرص رؤية (المذنب) بالعين المجردة بشكل كبير خلال الأسبوع المقبل”.
فيما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، في 7 يناير/كانون الثاني، أن “المذنب الأخضر” ظهر هذا الأسبوع بالقرب من الشمس، إذ إنها المرة الأولى منذ 50 ألف عام، وسيكون في الإمكان رؤية هذا المذنب المكتشف حديثاً بالعين المجردة، في نهاية يناير/كانون الثاني الجاري”.
كما رُصد المذنب الأخضر لدى مروره في مدار كوكب المشتري، وهو يتجه حالياً نحو الشمس، وسيصل إلى أقرب نقطة له منها في 12 يناير/كانون الثاني، وفقاً لحسابات علماء الفلك، حسب تقرير فرانس برس حينها.
حيث قال نيكولاس بيفر، من مرصد “باريس-بي إس إل”، لوكالة فرانس برس، إن الجسم السماوي سيكون بعد ذلك على مسافة من الشمس أبعد بنحو 10% من المسافة التي تفصل كوكب الأرض عنها (نحو 150 مليون كيلومتر).
عندما يقترب مذنب من الشمس، يتصعد الجليد الموجود في نواته، أي يتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية، ويترك أثراً طويلاً من الغبار يعكس ضوء الشمس. وهذا الغبار الذي يبدو أشبه بالشعر اللامع هو ما سيكون في الإمكان رؤيته من الأرض كلما اقتربت مسافة المذنب.