اللّبنانيّيون يبيعون أثاثَ منازلهم للتّدفئة.. عائلاتّ نزحت إلى بيروت وأخرى تحت “اللِّحاف”..

صدى وادي التيم-لبنانيات/

   لعلَّ هذا الشتاء هو الأقسى في تاريخ لبنان المعاصر، إذ تضافرت عوامل الانهيار المدروس بشكل دقيق لايصال البلد إلى ما وصل إليه، فأطيحَ  بشعبٍ كاملٍ، وخصوصًا سكان المناطق الجبلية الذين يستعدون إلى خوض معركة قاسية وشرسةٍ مع الشتاء المقبل، في ظلِّ غلاء أسعار الوقود والحطب، وحتى الزيت المحروق الذي اعتمدت عليه عائلاتٌ متعففة كثيرة في السنوات المنصرمة.

  في جولةٍ ميدانيةٍ للافضل نيوز، يشير سكان مناطق جبلية بعيدة عن العاصمة، إلى “قلقهم الجدّيِّ من الصّقيع، في  ظلّ عدم القدرة على شراء مادّة المازوت التي بلغَ ثمن برميلها أكثر من 200$ أميركي”، وهذا ما يرويه ابو حسام (من البقاع الغربي) الذي يجزمُ أنه “بحاجة لعمل 900 يوم وفق حساباته، من خلال عمله كدهّان، ليتمكّن من تعبئة برميل مازوت، أو شراء متر حطب سنديان.

   الأمر عينه أكده رامي وهوصاحب مقهى في قرية ضهر الأحمر، الذي “طلب من الزبائن إحضارَ حطبةٍ من كل منهم، إذا ما ارادوا التدفئة”. ولفت إلى “أن بيع مئة كوب من القهوة يوميًّا، لا يعادلُ ثمنَ غالون مازوت أو اثنين من الزيت المحروق الذي يخشى إذا أمّنه بداعي التوفير، أن يكون ثمن ذلك،

إختناقُ الزبائن في محله:

يؤكد أحدُ بائعي الحطب في النبطية، “أنَّ الإقبال على الشراء قلّ هذا العام، نظرًا لأن الأكثريةَ الساحقةَ من الزبائن تنتج بالعملة الوطنية، وهذا ما يجعلُ من شراء أمتار الحطب صعبًا، لأنه يعادل مستحقات موظف يومي ل5 دشهور تقريبًا”.

  نقيبُ موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، أكدَ في اتصال مع الأفضل نيوز “أنَّ دعم مادة المازوت هو أمرٌ أخلاقيٌّ ووطنيٌّ يجب أن تقوم به الدولة، عكس ما نراه اليوم، حيث أنّ مصرف لبنان حاليًا يشتري عبر شركات خاصة العملة الصعبة، فيما المحطات والموزعون يقومون بالأمر نفسه لتأمين مادة المازوت والبنزين وسواها، وهذا جريمة كبرى، فأين الإنسانية والأخلاق عند حاكم المركزي؟، الذي لا يأبه لوضع الناس الكارثي، فالمنازل الموجودة في الجبال تحتاج 10 براميل من المازوت، وبالتالي فإنَّ المواطن بحاجة لمئة مليون ليرة لتأمين شتائه في الحدِّ الأدنى، هذا إذا تكلمنا من منطلق أنّ سعر البرميل يُقدَّر ب9 مليون ليرة تقريبًا،. لذا، نحن نطالب ونناشد الدولة التحرك بأسرع وقت ممكن، ويجب ألا يُلام الناس إذا توجهت إلى الجبال لتأمين شتائها.

  قد تكون الحاجة إلى التدفئة شرارةً لانفجار شعبيٍّ وطنيٍّ “حقيقيّ” ، فهل يتوقع أحدٌ على سبيل المثال من رب منزل يرى أبناءه يتجمّدون صقيعًا أمام ناظريه أن يمرّ على الأمر مرور الكرام؟!.

 

المصدر:زياد العسل- الأفضل نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى