النصب على دولاراتكم في المحطّات!
صدى وادي التيم-لبنانيات/
يعيش اللبنانيون ضياعًا كبيرًا لدى تسديدهم ثمن المحروقات في محطات الوقود، بسبب الاختلاف في احتساب سعر الدولار لصفيحة البنزين بين المحطات. ففي كلّ محطة يحتسب صاحبها سعر دولار المستهلك كما يريد، ومع أن كل ما عانى منه لبنان من أزمات تخصّ الوقود كان سببها رغبة أصحاب المحطات برفع تعرفة صفيحة البنزين حتى توازي دولار السوق السوداء.
وبعد رفع التعرفة، واحتساب صفيحة البنزين حسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء “ارتفاعًا وهبوطًا”، فما حجة المحطات بأن تحتسب الدولار “الفريش” بسعر أقل من السوق السوداء عند قيام المستهلك بالدفع بالدولار في المحطات؟ مثلًا أن تدفع 20$ للمحطة فيحتسبونها على سعر صرف 35000 ليرة لبنانية في الوقت الذي تصرف في السوق السوداء بـ 38000 ليرة لبنانية. هل سيتمّ دولرة المحروقات في المحطات، أم ستبقى جداول الأسعار تسجل ارتفاعًا يوميًا؟
وهل سنشهد إقفالًا جديدًا للمحطات إزاء هذا الوضع، أم مشهد الطوابير سيعود الى الواجهة من جديد؟
للاستفسار وتوضيح هذا الضياع في الأسعار، كان لموقع LebanonOn حديث مع عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس.
أكد البراكس أن التلاعب في تصريف الدولار في المحطات أمر طبيعي، ففي جميع المحلات التجارية يتم احتساب الدولار على تسعيرات مختلفة، واعتبر أنّه من الأسهل على المواطن أن يقوم بدفع أسعار الوقود وغير الوقود بالليرة اللبنانية وليس بالدولار حتى لا يخسر من قيمة الدولار الذي يدفعه، أيّ أن يصرف المواطن دولاره في السوق السوداء ثم يدفع بالليرة اللبنانية في محطات الوقود وغيرها من المحلات التجارية.
وبرّر البراكس احتساب أصحاب المحطات للدولار على تسعيرة خاصة، بأنهم يخشون التقلّب في سعر صرف الدولار لذا يحطاطون باحتسابه بأقل من سعره في السوق السوداء.
كما وأشار إلى أن مطالبته الدائمة بتوحيد التسعيرة بالدولار على المحطات، هي لإزالة الإرباك بين أصحاب المحطات والمواطنين، فعندها لن يخسر صاحب المحطة في التسعيرة اذا تغيّر سعر الصرف والمواطن المستهلك سوف يدفع على تسعيرة واحدة بالدولار من دون الضياع في الأسعار، لكنه أكد عدم تجاوب المعنيين مع هذا المطلب وإقراره.
ورفض البراكس فكرة وجود طوابير أو أزمة جديدة بخصوص مادة البنزين، حاسمًا توافر الكميات المطلوبة من المادة في المحطات.
وعن موضوع تأثير تغيّر أسعار النفط العالمية وتغير سعر صرف الدولار في لبنان، على سعر صفيحة البنزين، اعتبر البراكس أن السببين يؤثران معًا على سعر الصفيحة، ونشهد اليوم تراجعا بسعر الاستيراد وارتفاعا بسعر الدولار، فنتيجة المعادلة بينهما هي التي تحدّد سعر الصفيحة مع غلبة سعر صرف الدولار لأن ارتفاعه وتلاعبه أكبر من تراجع أسعار النفط عالميًا.
وأخيرًا عند سؤالنا عن السقف الذي يمكن أن يصل إليه سعر صفيحة البنزين، ردّ البراكس متسائلًا: “إلى أي سعر سيصل الدولار؟ لا يمكن الاجابة عن هذا السؤال علميًا بسبب الاختلافات الكبيرة التي تؤثّر في سعر صرف الدولار، وختم قائلًا: “يمكن التنجيم في تحديد سعرها لكنني لست ميشال حايك”.
المصدر: lebanon on