لا نهاية قريبة لكورونا..
صدى وادي التيم-لبنانيات/
” 90 % هي نسبة الحماية من الإصابة بالعوارض الشديدة من فيروس كوفيد ــ 19 لدى متلقّي الجرعة الرابعة من اللقاحات، بحسب ما بيّنته دراسة علمية عن فعّالية هذه الجرعة، وتفيد الدراسة بأن جرعات اللقاح الأساسية لم تعد كافية للحماية من الإصابة بالعوارض الشديدة من فيروس كورونا، وأنّ الحاجة اليوم إلى «المعزّزات» باتت ضروريّة.
بسرعة قياسية، انتقل لبنان في مواجهته مع فيروس كوفيد ــ 19 من الألف إصابة إلى أرقام بدأت تتخطّى منذ أيام الألفي إصابة، ووصلت أول من أمس إلى 2300 إصابة. انتقال يضع البلاد على سكّة ذروة انتشار جديدة، خصوصاً إذا ما أخذنا في الحسبان الأرقام الخارجة من المختبرات والتي وصلت إيجابية الفحوص في بعضها إلى 45%، بحسب الدكتور فادي عبد الساتر، المتخصّص في العلوم البيولوجية والمسؤول عن مختبر كوفيد ــ 19 في الجامعة اللبنانية سابقاً. وليست نسب الإشغال في المستشفيات بعيدة عمّا آل إليه واقع الفيروس، بعدما ارتفعت «حجوزات» الأسرّة العادية إلى 40% و43% في غرف العناية الفائقة.
لا تأتي هذه الزيادة خارج السياق، إذ إنّ التراجع في إجراءات الوقاية وتوقّف مسار التلقيح لفترة طويلة نسبياً، خصوصاً بين الفئات الشابة الأكثر حركة، يجعلانها مبرّرة. ومن المتوقّع، بحسب المعنيين، أن يجدّد الفيروس نشاطه مع دخول متحوّرات جديدة، ولا سيما متحوّر أوميكرون Ba5، والذي تؤشّر بعض الدراسات إلى سرعة انتشاره، بسبب قدرته على التهرّب من الجهاز المناعي والمضادّات الحيوية التي اكتسبها الجسم، إن كان بسبب الإصابة، أو بعد تلقّي اللقاح.
تعزيز جرعات اللقاح:
لا نهاية قريبة للفيروس. هذا محسوم، إذ تفيد الدراسات العلمية بأنّه كلما انتشر الفيروس أكثر ظهرت متحوّرات جديدة منه. يفرض هذا الواقع، بحسب ««اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا» تعزيز عملية التلقيح للوصول إلى مناعة مجتمعية تخفّف من كلفة التعايش مع الفيروس. والدعوة التي أطلقتها اللجنة اليوم تذهب فيها أبعد من جرعتين أساسيتين، لتسندهما بجرعتين معزّزتين إضافيتين، الثالثة والرابعة
في هذا السياق، يعتبر رئيس اللجنة، الدكتور عبد الرحمن البزري، دعوة اللجنة إلى تعزيز الجرعات ضرورية لأن «متحوّرات أوميكرون الجزئية الجديدة لديها القدرة على إحداث مشاكل أكثر». من هنا، كانت القرارات الوزارية والماراتونات التي تهدف إلى إعادة بثّ الروح في عملية التلقيح.
فعّالية الجرعة الرابعة:
لم يعد الكلام في مواجهة فيروس كورونا يتوقّف عند حدود الجرعتين الأساسيتين، إذ اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الملقّح ضد فيروس كورونا هو من تلقّى ثلاث جرعات… «وزيادة»، على ما يشير البزري. وهذه الزيادة تأخذ اليوم شكل الجرعة الرابعة المعزّزة التي بدأت تحتلّ حيّزاً من الاهتمام، خصوصاً مع انتشار الفيروس وتكرار الإصابة لدى الكثير من المتعافين من الفيروس في فترات زمنية قريبة. وهو، بحسب توصية اللجنة الوطنية، يفترض تعزيز الجرعة الثالثة بالرابعة «كي نطيل أمد المناعة». وإن كانت هذه الجرعة غير مفروضة على جميع متلقّي الجرعات الثلاث السابقة، إلا أن نصيحة اللجنة أن «تكون مكمّلاً أساسياً لكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة وضعف في المناعة».
المصدر: راجانا حمية “الأخبار”