لماذا تنجب بعض النساء صبيان أو بنات فقط بحسب الرأي العلمي ؟
صدى وادي التيم-متفرقات/
منذ الأزل، يحاول الأزواج فهم كيفية تأثيرهم على جنس المولود. يمكنكم القيام ببحث سريع وستجدون طرقاً عديدة وغريبة يمكن اتباعها لمحاولة انجاب فتاة أو صبي. ومع ذلك، يطرح سؤال محدد نفسه منذ سنوات عديدة: لماذا تنجب بعض النساء فتيات أو فتيان فقط؟ إليكم ما يفسره العلم حول هذا الموضوع.
إليكم سبب انجاب بعض النساء للصبيان أو البنات فقط:
ظننا ولفترة طويلة، أن فرص إنجاب فتاة أو صبي تبلغ 50/50. ومع ذلك، الأمر لا يحدث فعلاً بهذه الطريقة. بينما كبر معظمنا وهو محاط بأشقاء من الجنسين، نشأ الكثيرون في بيوت لا تضم إلا فتيات فقط أو صبيان فقط.
غالباً ما يبدو الأمر شأناً عائلياً، أي أنه يعود إلى الجينات. فثمة عائلات تغلب عليها الإناث، بينما يغلب الذكور على عائلات أخرى.
في الواقع، تبلغ نسبة المواليد من الصبيان 109 مولوداً مقابل 100 مولود من الفتيات. ومع ذلك، لا يزال عدد السكان من الذكور والإناث متساوياً. يبرر الكثير من العلماء ذلك على أنه أمر تطوري.
يمتلك الرجال جهاز مناعة أضعف ونسبة كولستيرول أعلى في الدم، وهم عرضة للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والسرطان أكثر من النساء. كما أنهم يشكلون ثلثي ضحايا جرائم القتل وأغلبية وفيات حوادث السير.
يدل معدل المواليد الأعلى عند الذكور على أن نسبة الذكور والإناث ستصبح متساوية إلى حد ما عندما يبلغ هؤلاء الأطفال سن الإنجاب.
تدل إحصائية أخرى على أن النساء يملن إلى إنجاب الفتيات في الأوقات العصيبة، أي عند حصول مجاعة أو كارثة طبيعية على سبيل المثال. ووفقاً للمنطق نفسه، يمكن أن نقول إنّ الرجال الأغنياء والنساء القويات يميلون إلى إنجاب عدد أكبر من الذكور: الذكور أكبر حجماً من الإناث ويستهلكون أكثر منهن.
بالتالي، تكلّف تربية الذكور بشكل عام، أموالاً أكثر. عندما تصعب الأحوال، وعندما لا يتوفر الطعام، يصبح خيار إنجاب الفتيات عملياً وممكناً أكثر. بالإضافة إلى ذلك، في أوقات التوتر الشديد، مثل الحرب أو المجاعة، تكون النساء أكثر عرضة للإجهاض. ويبدو أيضاً أنّ إمكانية إجهاض الأجنّة الذكور أكبر.
من الذي يؤثر في جنس المولود؟
في الماضي، كان الجميع يظن أن للأم التأثير الأكبر على جنس المولود، بما أنها حملت به وأنجبته. ومع ذلك، يظهر العلم أن الأب هو المسؤول الأول.
يمتلك البشر زوجاً من الصبغيّات X وy. يرثهما الشخص من والديه وهما يحددان جنس المولود. يحمل الرجال XY أما النساء، فيحملن XX. لا تحمل النساء إلا صيغيّتين X. ومع ذلك، فإن الحيوانات المنوية للرجال هي عبارة عن كيس مختلط. يمكن أن تكون الحيوانات المنوية مع الصبغيّة X ولكن يمكن أن تكون أبضاً مع الصبغية Y.
ويعني هذا أن الحيوانات المنوية الخاصة بالرجل هي التي تحدد جنس المولود. وتعتمد المسألة على الحيوان المنوي الذي نجح في تخصيب البويضة التي يطلقها مبيض المرأة. إذا كانت الصبغيّة X، فيكون الجنين فتاة. أما إذا كانت الصبغيّة Y، فيكون المولود صبياً.
لكن وعلى الرغم من النظريات الموجودة كلها، يؤكد العلم أن المسألة عشوائية. فليس لدينا أيّ أدلة قاطعة على أن بعض الجينات تجعل انجاب أحد الجنسين محتملاً أكثر من الآخر.
توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة أجروها على سكّان السويد عام 1932.
صرّح الدكتور بريندن زيتش، المؤلف الرئيسي للدراسة: “استنتجنا أن الأشخاص لا يتمتعون بنزعة فطرية تحدد جنس ذريتهم بل إنّ جنس النسل أمر عشوائي تماماً. إذا كان لديكم إناث أو ذكور أكثر في العائلة، فالأمر محض صدفة وحسب.”
تعتبر هذه الدراسة واحدة من أكبر الدراسات التي تم إنجازها وقد شملت 4.7 مليون مولود جديد في السويد عام 1932. وقد أجري العديد من الدراسات الأخرى على نطاق أوسع بكثير، ما يعني أنّ احتمال التوصّل إلى نتائج ايجابية زائفة فيها أكبر بكثير.
أظهرت دراسات أخرى أنّ الظروف القاسية، مثل الجوع أو الحرارة المرتفعة، يمكن أن توثر في جنس المولود المنتظر. ومع ذلك، اعتماداً على دراستهم الخاصة، يرى العلماء السويديون أن العملية بكاملها تعتمد على الصدف