الشيخ الصايغ: طائفتنا ضعفت ومهددة بالتفكك والتحلل
صدى وادي التيم – لبنانيات/
امام حشد من رجال الدين الدروز من مناطق الشوف وعاليه والمتن وراشيا وحاصبيا أمَّ دارته قبل ظهر اليوم في بلدة شارون. توجه المرجع الروحي الشيخ ابو يوسف امين الصايغ بكلمة الى طائفة الموحدين الدروز في لبنان جاء فيها:
بعد بسم الله الرحمن الرحيم
على أثر التطورات التي تشهدها طائفة الموحدين الدروز في لبنان نتيجة المسِّ بجوهر العمامة المكولسة.
اللَّهم أنت المأمول بكل خير، والمرجو منك قضاء كل حاجة، والمطلوب من فضلك الواسع كل عفوٍ ورحمة. وأنت تَعلَم وتُخبِر عن كوامن أسرار ضمائر خلقك، وأنت على كل شيءٍ قدير.
المشايخ الأجلاء، إخواني الموحدين
لقد آثرت أن يكون اليوم لي حديثٌ معكم، وذلك عن اعتقادٍ بأن الذي نحتاج إليه اليوم هو حديث القلب للقلب. وهو حديث لا بد أن يكون مفتوحًا وصريحا.
وقبل أن أبدأ هذا الحديث، اسمحوا لي – أيها الإخوة – أن أسجِّل تقديري وامتناني ما حييت، لما بَدَرَ منكم من نُصرةٍ للحقِّ وإعزازٌ لأمرِ الِّدين. حمَّلتمُ القلب ما لا يحمل البدن.. والقلب يحمل لكم محبَّة في الله، وإن قصَّر عن القيام بواجبكم البدن.
ونزولًا عند خاطركم الذي عَدَلْتُ لأجله عن قرارٍ كُنت قد اتخذته بالعودة عن ارتداء العمامة المكولسة، على أثر المسِّ بروحية هذا التاج. وأي شيءٍ يَصلُح للحياة بعد نزع روحه؟!.
ولذا آثرت العودة عن إرتداء العمامة المكولسة. لكن المشايخ والإخوان وأنتم في طليعتهم طالبوني بالعودة عن القرار، ولم يكن أمامي غير أن أطيع نداء إخوان الصفا.
إخواني الموحدين
رحم الله الماضي، وأعاذَنا من الحاضر، وأجارنا من المستقبل. من الحقِّ والواجب، ونحن أمام ما يجري في العالم من تغيُّراتٍ، أن نبحث عن ملامح القابل من أيامنا، وأن نسأل ونراجع أنفسنا؛ على أيِّ نحوٍ نريد أن نكون؟!.
ومِن الأمور التي ينبغي أن نُدرِكَها وأن نعي دلالاتها وعيًا عميقًا، أنه ليس بمقدور أي مجتمع أن يقوم إذا مَزَجَ السياسة بالدين.
أيها الإخوة
إننا نواجه خطرًا لم يسبق لنا أن واجهناه من قبل. فطائفة الموحدين الدروز ضَعُفت، وتحولت لطائفة مهددة بالتفكك والتحلل.
والتفكك والتحلل هما نتيجة الفروقات الاجتماعية. ألا يحقُّ لنا أن نسأل أين المؤسسات التي من شأنها التقليل من هذه الفروقات؟!. وإلى متى غياب الذِّمة في إدارة الأوقاف؟!.
التفكك والتحلل هما أيضًا نتيجة اختراق الصف الدِّيني للأسف. فالذين لا يتَّقون عن إخوانهم وأبناء طائفتهم مصائب التفرقة التي تُرهِقُهُم، هم الذين لا يملكون وعيًا سياسيًا ولا خُلُقِيًا.. ولا يخشون الله. إنني كموحد درزي، متألم للعبث العقلي والخُلُقي.. حيثُ لن يبقى لنا ما نقهر به الشرور والنزوات.
أيها الاخوةُ
طيبوا نفوسكم وارفعوا رؤوسكم، نحن وإياكم في إنتظار القادم.
لن يكون انطلاقا نحو المستقبل، إلّا بمعيار نطاوله، هو سماء القيم التي تُهدينا، كُلَّما أُريدَ لنا التيه.