أكثر من 3 مليون دولار كلفة اصلاح الطائرتين…امن المطار في مهب “العشوائي”
صدى وادي التيم-لبنانيات/
ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة، يصيب رصاص الجهل والتخلف ”الاحتفالي” مطار بيروت بطائراته ومدارجه و”على شعرة” المسافرين عبره من لبنانيين واجانب، واضعا امنه وسلامتهم على محك “طيش مطلقيه” عن عمد او من غير قصد، لا فرق ما دامت النتيجة واحدة، وسط عجز السلطات المتعاقبة عن ردع امثال هؤلاء ووضع حد لممارسات بعض المستفيدين من فائض قوة الدويلة في ما تبقى من دولة لبنان، ان عبر عدم تنفيذ وعودهم بمعاقبة مطلقي النار او باتخاذ قرار طال انتظاره بتشغيل سائر المطارات الموجودة في لبنان وتحرير بوابة لبنان من قبضة “الزعران”.
الوضع ما عاد يحتمل و”مش كل مرة بتسلم الجرة”، تقول مصادر سياسية لـ”المركزية” . الحوادث نفسها تتكرر وتتطور. ليلة رأس السنة اصاب الرصاص الذي اطلق بغزارة في المنطقة المحيطة بالمطار، طائرتين تابعتين لطيران الشرق الاوسط من طراز T7-ME9 و T7-ME2 تم سحبهما الى حظيرة الطائرات تمهيدا لاصلاحهما ، وتوازيا وأثناء خروج مواطن من مطار بيروت في منتصف الليل، سقط عيار ناري طائش واستقر في هاتفه الخلوي. وقد نجا المواطن الذي كان يجر عربة حقائبه بعناية آلهية. وقبل ذلك بنحو شهر اصابت رصاصة طائرة عائدة من الاردن، على متنها نائبة في البرلمان اللبناني، أثناء هبوطها في المطار دون تسجيل اصابات.
نحو 7 الى 8 طائرات تتعرض سنويا للرصاص الطائش، من دون ان تنفع المناشدات المتكررة من رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت ومديرعام الطيران المدني فادي الحسن والمواطنين الذين باتت حياتهم عرضة للخطر، بوجوب ارساء معالجات جذرية من جانب الوزارات المختصة والاجهزة المعنية ومعاقبة مطلقي النار وفق ما يقتضي الفعل من قصاص ليكونوا عبرة لغيرهم. الا ان المسؤولين الغائبين عن السمع و”الوعي” في دولة المناكفات وجمهورية الاحقاد المتلهين عن الاساسيات بالسجالات وتبادل الاتهامات، يكتفون بالمواقف الطنانة الرنانة ولا يقدمون على اي فعل يبعد شبح الموت عن مطار بيروت ومسافريه.
قبل نحو ثلاثة اسابيع ،جال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي في المطار بمرافقه قائد جهاز أمن المطار العميد نبيل عبدالله وكبار الضباط في جهاز أمن المطار وقوى الأمن الداخلي والأمن العام في المطار، واطلع على الاجراءات والتدابير المتخذة من الاجهزة العسكرية والمدنية وعقد مؤتمرا صحافيا، اعلن فيه انه ناقش “مع جهاز امن المطار بعض الخروقات الأمنية التي سجلت في الفترة السابقة حول المطار والمواضيع التي تهدد سلامة الطيران كإطلاق النار العشوائي او الرصاص الطائش في أماكن محيطة بالمطار، ويجب وضع حد له وهذا ما سيحصل، فوزارة الداخلية وجهاز امن المطار والمختصون يعملون لإيجاد حل إذ من غير المعقول ان يشهد محيط المطار الرصاص الطائش”. وطمأن المسافرين الى سلامة قدومهم الى لبنان”. الا ان الواقع خالف وعود الوزير الذي تقضي اقل واجباته نشر عناصر امنية في المنطقة المحيطة بالمطار لمنع تعريضه للخطر، اذ لولا العناية الالهية لسقط عدد من المسافرين “المُطَمأنين” بين قتيل وجريح، لا سمح الله، ذلك ان الرصاص اصاب طائرة خلال هبوطها وهاتف مواطن يبعد عن جسده بضعة سنتمرات.
تؤكد المصادر ان المنطقة المحيطة بمطار بيروت بوابة لبنان ودرّة الشرق كما اسماه الوزير المولوي، لا بدّ ان تصبح منزوعة السلاح، واذا تعذر، في ظل فقدان الدولة قدرتها على ردع جماعة الدويلة، تقديم واحد على الاقل من مطلقي النار الى العدالة ومحاكمته ليرتدع الاخرون. هذا عدا عن الخطر الذي تسببه الطيور المنتشرة في المحلة بسبب جبل نفايات الكوستا برافا، وهو خطر لا يقل اهمية عن رصاصات الطيش، وصولا الى التسبب بسقوط طائرات.
وبعيدا من الخطر الجسدي، تكشف المصادر لـ”المركزية” ان كلفة اصلاح طائرة واحدة جراء اصابتها برصاصة تفوق المليون ونصف مليون دولار ، كون الامر لا يقتصر على ”ترقيعة” انما يستوجب ارسال فريق مهندسين من الشركة الام للاشراف على عملية اصلاحها خشية حصول اعطال لاحقا.
بوابة لبنان بحاجة ماسة الى صيانة امنية سريعة قبل وقوع المحظور، والا فإن اي حادثة قد يتعرض لها ركاب طائرة او مسافر في المطار، ستخلف تداعيات وخيمة والندم لن يجدي آنذاك…فتحركوا.
المصدر: “المركزية”