هدوء تام على الحدود وحركة المواطنين طبيعية
صدى وادي التيم-أمن وقضاء/
على الحدود الوضع مختلف، لا يشبه إطلاقاً احتدام السجال بين المصارف والمودع، ولا بين الناس والتجار، بل بدا الوضع أكثر من هادئ، رغم كل التصريحات التي أطلقها إعلام العدو أمس الأول، حتّى خيّل للبعض أن الحرب باتت قاب قوسين أو أدنى.
على طول الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة كان المشهد أكثر من عادي، مزارعون يواصلون أعمالهم قرب مستعمرة المطلة، رغم نظرات العدو لهم ومحاولات استفزازهم. فعلى مقربة أمتار منهم كان جنود العدو يراقبون تحركات المزارعين، يراشقونهم بالحجارة بين الحين والآخر، غير أن المزارعات الثلاث اللواتي كنّ في الحقل لم يأبهن لهم، بل تابعن أعمالهن بشكل طبيعي، تحت أنظار قوات الطوارئ وقد وقفت تتفرج على مشهد استفزاز العدو للمزارعين من دون أن تحرك ساكناً.
بين الخيام وكفركلا والعديسة المشهد واحد، حركة طبيعية للأهالي هنا، محال تمارس أعمالها اليومية، مقاهٍ تستقطب الرواد، وعمال يواصلون البناء، أما حديث الحرب فلا يرد على ألسنتهم، فالمشهد أمامهم غير حاضر، الكل يجمع هنا على أن ما يتردد في إعلام العدو لا يعدو كونه «فقاعة» لا أكثر، «فالعدو برأيهم أجبن من أن يشنّ حرباً، وإن فعل فسنكون له في المرصاد».
راح الناس هنا يقرأون تبدّل سيناريو السياسة، فالعدو يهدّد والناس يضحكون، وبحسب ابو علي رسلان، وهو صاحب مقهى عند نقطة العديسة الحدودية فـ»إن الوضع أكثر من عادي، حتى الناس لم يعلقوا على حديث الحرب إطلاقاً، وفي ما لو نفذ العدو تهديداته فكلنا سنكون له بالمرصاد دفاعاً عن نفطنا وغازنا وأرضنا»، داعياً الجميع الى الوقوف وقفة واحدة في مواجهته.
عادة ما يطلق العدو تهديدات «خزعبلية» كما يصف الأهالي عند كفركلا، فالناس هنا يثقون بأن ال م ق او م ة بالمرصاد، وأن العدو لن يجرؤ على أي مغامرة ولو عابرة، غير أن الكل يراقب ويتابع ما ستؤول إليه المفاوضات بين الدولة اللبنانية والوسيط الأميركي ومن خلفه العدو، فالغاز بنظرهم سيكون خلاصهم من جهنم الفقر والغلاء، وهو ما تسمعه بين رواد القهوة المحاذية للجدار الفاصل.
تغيرت أحوال قرى الحدود كثيراً، تشهد حركة عمرانية نشطة، وازدهاراً اقتصادياً وتجارياً لافتاً، وينشغل أهلها في قطاف الزيتون، ربما يعنيهم أكثر محاربة «حرامية» الزيتون الذين يقطعون أغصان الشجرة لسرقتها وقطاف حباتها وتحويل الأغصان حطباً، أكثر من الاهتمام بما يحصل خلف الحدود، ما يهمّهم القبض على «الحرامية» أكثر من أي شيء آخر، فبحسب الأهالي «هذه السرقة نشطة جداً وتهدّد رزقهم الذي ينتظرونه من عام الى آخر، وهو ما يدفعهم للمطالبة بمحاربة هذه الظاهرة».
بالمحصّلة، المشهد هادئ ولا مظاهر للاستنفار العسكري، لا حركة آليات عسكرية إسرائيلية ولا حتى استنفار للجنود في مواقعهم، ودوريات اليونيفيل ظلّت تعمل ضمن المعتاد، أما في الجانب اللبناني فالوضع أكثر من عادي، وإن كان الكل ينتظر ردّ العدو الإسرائيلي على مقترحات لبنان ليبني على الشيء مقتضاه.
المصدر : رمال جوني