إطلاق حملة “فكوا الساعة” لن ندفع 300 الف ليرة رسم ساعة لكهرباء مقطوعة!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
ستبدأ كهرباء لبنان قريباً (بداية شباط) جباية فواتير الكهرباء وفق التعرفة الجديدة.
التعرفة الجديدة تضمنت 4,3 دولار بدل تأهيل، ورسم 21 سنت عن كل أمبير، على أن تحتسيب وفق سعر منصة صيرفة، التي ارتفعت منذ إقرار التعرفة حتى اليوم، من 26 الف إلى 38 الف ليرة للدولار.
وسيكون سعر الكيلوواط/ساعة 10 سنت لأول مئة كيلوواط ثم يصبح 27 سنتاً لكل كيلوواط/ ساعة من الاستهلاك الإضافي، هذا في حال دفعت الدولة ثمن الفيول العراقي، المقدر بنحو 460 مليون دولار، وسددت فواتير الإدارات الرسمية والمخيمات والإنارة العامة، المقدرة بنحو 200 مليون دولار ، وفي حال عدم التزام الدولة بالدفع، فستكون عندها كلفة الكيلوواط/ساعة على المواطن 37 سنتاً.
لقد ألغت شركة الكهرباء ساعات ما دون 10 أمبير، وهذا يعني أن المواطن اللبناني سيدفع الآن حوالي 300 الف ليرة رسم شهري (ساعة+بدل تأهيل) اعتباراً من مطلع العام الحالي، رغم انقطاع الكهرباء وتوقف المعامل عن العمل، أو التغذية بحوالي ساعة يومياً، وغالباً بعد منتصف الليل، في معظم المناطق اللبنانية، (يعني متل السحر الأسود ما حدا بشوفها)
وفق تقديرات شركة الكهرباء والفواتير السابقة، فإن استهلاك المنزل العادي، يتراوح بين 300 إلى 500 كيلوواط شهرياً، أي بمعدل وسطي 400 كيلوواط، هذا في حالة الاقتصاد، وتغذية بحدود 12 إلى 16 ساعة يومياً، وسيزيد الاستهلاك طبعاً في حال تأمين الكهرباء 24/24.
من المرجّح أن الدولة لن تدفع ثمن الفيول العراقي، والبواخر اليوم تنتظر في عرض البحر، وتسجل غرامات على لبنان، بقيمة 18 الف دولار يومياً، فيما المناكفات السياسية (الميقاتية الباسيلية) مستمرة حول كيفية إعطاء كهرباء لبنان سلفة خزينة لدفع ثمن الفيول وتفريغ البواخر.
وهذا يعني أن التسعيرة التي ستُعتمد، ستكون على الأرجح 37 سنتاً وليست 27 سنتاً.
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن المواطن سيدفع الآن رسوماً، دون أن يحصل على الكهرباء.
أما عندما يتم تأمين 8 إلى 10 ساعات تغذية، فإن الفاتورة الشهرية ستتراوح بين 80 إلى 140 دولار شهرياً لكل منزل، أي ما يعادل 3 إلى 5 ملايين ليرة شهرياً، وفق السعر الحالي لمنصة صيرفة البالغ (38 الف ليرة) والذي قد يرتفع في الأسابيع أو ربما الأيام القادمة.
بعد إقرار المساعدة الاجتماعية وتحديد الحد الدنى لها بخمسة ملايين ليرة، أصبحت رواتب الفئتين الخامسة والرابعة تتراوح بين 5 إلى 6 ملايين ليرة (خاصة المتقاعدين فهم لا يتقاضون بدل نقل أو حضور يومي)
وإن عدد هؤلاء يزيد على 60% من الموظفين. أما رواتب الفئة الثالثة، فتتراوح بين 7 و 11 مليون ليرة، وهم يشكلون 20% من الموظفين تقريباً.
باختصار شديد فإن رواتب الموظفين لن تكون كافية سوى لسداد فاتورة الكهرباء، التي يمكن تصنيفها كأغلى فاتورة كهرباء في العالم، وإذا أضفنا إليها فاتورة المولدات الخاصة والهاتف، فعلى الموظف أن يبقى دون طعام وشراب، ويعمل فقط لتسديد فواتير الكهرباء والماء والهاتف والإنترنت وغيرها.
اطلق المواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي، حملة “فكوا الساعة” ولن ندفع رسم لكهرباء مقطوعة. صحيح نحن ندفع فاتورة مليوني ليرة أو أكثر للمولد، لكن هو يعطينا الكهرباء في الوقت التي نحتاجه، أي قبل منتصف الليل.
والحقيقة ربما من الأفضل أن تبقى الكهرباء مقطوعة، لأن في حال بدأ تطبيق الجباية، وفق التعرفة الجديدة، دون تصحيح رواتب الموظفين، فإن كارثة الكهرباء المدمرة ستكون بانتظارهم.
المصدر:”اكرم كمال سريوي “