محاكاة لواقع زواج الشباب في لبنان: حكر على اصحاب “الفريش” والفقير “الله يعينو”
صدى وادي التيم-لبنانيات/
بعد أن شعر اللبناني بأعباء الأزمات الاقتصادية والصحية التي يمر بها، منذ 3 سنوات حتى اليوم لم يعد قادراً على الحفاظ على المستوى نفسه من نمط العيش. وكثيرون من الشباب يواجهون تحدّيات عدة تدعوهم إلى تأجيل الكثير من الخطوات في حياتهم وأبرزها خطوة الزواج.
أوّل التحديات ظهر مع أزمة قروض الإسكان منذ 4 سنوات، الامر الذي دفع غالبية الشبان إلى إعادة التفكير في الزواج وتأسيس أسرة أو ربما غضّ النظر عن الفكرة.
وإذا كانت أزمة الإسكان شكلت عائقاً أمام الشباب الراغب في الزواج فإن أزمة المصارف وارتفاع سعر صرف الدولار أتت “لتزيد الطين بلة”.
فكيف لشاب في بداية الطريق أن يفكّر بتأسيس عائلة عندما يجد نفسه عاجزاً عن تأمين المبلغ اللازم لشراء منزل؟ أو لاستئجاره؟ أو حتى لأن يقوم بفرشه كاملاً؟
في ظل غياب سياسة إسكانية في لبنان وفي ظل عدم تطبيق قوانين الايجارات تحت شعار “كل مين فاتح عحسابه”، وعدم استقرار سعر صرف الدولار يُمنع الشباب من استئجار شقة، لأن غالبية الإيجارات باتت تسعّر بالدولار فتبقى الإيجارات في لبنان من الأغلى في العالم عند مقارنتها مع الحد الأدنى لاجور اللبنانيين.
كما وأن هناك خطر إضافي على شريحة واسعة من المستأجرين وخاصة التي أبرمت عقودها بالدولار والتي ألزمهم مالك المنزل الدفع في الدولار بمعنى أن أقل مساحة شقة تتراوح بين لـ 100 و120 متر يحدد ايجارها ما بين 170 و 200 $ على الأقل، في مناطق شعبية.
هنا تجدر الاشارة العلم أن المالك لا يحق له عدم قبول العملة اللبنانية حسب المادة ١٩٢ من قانون النقد والتسليف الذي ينص على إلزامية قبول العملة اللبنانية كون الموضوع يمس بسيادة الدولة.
أما بالنسبة لشراء منزل، لا تقل مساحته عن 120 الى 150 مترا فإن الاسعار تتراوح بين 35 و 45 الف دولار بحدّ أدنى لمبنى قديم، وحسب المنطقة ما يجعل الشاب اللبناني عاجزا عن شراء منزل أو حتى التفكير بالموضوع.
وبالرغم من أن بعض شركات المفروشات اتبعت موضة الحسومات والعروضات لتزيد نسبة المبيع التي تراجعت حوالي الـ 75% إلى 80% في السنوات الاخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية، الا أن الاسعار تبقى مرتفعة جداً ما بين 1500 $ و 2000$ لـ 5 قطع كهربائية فقط وهذا للبضاعة غير الفاخرة وغير المضمونة الجودة.
فإذا أراد شاب فرش منزل بكامله وفق سعر صرف الدولار الحالي اذ به يدفع ما كان يوازي سعر منزل “على ايام الـ1500”. وهنا تقع المصيبة اذ ان مدخرات الشبان اما عالقة بالدولار في المصارف ولا يزال مصيرها مجهولا، ام انها بالليرة وقد فقدت قيمتها وقدرتها الشرائية.
إذا نستطيع القول أن الشبان القادرين على الزواج اليوم هم المغتربون والذين يتقاضون رواتب بالدولار الفريش حصرا، اما الفقير “فالله يعينو”.
وبطبيعة الحال عدم قدرة الشبان على الزواج وتأسيس اسرة سيؤثر سلباً على نفسيتهم وسيزيد شعورهم بالإحباط، وبفقدان الأمل بالمستقبل وبتحقيق أحلامهم.