مهندسان لبنانيان يبتكران تطبيق المحامي.. ويحميان خصوصيّته

جنى الدهيبي
هذا التطبيق سيكون أول مشروع يمكنن عمل المحامي (الأرشيف: ريشار سمور)

هل أنتَ محامٍ تعاني من فوضى تنظيم الملفات ويُهدر منك الوقت؟ لا تيأس، فالحلُّ أصبح متاحاً، مع “مفكرة المحامي”، أول تطبيقٍ إلكتروني في لبنان، يعطيك فرصة تنظيم أعمالك، بدقّةٍ وسرعةٍ قياسيتين.

“مفكرة المحامي”، ليست تطبيقاً عادياً تُخزّن فيه معلوماتك. إنّما يقدم لك المعلومة، أيّ معلومة قانونية تطلبها، قد يكلّف البحث عنها في الكتب والدفاتر والملفات أيّاماً طويلة، إلى جانب تنظيم عملك. هذا التطبيق، نفذه مهندس البرمجيات محمود داغر البالغ 30 عاماً، وشريكته مهندسة البرمجيات ياسمين علي البالغة 25 عاماً، وهما يعملان معاً على مشروع تصميم برامج إلكترونية أونلاين لاحقاً، وتسجيله في الدولة. فكيف يعمل تطبيق “مفكرة المحامي”؟

يسمح التطبيق للمحامي أن يعرف ما يحدث داخل مكتبه، وما لديه من مهمات ومراجعات وجلسات، للاطلاع عليها عبر إشعارات تصل إليه. فـ”بدل هدر الوقت، بإمكان المحامي من خلال التطبيق إنجاز أعمال عدّة في وقتٍ واحد. وهي تخبره بكل شيء، من خلال كلمات قانونية خاصة مرتبطة بالمحامي نفسه صاحب التطبيق”.

في هذه المفكرة، يوجد طريقة للحصول على كلّ المعلومات القانونية بطريقة سهلة وسريعة. يعني ذلك، “إن كنت محاميّاً، وتريد أن تكوّن ملفاً لقضيةٍ ما، أو دراسة ما، بإمكانك الحصول على المعلومات القانونية والأحكام التي تسّهل عملية تكوين ملف مكتمل لا تشوبه شائبة، من دون أيّ تعقيد”.

لكن، كيف أطلقت مفكرة المحامي؟ يجيب داغر: “سبق أن طلب منّا عدد من المحامين، أن ننفذ لهم فكرة مشابهة تكون لمكاتبهم الخاصة، مقابل دفع مبلغ كبير. ثمّ وجدنا أنه بامكاننا أن نولد منها فكرة تطبيق، تكون مرغوبة من جميع المحامين”. بعد ذلك، عمل محمود وياسمين على تنفيذ تطبيق عامٍ، يمكن المحامي الاستفادة منه عبر تحميله على هاتفه الخاص، وبالتالي، يستطيع الحصول على الخدمات نفسها. وبدل أن يتكلف كلّ محامٍ مبالغ طائلة لتطبيقات خاصة، يشتركون بمبالغ رمزية، يتسنى لهم من خلالها في كل مرة فرصة إدخال داتا ومعلومات جديدة بطرق متجددة.

يفتخر داغر أنّ هذا التطبيق سيكون أول مشروع يعمل على مكننة عمل المحامي. لكنه حتّى الآن، لم يضعه على play store، لأسباب عدة. فـ”نحن من جهة، نرغب في التواصل مع نقابة المحامين في بيروت أو الشمال. وفي حال تبنتا هذا التطبيق ستختلف كل المعايير بتعاونهما معنا، بدل أن يبقى التطبيق في إطار الفردية الخاصة بكلّ محامٍ”. ومن جهةٍ أخرى، ربما يتجاوز التطبيق حدود لبنان. و”بسبب وجود عدد كبير من المحامين في مصر، يحتاجون إلى مكننة عملهم، بدأت ياسمين بتواصلها مع نقابة المحامين في مصر. وبذلك، نكون السباقين، في أول مبادرة تنطلق من لبنان، تمكنن عمل المحامي وتنظّم ملفاته”.

ماذا عن سريّة عمل كلّ محام في هذا التطبيق؟ يشير داغر إلى أنّه بعد تواصلهما مع عدد من المحامين، طلبوا منهما أن لا تكون سرية عملهم محصورة في إطار المكتب ومحتوى الملفات فحسب، إنما يريدون من أصحاب التطبيق والمبرمجين فيه أن لا يطلعوا على معلومات ملفاتهم أيضاً، حفاظاً على خصوصية القضايا وحساسيّتها. عليه، “بدأنا نفتش على أقوى نوع تشفير، يتيح للمحامي إعداد ملفه، والتحكم فيه من دون أن يطلّع أحدٌ منّا عليه”. وهذه الطريقة، هي شبه معقدة، وتشبه في عالم البرمجة “السحر” على حدّ وصف داغر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!