إرفعوا الرايات تكريماً للرفيق جوزيف القزي بقلم وهبي ابو فاعور
صدى وادي التيم – رأي حر بأقلامكم:
لا يستطيع قارئ أو متابع للحدث أن يحصي المحطات النضالية لحزب العمّال والفلاحين وأصحاب المهن الحرّة على الساحة اللبنانية دون أن يجد بصمةً صادقة ومؤثرة تحمل إسماً طليعياً لقائد مميز.
الرفيق جوزيف القزي
يتحدر من دير القمر الممهورة بلون سياسي وطائفي ودخل معترك الحياه على خطى البساتنة الكبار في الأدب والتاريخ والسياسة وسطر أروع المواقف موسومةً بطابع الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص على هدي رسالة المعلّم الشهيد كمال جنبلاط.
في منتصف سيتينيات القرن الماضي كانت مرابع الجامعة اللبنانية لا تتجاوز منطقة الأونيسكو- المزرعة حيث كليات الآداب والعلوم والتربية ( دار المعلمين والمعلمات العليا ) ومعهد العلوم الإجتماعية فيما تنفرد الحقوق عملاقة في الصنائع، يومها كان النضال الطلابي يتمحور حول نقطتين أساسيتين الأولى إستكمال فروع الجامعة الوطنية والثانية تطوير الفروع القائمة بالمناهج والمباني وكان طلاب التربية في طليعة هذا النضال لأسباب ثلاثة الأول هوإ لتزامهم الدوام النهاري جزئياً والثاني منحة التفرّغ الجزئي المعطاة لهم أما الثالث والأهم فهو إنتماؤهم الإجتماعي للطبقة دون الوسطى وللريف اللبناني.
وهناك نشأ وكبر عبئ النضال وبرزت الكثير من القيادات الطلابية الوطنية على إختلافها وكان نصيبنا ثلاثة أعلام تقدميين شكلوا النواة الأولى لمنظمتنا الشبابية التقدمية التي سطرت أرقى أنواع النضال في تاريخ طلاب لبنان ومن ينسى هذه الأعلام التي كان لها الميادين الرحبة الواسعة على كامل الساحة اللبنانية لاحقاً أعني المرحومين نزيه يمين وأنور الفطايري وجوزيف القزي رحمهم الله ومعهم العشرات من طلاب التربية والتقدّم.
كان لقاؤنا في معهد العلوم الإجتماعية معهم هدية الكفاءة والتنوير والتحفيز والطموح إلى غدٍ أفضل، الرحمة لأرواحكم أيها الطليعيون.
أما في معركة 1968 الطلابية فقد إكتمل عنقود الشرف بحباتٍ لؤلؤية جديدة من حاتم ماضي وحافظ جابر ومحمد سلام وغازي منصور ومزيد حمزة ومئات المتدرجين في مواكب المسيرة الجنبلاطية الرائدة لا يألون جهداً في الريادة الطلابية على خطى الشهيدين إدوارد غنيمة في صور ومازن المرعبي في حلبا.
وتدور الأيام دورتها ويبقى إسم الرفيق جوزيف القزي على لائحة الشرف هداية للصاعدين ورمزاً للعقيدة المحفورة بالمعول والقلم ونلتقي مجدداً في محنة الجبل في 82 و 83- 84 من القرن الماضي والثالوث التقدّمي أصبح ألوفاً مؤلفة تحمي معولها وقلمها ببندقية الشعب وننكب على وجع دير القمر إيفاءً لعهد قطعه الرئيس وليد جنبلاط بالحفاظ على إرثها وتاريخها ويلعب الرفيق جوزيف دور المرجع بعد جلاء غيوم الطيش والحماقة واللعب بالنار ونتبادل معه الهدايا في الحصارين حصار المختارة وحصار الدير.
فمنا القهوة له وبعض المحرمات هدايا متواضعة من أنور وعادل والمقدّم شريف والرائد حرب والرفاق علاء ووليد وكل الشرفاء ومنه لنا الصدق والحب والصبر والظفر.
رحمك الله رفيقي جوزيف فكنت قائداً طلابياً وأستاذاً رائداً وجندياً ملتزماً بمبادئ حزبك التقدّمي الإشتراكي.
وتفنى الأجسام وتبقى صيحات الإنتصار تصم الآذان، حقك علينا أن نبقى في غيابك كما كنا في حياتك أوفياء لديرك وملاعب طفولتك وميادين نضالك وللأسرة الصغرى والكبرى رافعين رايتك في صدق ولائك لوطنك ولعروبتك ولقيمك الإنسانية.
رحمك الله
بقلم : وهبي ابو فاعور – الانباء