إعلام الجيش: مصدر موثوق ورافعة لمعنويات العسكريين والمواطنين
صدى وادي التيم-لبنانيات/
واكبت مديرية التوجيه الجيش اللبناني خلال تنفيذه عملية حفظ أمن الانتخابات وسلامتها، واعتمدت في ذلك خطة محكمة تميزت بالمهنية العالية، وشكلت رافعة لأداء الجيش ومعنويات المواطنين على السواء. ومن جهتها، ترصدت وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة الأخبار والبيانات والصور وأفلام الفيديو التي صدرت عن القيادة لحظة بلحظة، بوصفها المصدر الموثوق لمتابعة مهمات الجيش على الأرض في يوم الانتخابات ونشره على صفحاتها.
يوضح رئيس قسم البرامج والتصوير في مديرية التوجيه العقيد الركن نزيه جريج دور القسم في ترجمة الخطة من خلال إظهار حجم القوة التي يتمتع بها الجيش ومدى جهوزيته عملانيًا وأمنيًا لمواكبة الاستحقاق النيابي على الرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية الضاغطة على اللبنانيين كما على العسكريين. الهدف الثاني كان إبراز حزم الجيش ومدى التزامه المهمة المكلف بها والإصرار على تنفيذها، وعدم التساهل في ردع المخلّين بالأمن، وبث أجواء الثقة بين المواطنين وطمأنهم إلى أنّ بإمكانهم التوجه للاقتراع بحرية ومن دون أي هواجس. يُضاف إلى ذلك تأكيد حياد الجيش ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع، واستعداده لمساعدة المواطنين، ورفع معنويات عسكرييه وانضباطهم.
كيف نُفّذت الخطة؟
نُفّذت الخطة على عدة مراحل اعتبارًا من يوم السبت ١٤/٥/٢٠٢٢، ليتواصل العمل حتى مساء الثلاثاء. وقد تزامن بث التغريدات والفيديوهات والبيانات والصور على مختلف صفحات الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي. وحرصت القيادة على إصدار الأخبار في أكثر من توقيت مرفقة بالصور وأفلام الفيديو التي أُعدّت لهذه الغاية، والتي رافقت انتشار الجيش منطلقًا كشلالات هادرة إلى نقاط تمركزه حول مراكز الاقتراع.
التغريدة الأولى كانت معززة بالصور، وهي رافقت تحديدًا لحظة انطلاق الوحدات العسكرية في تمام الساعة الثانية والنصف بعد الظهر من ثكناتها باتجاه مراكز الاقتراع على مساحة الوطن، وجاء فيها: «بدأت قوى الجيش ووحداته الانتشار على الأراضي اللبنانية كافة لحفظ أمن العملية الانتخابية وضمان سلامة إجرائها. تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى التعاون والالتزام بتعليمات القوى الأمنية».
في الساعة الخامسة من يوم السبت قال الجيش في تغريدة ثانية: «الجيش يستكمل انتشاره في مختلف المناطق اللبنانية»، ونشر مجموعة صور. ترافق ذلك مع دعوة قيادة الجيش المواطنين إلى التجاوب التام مع الإجراءات المتخذة والتحلي بالمسؤولية الوطنية لإنجاح الاستحقاق الانتخابي. ومع استكمال الانتشار حول مراكز الاقتراع أعلنت قيادة الجيش في الساعة السادسة والنصف مساء من خلال تغريدة مرفقة بالصور جهوزية الجيش التامة لمواكبة الانتخابات.
وللدلالة على أنّ الجيش يُمسك بالأرض في مختلف المناطق، تم نشر فيديو يظهر إقامة الحواجز الظرفية والدائمة وتسيير الدوريات الراجلة والمؤللة لحفظ أمن العملية الانتخابية، وأعقبه آخر ظَهَر قبل منتصف الليل بساعة يوثق تحركات الجيش، وكان بعنوان «وحدات من الألوية والأفواج الخاصة في الجيش تسيّر دوريات مؤللة على جميع الأراضي اللبنانية لحفظ أمن العملية الانتخابية».
صباح الأحد انطلقت العملية الانتخابية وسط إعلان الجيش جهوزيته التامة وارتياح المواطنين للإجراءات التي اتخذها، فيما واصلت مديرية التوجيه نشاطها عبر بث الأخبار والصور ومقاطع الفيديو، وأكدت تغريدة أنّ «الجيش يضمن سلامة العملية الانتخابية».
تضمنت إحدى التغريدات خبرًا أمنيًا إذ جاء فيها: «إشكال داخل أحد مراكز الاقتراع في منطقة البيرة- عكار، سرعان ما انتقل إلى خارج المركز حيث قام أشخاص بالاعتداء على المركز. تدخلت دورية من الجيش وأطلق عناصرها النار في الهواء لفض الإشكال وإعادة الوضع إلى ما كان عليه».
وما حصل في الواقع أنّه في صباح يوم الانتخابات، وقبل بدء عملية الاقتراع، ورد إلى غرفة العمليات خبر مفاده أنّ مركز الجيش في ضهر نصار(حلبا- عكار) تعرّض لهجوم مسلح. قررت القيادة التريث في نشر الخبر لعدة أسباب أولها التأكد من هدف الهجوم، هل هو لضرب العملية الانتخابية وإثارة أجواء الخوف والذعر أو أنّه عمل فردي منفصل؟…إلخ. وحين أصبحت أجواء الحادث معروفة تمامًا تمّ نشر الخبر كاملًا ووفق ما جرى. وهكذا أثبتت قيادة الجيش بتريثها في نشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي أنّها موضع ثقة، كما أثبتت صوابية قرارها، إذ مرّت الحادثة من دون أي تداعيات على العملية الانتخابية.
وفي الساعة ١٢:٥٠ بعد الظهر غرّد الجيش معلنًا أنّ «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتفقّد غرفة العمليات في قيادة الجيش بحضور وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون». ويطّلع على الإجراءات المتخذة في مواكبة سير العملية الانتخابية. ونقلت تغريدة أخرى كلامًا لوزير الدفاع الوطني موريس سليم الذي قال : «أحيي جهود العسكريين خلال هذا اليوم الانتخابي المهم. بفضل إيمانهم بوطنهم وحكمة قيادتهم يستطيع المواطنون ممارسة حقهم الديموقراطي في الاقتراع.» وفي تغريدة ثالثة أكّد قائد الجيش العماد جوزاف عون أنّ « إيمان العسكريين وإرادتهم الصلبة هما الحافز لاستمرارهم في تنفيذ مهماتهم على الرغم من كل الظروف الصعبة.»
مع حلول الساعة الثانية بعد الظهر انتشر فيديو أثار موجة كبيرة من التفاعل، وكان عنوانه «مساعدة مواطنين على ممارسة حقهم في الاقتراع»، ويظهر فيه عسكريون يساعدون كبارًا في السن ومقعدين على الوصول إلى مراكز الاقتراع. أظهر هذا الفيديو الوجه الإنساني للجيش الذي لا يقتصر دوره على العمليات العسكرية والأمنية، فهو دائمًا جاهز لمد يد العون لمواطنيه.
وأمطرت صورًا:
خلال اليوم الانتخابي كانت جميع وحدات الجيش ترسل تباعًا الصور والأفلام من مناطق انتشارها، في موازاة ذلك انتشر مصورو مديرية التوجيه في كل الأقضية ليواكبوا تحركات الجيش ويرسلوا بالتالي ما التقطته كاميراتهم. وبنتيجة ذلك كان قسم التصوير يتلقى بشكل فوري كمًا هائلًا من الصور التي عمل على فرزها واختيار الأفضل بينها لنشره مع التغريدات والأخبار.
ونستمر…
الفيديو الأخير ليوم الانتخابات ظهر في الحادية عشرة ليلًا وحمل عنوان: «أُنجزت المهمـة… ونستمـرّ». تضمن هذا الفيديو لقطات تختصر مجمل تحركات الجيش من لحظة انطلاقه، ليؤكد في نهايته أنّ المهمة مستمرة، فالجيش ظل على جهوزيته مواكبًا فرز النتائج وإعلانها، متحسبًا لأي ردود فعل قد تؤدي إلى خلل أمني.
أهنئكم:
انتهت الانتخابات ومرّ الاستحقاق على خير بفضل الجهود الجبارة التي بذلها العسكريون فاستحقوا بجدارة تهنئة قيادتهم، في ثلاث تغريدات متتالية:
«قائد الجيش للعسكريين: أهنّئكم على الإنجاز الذي حقّقتموه اليوم بتوفير الأمن والنظام لإتمام العملية الانتخابية. إن الجهود التي بذلتموها والمسؤولية التي تحلّيتم بها، هي التي وفّرت الأجواء الآمنة لإنجاز هذا الاستحقاق، وفض بعض الإشكالات بشكل سريع ومحترف».
«قائد الجيش للعسكريين: على الرغم من الأزمة التي نمر بها كنتم على أتم الاستعداد لتحمّل المسؤولية ومواكبة اليوم الانتخابي الطويل بوعي وحكمة وانضباط. بفضلكم اكتملت الصورة الديموقراطية لهذا اليوم».
«قائد الجيش للعسكريين: لقد أثبتم مجددًا، كما في كل استحقاق، أنكم جديرون بالثقة والاحترام والتقدير، بفضل إرادتكم وصمودكم وثقتكم بمؤسستكم ووطنكم. مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا ستبقى الحافز لنا للاستمرار في القيام بالمهمات الموكلة إلينا».
الجهوزية لا تزال قائمة:
هذه التهنئة لم تكن إعلانًا عن حلول موعد الراحة والعودة إلى الثكنات والمنازل، فالجيش يواصل مهمته، وهذا ما أعلنته تغريدة أخرى إذ جاء فيها: «تواصل قوى الجيش مهمات حفظ الأمن، وتنفّذ وحداته دوريات في مختلف الأراضي اللبنانية وتدعو الجميع إلى التقيد بالإجراءات المتخذة» ترافقت التغريدة مع فيديو يظهر أنّ الجيش ما زال على جهوزيته مستعدًا لأي طارئ، وأعقبتها تغريدة أخرى تفيد بأنّ «وحدات الجيش تواصل دورياتها»، وهي أيضًا مرفقة بفيديو ومجموعة صور من أماكن مختلفة.
أُنجزت المهمة بنجاح:
«أُنجزت المهمة بنجاح»، هكذا غرّد الجيش في السادسة عصرًا من يوم الثلاثاء عبر الفيديو الأخير الذي اختصر المهمات التي نفّذها بالأرقام، وجاء فيه أن قوى الجيش عملت برًا وبحرًا وجوًا وفي جميع المناطق على ضمان أمن الانتخابات التي جرت في ١٥ دائرة توزع فيها ١٧٥٥ مركزًا. وهو استخدم في هذه العملية أكثر من ١٠ آلاف آلية، وبلغ عدد الإشكالات التي فضها وحال دون تأثيرها على سير العملية الانتخابية ١٩٤. لينتهي الفيديو بعبارة: «أُنجـزت المهمة بنجاح»، وبتحية للوطن.
تحية:
لم تكن الخطة الإعلامية لتنجح لولا الجهود الجبارة التي بذلها قسم البرامج والتصوير بجميع ضباطه وأفراده إذ عمل كخلية نحل منذ صباح السبت ولغاية يوم الثلاثاء مساءً لإنجاز المطلوب منه. والعمل الذي أنجزه يستحق تحية ممهورة بالاحترام والتقدير، فبالإضافة إلى مشاهدة وفرز الكمّ الهائل من الصور والأفلام المصورة الواردة إليه، يُشهد للعاملين في القسم بالدقة في نقل الوقائع بجودة عالية. يُضاف إلى ذلك الحرص الشديد على إبراز كل الوحدات المنتشرة على الأرض ما يرفع من معنوياتهم ويؤكد أنّ قيادة الجيش إلى جانبهم دائمًا.