أبو الغيط حذّر اللبنانيين “من الآتي”و صواريخ أربيل موشّر خطير..

صدى وادي التيم – أخبار العالم العربي /

دخل لبنان مرحلة يكتنفها الغموض، هي الأقسى في تاريخه المعاصر، وقد رفع مسؤولوه السلاح الأبيض، بحيث باتوا عاجزين عن مواجهة الأزمات التي تثقل كاهل البلد وناسه، بعدما اظهرت التطورات في المنطقة والمتزامنة مع اشتعال الحرب في أوكرانيا، انها ستكون لها ارتدادات وانعكاسات على الداخل اللبناني، ولا سيما على المسارات الإقتصادية والحياتية، وما حصل من إطلاق صواريخ #إيرانية بالستية على أربيل في العراق، مؤشّر الى أجواء تشي بحصول تطورات دراماتيكية في المنطقة من سوريا إلى العراق، من دون استبعاد أن تكون للبنان حصة، وهو الحلقة الأضعف بفعل تحلّل دولته وإمساك “ا ل ح ز ب ” بمفاصل البلد، وانخراطه في الصراع من العراق إلى سوريا واليمن، وصولاً إلى كييف.

في هذا الإطار، فإن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت، في هذا التوقيت، والتي كانت أكدتها “النهار” قبل أيام، فإنها ومن خلال معلومات موثوق بها، تصبّ في خانة متابعة الأزمة بين السعودية ولبنان، والتحضير لمؤتمر وزراء الخارجية العرب. ولكن نُقل أن أبو الغيط تمنى على الذين التقاهم، وتحديداً رئيس الجمهورية ميشال عون، ضرورة الإسراع في إصلاح العلاقات مع الرياض، وتجنيب لبنان أي صراعات ربطاً بما يجري من حروب وأزمات في سوريا واليمن والعراق، باعتبار أن هناك امتعاضا واستياء كبيرين من دول مجلس التعاون الخليجي والعرب عموما، مما آل إليه الوضع في لبنان، وقد سمّى أمين عام الجامعة “ا ل ح ز ب ” بالإسم، قائلاً لمن التقاهم: “حذارِ أن تخرج الأمور عن مسارها ويعود بلدكم إلى مرحلة الحروب، وتكفيه الأزمات التي تعصف به، وخصوصاً أن النظرة تجاه لبنان قد تبدّلت من معظم الدول العربية ولا سيما خليجياً، بفعل ممارسات هذا الحزب”.

وفي السياق، تشير مصادر مواكبة لما يجري من زيارة موفدين عرب إلى الواقع الحالي، بأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأكثر من مسؤول، عبّروا عن استيائهم من الحملات الاعلامية المحسوبة على “ا ل ح ز ب ” ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبعضهم اعتبر أن ذلك تزامن مع تسلّم وزير الإعلام الجديد زياد مكاري مهامه في الوزارة، وهو الذي سبق له أن أطلق تغريدات مسيئة بدورها للمملكة، وكل ذلك أتى بالتوازي مع زيارة أبو الغيط، والمحاولات الجارية لرأب الصدع بين لبنان والرياض ودول الخليج، مما يطرح تساؤلات عما إذا كان ما يحصل اليوم مترافقاً مع أجندة جديدة بدأ يسوّقها الحزب، ومؤدّاها أن فريق الممانعة من إيران إلى دمشق فبيروت، انتصر ميدانياً وسيفوز بالأكثرية النيابية في الإنتخابات المقبلة، ولاحقاً سيأتي برئيس للحكومة من هذا الفريق، ومن الطبيعي أن الرئيس العتيد للجمهورية سيدور في هذا الفلك، وبعدها المسّ باتفاق الطائف، وإطلاق نظام سياسي جديد من خلال مؤتمر تأسيسي لهذه الغاية.

وتتابع المصادر أن الأسبوعين المقبلين، وفق ما قال مرجع سياسي أمام المحيطين به نهاية الأسبوع المنصرم، من شأنهما تحديد بوصلة المرحلة المقبلة، مبدياً مخاوفه من “حرب استنزاف في أوكرانيا، وقد بدأت تمتدّ إلى أوروبا إقتصادياً، وشظاياها وصلت إلى لبنان حياتياً، وثمة قوى سياسية بدأت تهلّل للإنتصار المقبل، وتقحم البلد في صراع أممي لا بد من أن يعمّق جروحه مع الإخوان في الخليج والمجتمع الدولي”، متسائلاً عن دلالة إطلاق الصواريخ الإيرانية على أربيل من إيران، وليس من سوريا، “ما يعني أن الرسائل السياسية والميدانية على خلفية الحرب في أوكرانيا بدأت تؤشّر إلى دخول المنطقة في أجواء هذه الحرب، ومن الطبيعي أن لبنان سينال نصيبه من خلال حركشة متوقّعة”، ليعود ويتساءل عن مصير الإنتخابات النيابية والرئاسية في مثل هذه الأجواء المحيطة بالبلد.

ويبقى أخيراً أنه أمام ما يجري في المنطقة، وصولاً إلى الحرب في أوكرانيا، تبدي أكثر من جهة قلقها من حملات التجييش الطائفي، واستذكار مراحل الحرب، واستعمال مفردات وعبارات من شأنها أن تعيد الأمور إلى المربّع الأول، سواء على الساحة المسيحية بفعل خطاب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، أو مواقف نواب وقادة “ا ل ح ز ب ”، إذ، وفي الساعات الأخيرة، شنّوا حملات غير مسبوقة على المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، وأطراف لبنانية، متّهمين اياها بالإجرام وكأن الأطراف الأخرى براء من كل ما جرى من حروب داخلية، أو أنهم يحملون أغصان الزيتون، بمعنى أن هذه الأساليب التي بدأت تُتّبع من شأنها أن تخلق أكثر من “الطيّونة” و”البساتين” في ظل هذا التفلّت المريب الذي ينذر بالأسوأ، وحيث الحبل على الجرّار في الأيام المقبلة ربطاً بأكثر من عنوان سياسي وانتخابي.

مصدر:النهار – وجدي العريضي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى