عمليات ممنهجة لسرقة الخبز واليكم الأبطال
صدى وادي التيم – لبنانيات :
انتقل طابور البنزين الى الافران، وعن سابق اصرار وتصميم قررت مجموعة السماسرة التي تعمل في السوق السوداء، افتتاح موسمها في ربطة الخبز والمتاجرة بالرغيف على حساب المواطن العادي.
قبل يومين قرر أحد سكان منطقة المتن شراء ربطة خبز من أكبر الافران في المنطقة، ولدى سؤاله عن سبب فقدان الخبز وما اذا كان له صلة بفقدان مادة الطحين، كان جواب العامل:” لقد شُفط الخبز من قبل مجموعة تعمل على خط الباصات بين بيروت والشمال.”
غزوة السماسرة وتجار السوق السوداء الذين كانوا يقفون لساعات أمام محطات المحروقات لتعبئة الغالونات على السعر المدعوم وبيعها في السوق السوداء بأسعار جنونية، تتكرر اليوم مع هؤلاء أمام الأفران التي وجدت نفسها مضطرة لبيع ربطة خبز واحدة لكل زبون، ولكن المفارقة تكمن بعدد الزبائن الذين يخرجون من الباص وهم من منطقة واحدة حيث يجولون على أفران جبل لبنان وبيروت ويعمدون الى شراء الخبز ونقله الى الشمال والبقاع والجنوب لبيعه بأسعار خيالية “وصل سعر الربطة الى خمسين ألف ليرة”.
هي حلقة دائرية مغلقة تجمع المطاحن والافران والمواطن. كل واحد ينهش على طريقته من السعر المدعوم وعلى قياسه، وخير دليل على ذلك تفريخ تجار سوق السوداء لبيع الطحين المفقود في الاساس من السوق، اذ لا يكلف المواطن الكثير من البحث على مواقع التواصل الاجتماعي ليجد بعض التجار الذين يبيعون الطحين بأسعار خيالية لاسيما في الشمال والبقاع ومن دون تحديد سقف للكميات المطلوبة والمخزنة منذ أشهر لديه.
وزير الاقتصاد الذي توعد هؤلاء وطالب بفتح تحقيق، يعلم أن موقفه شعبوي لأن الامر يحتاج الى خطة متكاملة لمسألة الطحين المدعوم الذي يُغذي اللبنانيين ويُشغل النازحين السوريين، والمضحك المبكي في هذا الاطار، هو حجز بعض هؤلاء الدور أمام الافران منذ ساعات الفجر لبيعه للمواطن في الصباح عند وصوله الى الفرن لشراء ربطة الخبز. ولا تقف الامور عند هذا الحد، حيث لجأت عائلات من النازحين السوريين الى شراء الخبز وبيعه أيضا في السوق السوداء ورُصد هؤلاء داخل احياء في قرى وبلدات الجنوب والضاحية.
وبغياب الحلول لوقف هذا الاستنزاف، قد تلجأ الحكومة الى وقف الدعم عن الطحين لأنه يذهب الى خارج الحدود كما حصل مع المحروقات، وقرض البنك الدولي الذي وافقت عليه الحكومة لدعم الطحين ومن المنتظر أن يبدأ سريانه في آب، سيتحول الى تجار السوق السوداء والى المعابر غير الشرعية التي تنتظر بيع الطحين المدعوم الى الخارج.