لبنان أمام قنبلة موقوتة… إنتبهوا أيها اللبنانيون إلى ما تأكلون!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
شكّل وباء الكوليرا الذي بدأ ينتشر في عدد كبير من المناطق اللبنانية هماً إضافياً لا بل أزمة جديدة تُضاف إلى هموم اللبنانيين، ومكافحته تقع على كاهل هذا المواطن مع غياب الدولة في تأدية المهام المنوطة بها على هذا الصعيد.
فإن كانت الامور تقف عند حدود النظافة فأين المياه الصالحة للشرب والإستحمام والغسيل والجلي مع وجود أكثر من 80 % من الأنهار والآبار ملوثة، وكيف السبيل لتأمين خضراوات غير ملوثة وهي تُروى من مياه ملوثة؟
يتحدث رئيس نقابة المزارعين في لبنان أنطوان الحويك الى “ليبانون ديبايت ” عن علاقة إنتشار وباء الكوليرا بالمياه التي هي بالمبدأ مصدر الوباء، والسبب الرئيسي تحويل مصارف المجارير إلى مجاري الانهر بدون تكريرها، رغم أن مجلس الإنماء والإعمار أنشأ حوالي 100 محطة تكرير للصرف الصحي إلا أن أغلبيتها لا يعمل.
ويشدد على أن اكثر المناطق كثافة المياه فيها غير صالحة للشرب أو الري، ويلفت إلى أنه لا يجب أن تتعدى نسبة البكاتيريا الـ200 في الميليلتر لتكون صالحة للشرب وأن لا تتعدى الـ 1000 لتكون صالحة للري إلا أن المياه التي تًستعمل للري في كثير من المناطق تبلغ النسبة ما بين 3 الى 4 آلاف.
ويلفت إلى أن المناطق الجردية في البقاع والمناطق البعيدة في الجنوب لا تصل نسب البكاتيريا فيها الى 40 في الميليلتر مما يعني انها صالحة ليس فقط للري بل ايضاً للشرب ، عكس المناطق المحاذية لنهر الليطاني مثلاً حيث نسبة التلوث عالية جداً نظراً لأن كل المجارير غير الموصولة إلى البحر تصب في هذا النهر.
ويكشف عن أن بلدة بر الياس مثلاً التي تقع في قلب الليطاني يعاني حوالي 600 مواطن من سكانها من مرض السرطان لأن النهر ملوث من مجارير المستشفيات في البقاع حيث تصب مجاري 11 مستشفى من اصل 12 في النهر بدون تكرير مما يعني أن نسبة التلوث عالية جداً في تلك المنطقة لأن مخلفات المستشفيات تحديداً تحمل التلوث والأمراض أكثر من غيرها.
ويلفت إلى أن الكوليرا مستجد إلا أن التوث في الأنهار منذ 30 أو 40 سنة ويحمل مواد سامة لا يمكن للجسم الذي تتراكم به على مدى سنوات أن يلفظها فتتسبب بأمراض أخطر من الكوليرا تودي بحياة آلاف المواطنين.
أما اليوم فهناك معاناة مزدوجة مع إنتشار وباء الكوليرا إن على صعيد المزارع أو على صعيد المواطن فقد تراجعت أسعار الحشائش والخضار إلى اقل من 20 % ، لأن الناس بدأت تخاف من الخضار وهذا حقها.
ويؤكد أن الخضار في مناطق التلوث تُعتبر ملوثة لأنها تروى من مياه غير صالحة، لكنه يميّز بين منتجات المناطق وهو ما تعتمده “ليبانيز أند سايف” التي تفرز موادها من المصدر وتشترط فحص مياه الري قبل شراء المنتجات، وقد وجدت في مناطق الجرود والمناطق البعيدة أفضل المنتجات غير الملوثة.
كما يؤكد أن التلوث أقل خطراً على الأشجار المثمرة عكس الحشائش والخضار التي تتعرض مباشرة إلى المياه الملوثة كما أن البندورة أقل تعرضاً للتلوث من الحشائش.
ويعتبر أن الخل لا يقتل البكتيريا بل الكلور إلا أن لهذا الأخير مخاطر على صحة الانسان.
ولا يرى إلا حلاّ وحيداً هو بتشغيل معامل التكرير والقضاء على تلوث الليطاني والفرز من المصدر لكن هذه الامور بعيدة المنال في ظل دولة متهالكة، ويحذر من أننا أمام قنبلة موقوتة لا نعلم متى ستنفجر.