الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ: لحل إشكال قبر شمون والشويفات منوها بمبادرة اللواء ابراهيم
صدى وادي التيم-لبنانيات/
عن المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ بيان دعا فيه لحل اشكال قبر شمون والشويفات منوها بمبادرة مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في هذا الشأن ومما جاء في البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة المرجع الروحي الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ حول الانقسامات داخل طائفة الموحدين الدُّروز، قالَ الأمير عبدالله التنوخي (ق): “فلا محنةَ أشقُ في هذا الزمان من موتِ العقل والجَنان, من مات جسمه عزيَّ في دنياه ومن مات قلبه عزيَّ في آخراه”.
أيُّها الإخوة،
في مسيرة كل أمَّة مراحل مفصلية، تتطلبُ وقفةً للتفكير وإعمال العقل في أناة، وأن يتعمقَ أبنائُها ولو قليلًا دون أن يغرقوا في شؤونِهم وشجونِهم. ذلك لأنَّ الاندفاع نحو المستقبل دونَ رؤية قفزة في الظلام.
ونحنُ في لبنان، نمرُّ اليوم بواحدة من أخطر هذه المراحل. لحظةً خطرة لكن لا تدعو إلى اليأس. ومصيرُنا متوقف على أي مسار سنسلكه.
أيُّها الإخوة المعروفيون،
يملكُ المرءُ أن يستقيلَ أو يعتزلَ، لكن الأمم لا تستطيع أن تعتزل. ولقد استطاعت طائفة الموحدين الدروز بمواردِها التاريخية وبمواريثِها الإنسانية أن تؤدي دورًا هامًا على مر تاريخ لبنان، وكانت شريكًا أساسيًا في صوغ حضارته. لكن اليوم، حال هذه الطائفة المعروفية يدعو إلى القلق.
فلا يمكن لأي أمة أن تذهبَ إلى مستقبلِها وهي خائفة ومنقسمة. وإنَّه لمن المؤسف حقًا أنَّ جرحَ حادثتي الشويفات وقبرشمون لم يلتأم.
وبعد، لقد تعددت محاولات حل هاتين القضيتين وكان أبرز الساعين الغيارى اللواء الوطني عباس ابراهيم.
لله درّك حضرة اللواء في مساعي الخير.
إخواني الموحدين،
إن داعي الإيمان يدعو إلى الرّشد، وداعي العقل يدعو إلى التّفكر، وداعي النّبل يدعو إلى التّرفع عن الأحقاد، وداعي التّوكل يدعو إلى الثّقة، وداعي المعرفة يدعو إلى الرّوح، فالإيمان المتكامل يدعو إلى الحق والخير والجمال. خابت أمَّة لم يكن لديها داعٍ من هذه الدواعي. وإنَّ أكثر اللحظات خطورة في تاريخ الأمم هي حين يتعثّر العقل ويشطّ الجموح.
رسالتي إلى أهالي الضّحايا: علاء أبي فرج، رامي سلمان، سامو غصن، وسامر أبي فرَّاج، أن تكونوا كالرّواسي تتقبل هوجَ الأعاصير وزمجرة السّحب لتعكُسَها من مصافيها على السفوح خيرات رقيقة، عذبة المذاق، وتكون مكسبًا وامتدادًا لأجيال متعاقبة.
أيُّها الإخوة، لقد ظللْتُ أفكر توحيديًا كيف كنّا عندما كنّا شيئًا واحدًا ولكن للرصيد المعنوي قيمةً لا يجوز في أغلب الأحيان أن يستهانَ به وهي التي نلتقط بها وحدتنا كي نكون كما قال السيد المسيح ( عليه السلام): “أنا فيكم وأنتم فيا وأنا في أبي”.
فإلى إخواني الموحدين أسوقُ رسالتي هذه، تيمُنًا في طلبِ وحدة الصّف ونبذ الخلافات، فيها من الأمل ما يضيء على الأقل شمعةً واحدة في طريق أبناء طائفة الموحدين الدروز. والواقع الصريح، أنَّ الخلافَ منحصرٌ فقط بين القياداتِ العليا للأحزاب وأنَّ الصلح ممكن بقدر ترفعهم عن مصالحِهم .. لكني رميْت بالمحاولة. والله ولي التوفيق.
جاء في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} صدق الله العظيم.
المصدر:كواليس