ماذا تعني عودة نتنياهو لرئاسة وزراء اسرائيل؟
صدى وادي التيم-من الصحافة العالمية/
يستعد بنيامين نتنياهو لإحياء مسيرته السياسية والقيام بعودة مثيرة كرئيس لوزراء إسرائيل. لقد أظهرت نتائج الانتخابات الجزئية، الأربعاء، أن كتلة زعيم حزب الليكود سوف تفوز بأكثرية مريحة من 65 مقعدًا في البرلمان (الكنيست) المؤلف من 120 مقعدًا.
حصل نتنياهو، بعد أن تم تهميشه من قبل الكثيرين في التيار السياسي السائد في البلاد، على شريان حياة من خلال صعود حزب من أقصى اليمين، يمكن القول إن بعض قادته متطرفون.
هل يمكن لنتنياهو أن ينجح في العودة؟
من خلال النتائج الفعلية، فإن نتنياهو هو بلا شك رئيس وزراء إسرائيل المقبل. لقد قام بمفرده بإخراج قاعدته يوم الانتخابات بنسب أعلى مما رأينا في الجولات السابقة، ورغم أن العديد منهم صوتوا في النهاية لحلفائه من اليمين وليس لحزب الليكود، إلا أنه صنع الفارق وتمكن من كسر جمود السنوات الأربع الماضية. إذا كانت الأرقام التي نراها صحيحة، فسيكون لنتنياهو ائتلاف حاكم بين 62 و65 مقعدًا.
من غير المرجح أن يتراجع نتنياهو عن وعده المركزي في حملته الانتخابية بضم جميع أعضاء كتلته إلى حكومته، بما فيهم بن غفير وشريكه في الحزب الصهيوني الديني بتسلئيل سموتريتش.
بحيث يضمن تأييداً يحافظ على الاستقرار الاجتماعي إزاء أيّ خطوات سيُقدم عليها في الداخل. إذ لا تزال الفوارق بين المعسكرَين متقاربة، لكن طبيعة القانون وسوء الإدارة من قِبَل خصوم اليمين، هما اللذان سمحا بهذا التقدّم الملحوظ للأخير، والذي سيؤدي بدوره إلى تعميق حالة التوتّر داخل المجتمع.
لا تؤشّر الأرقام التي أظهرتْها نتائج الانتخابات، إلى أن معسكر نتنياهو أصبح يتوافر لديه غطاء شعبي تامّ بحيث يضمن تأييداً يحافظ على الاستقرار الاجتماعي إزاء أيّ خطوات سيُقدم عليها في الداخل. إذ لا تزال الفوارق بين المعسكرَين متقاربة، لكن طبيعة القانون وسوء الإدارة من قِبَل خصوم اليمين، هما اللذان سمحا بهذا التقدّم الملحوظ للأخير، والذي سيؤدي بدوره إلى تعميق حالة التوتّر داخل المجتمع.
وتُضاف إلى هذَين العاملَين، حملة التحريض المنظومة والمدروسة التي شنّها نتنياهو من أجل رفع مستوى المشاركة الشعبية، بهدف كسْر حالة التوازن التي كانت أدّت إلى شلل حكومي وسياسي مستديم خلال السنوات الأخيرة. ومن الواضح أنه نجح في ذلك بشكل ملحوظ، حيث بلغت نسبة المشاركة 71.3%، وهو الرقم الأعلى منذ انتخابات العام 2015. ما تَقدّم لا يقدح في حقيقة أن معسكر اليمين سيهيمن على «الكنيست»، مثلما هيمن على «الكنيست» المنصرف، وعلى الندوة البرلمانية طوال السنوات التي شهدت فيها إسرائيل حالة شلل حكومي، وقبل ذلك أيضاً في هذا السياق،
ان من أبرز إنجازات نتنياهو، على سبيل المثال، خلال فترة ولايته الأخيرة، أي عندما أصبح رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ البلاد، الاتفاق القوي الذي صاغه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وطور القادة الروس والإسرائيليون تفاهمًا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل سوريا، حيث بقيت قوات الكرملين بعيدة عندما شنت إسرائيل ضربات جوية على مواقع إيرانية في عمق الأراضي السورية. وبينما نشرت روسيا أنظمة أسلحة متطورة مضادة للطائرات في سوريا لإحباط هجمات الولايات المتحدة وحلفائها، لم يتم توجيهها أبدًا ضد الطائرات الحربية الإسرائيلية، حتى عندما كانت تعمل بالقرب من القواعد الروسية في البلاد. كان نتنياهو فخورًا جدًا بعلاقته مع بوتين لدرجة أن صور الزعيمين ظهرت على اللوحات الإعلانية خلال حملة الانتخابات الإسرائيلية لعام 2019. لكن تفاهم نتنياهو مع بوتين جاء قبل قرار الزعيم الروسي بغزو أوكرانيا في شباط، والذي حدث بعد ترك نتنياهو منصبه. ومع ذلك، قد يعتقد نتنياهو جيدًا أنه يمكن أن يظهر كلاعب رئيسي في إنهاء الصراع إذا كان قادرًا على تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بمجرد معرفة النتائج النهائية للاقتراع الأسبوع المقبل”.
المصدر:الهديل