كلّ عيدٍ وأنتَ فقير أيُّها اللُّبنانيّ .. بقلم سلام اللحام
صدى وادي التيم – راي حر باقلامكم /
هل ستطرق البهجة أبواب لبنان هذا العام، أم ستغيب أجواء الزّينة عن الطرقات والسّاحات والبيوت ، حيث خرجت المدن اللبنانية من لعبة “أعظم شجرة” والمنافسة على “أجمل زينة”، في وقت انعكست الأزمة الاقتصاديّة والاختناق الماليّ على سلوكيات المواطن اللبنانيّ الذي اعتاد على الاحتفالات المفرحة في الأعياد المجيدة والمناسبات السّعيدة . فهل ستتمكن العائلات من شراء زينة الميلاد، حيث تأثّرت عميقاً بالوضع المزري والارتفاع الجنوني للأسعار دون حسيب أو رقيب ، مع استغناء كُثُرعن المظاهر الفاخرة ، فيما يصرّ آخرون على تزيين صالونات المنازل من أجل الأطفال الصّغار والأحفاد.
صحيحٌ أنّ مصادر الفرح تتعدّد في الميلاد، ولا تقتصر على الزّينة بل تتجاوزها إلى تبادل الهدايا ، حيث يستشعر الأهالي الحرج بين رغبتهم في شراء الأغراض التي يتوق الأولاد لاقتنائها وعجزهم عن الوفاء بوعودهم ، في وقت خرجت الأسعار عن السّيطرة من مجوهرات، عطور، ملابس فاخرة، وأغراض شخصية ، وأصبح المواطن اللبنانيّ عاجزًا عن شراء أبسط حاجياته ومستلزمات الحياة اليوميّة مقارنة ً بين الوضع الراهن وسنين العزّ التي مضت على لبنان ، ففي السّابق كانت التحضيرات تبدأ قبل شهر من موسم الأعياد وكانت الفرحة والزّينة تملأ الأجواء ترافقها أغاني وتراتيل العيد الّتي تُبهج القلوب ، أمّا الآن فأصبح كلّ شيء مؤجلاً ومعلّقًا بسبب الظروف الصّعبة الّتي نعيشها.
ومع اتّساع رقعة الفقر في لبنان على وقع أزماته السّياسيّة والاقتصاديّة وانعدام خطط التّنمية في بلد يبلغ دين الدّولة فيه 73 مليار دولار ، أظهرت دراسة للأمم المتّحدة بعنوان “الحاجات ذات الأولويّة” أنّ عدد الّلبنانيين تحت خط الفقر بلغ 1،5مليون فيما عدد اللّبنانيين فوق خط الفقريبلغ 2،5 مليون نسمة . وبيّنت الدّراسة إزدياد نسبة أعداد الفقراء في لبنان بنسبة 61 في المئة منذ العام 2011 لغاية العام الماضي ، وأنّ 28,55 في المئة من سكان لبنان يعيشون بأقل من أربعة دولارات يوميًّا. هذا وأشار البنك الدولي بوضوح الى أنّ هناك 40% من الّلبنانيين هم تحت خط الفقر، ويتوقع أن ينحدر حوالي 170 ألف مواطن لبناني لما دون خط الفقر، محذراً من تفاقم الأزمة المعيشيّة في لبنان.
فهل سننشد مع كل عائلة فقيرة وكلّ معوز ومتشرّد : كلّ عيد وأنت فقير أيّها الُّلبنانيّ!
سلام اللحام